مقاومة السنيورة المدنية: من تستهدف وكيف ومتى؟

أسئلة عديدة طرحتها أوساط قوى «8 آذار» بشأن «المقاومة السلمية المدنية لتحرير لبنان من السلاح»، التي أطلقها الرئيس فؤاد السنيورة خلال تشييع الشهيد محمد شطح ومرافقه. وإذا كان بعض هذه الأسئلة يندرج في إطار الانتقاد لكلام السنيورة، فإن بعضها الآخر يبدو فعلاً بحاجة لأجوبة توضيحية تساهم في تفكيك رموز تلك الخطوة.
وقد تساءلت هذه الأوساط إن كان سيشمل دور «المقاومة المدنية» تحرير لبنان م من السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية وداخلها؟ وهل ستتم مواجهة سلاح المجموعات الإسلامية الجهادية المنتشرة في العديد من المناطق اللبنانية ولها امتدادات خارجية؟ وكيف سيتم التعامل مع سلاح مجموعات المحاور في باب التبانة وجبل محسن في طرابلس؟
كما طال النقاش كيفية نزع سلاح المقاومة الإسلامية و«حزب الله»، خصوصا السلاح الثقيل. وكيف ستتم مواجهة القوى الشعبية المؤيدة لهذا السلاح، وهل ستتم مواجهته مباشرة أو بشكل غير مباشر؟ وماذا لو قامت البيئة المؤيدة لسلاح المقاومة بتحرك سلمي ومدني مضاد لتحرك قوى «14 آذار»، كما حصل بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وبروز اعتصامين، الاول في ساحة الشهداء والثاني في ساحة رياض الصلح؟
ما هي الأدوات التي سيتم اعتمادها لتحقيق أهداف المقاومة السلمية، وهل ستتم العودة الى الاعتصامات والاضرابات والانتفاضة الشعبية، وهل الظروف الداخلية والعربية والدولية مهيأة لذلك؟
ما هو الوقت المحدد لتنفيذ أهداف المقاومة وهل سيتم ذلك قبل تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية أم بعدها؟ وهل هناك علاقة لما أعلنه الرئيس ميشال سليمان من دعم سعودي بثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني بمواقف السنيورة حول تحرير لبنان؟
ما هو دور الدولة اللبنانية ورؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب وطاولة الحوار في «المقاومة الجديدة»، وما هو موقع ودور الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية في هذه «المقاومة»؟
متى سيتم إطلاق «المقاومة»، وما هو برنامجها التفصيلي، وهل كل قوى «14 آذار» موافقة على هذا المشروع؟ وما هو موقف حزب «الكتائب» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«الجماعة الاسلامية»؟ وماذا عن الوجود السوري المسلح في المناطق الحدودية وفي عرسال؟
أوساط قريبة من الرئيس فؤاد السنيورة قالت لـ«السفير»: «ان مشروع المقاومة المدنية السلمية لتحرير لبنان كان طرحاً أولياً، ولم يُناقش تفصيلياً، وسيتم بلورته في الأيام المقبلة وان كان من غير الواضح مدى إمكانية تطبيقه».
أما أوساط قوى «14 آذار»، فلم تكن في أجواء ما طرحه الرئيس السنيورة ولم ترد على الأسئلة التفصيلية التي طرحت بهذا الاطار، إذ فضلت تأجيل الاجابة لوقت لاحق. مع ذلك، فقد كانت بعض قيادات قوى «14 آذار» قد أعلنت أنه سيتم الالتزام بما يُتفق عليه جماعياً بين هذه القيادات وان التركيز الآن على ملف تشكيل الحكومة الجديدة.
الجدير ذكره أن مصطلح «المقاومة المدنية السلمية» أو «العصيان المدني» برز في ثورة المهاتما غاندي ضد الاحتلال البريطاني للهند. كما راج كثيرا في الأدبيات السياسية والحقوقية في القرن العشرين. علماً أن رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين كان قد أطلق «المقاومة المدنية الشاملة ضد الاحتلال الإسرائيلي» في ثمانينيات القرن الماضي.
وبانتظار توضيحات الرئيس السنيورة وفريق عمله وقوى «14 آذار» حول مشروع المقاومة الجديدة، يبدو أن الأيام المقبلة ستحفل بتطورات خطيرة ستدفع الأوضاع نحو مزيد من التدهور السياسي والامني بما يشبه ما حصل عام 1988 أو أيار العام 2008، وكل الاحتمالات واردة في حال تشكيل حكومة حيادية جديدة.

السابق
اعلام الممانعه يتحدّث عن اتصالات مخابراتيه يجريها المستقبل لاغتيال نصر الله !
التالي
حرب استنزاف ايران