مكاري: لتحييد لبنان عن صراعات المنطقة وتسهيل تأليف حكومة

شدد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري على “ضرورة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، من خلال التزام إعلان بعبدا، والعمل على إعادة إحياء المؤسسات الدستورية، بدءا بتسهيل تأليف حكومة جديدة، وإجراء استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية”.

كلام مكاري جاء خلال عشاء اقامته الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس برعايته في فندق هيلتون – الحبتور (سن الفيل)، في حضور عدد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين، ويعود ريعه لدعم أعمال المستوصف الخيري التابع للرابطة.

واشاد مكاري بجهود الرابطة، ملاحظا “أنها تؤدي دورا إيجابيا كبيرا في المجتمع الأرثوذكسي وفي المجتمع اللبناني ككل، إذ أن الأرثوذكس كانوا دائما ولا يزالون عنصرا أساسيا ورائدا في هذا المجتمع”.

ووصف المستوصف بأنه “مبادرة طيبة ومهمة تسهم في توفير الرعاية الصحية اللائقة للمحتاجين، وتخفف عن كاهلهم بعض الأعباء التي أصبحت فعلا ثقيلة في هذه الأيام”. وأضاف: “لا شك في أن مثل هذه المشاريع الخيرية ضرورية جدا، ولكننا نطمح إلى نظام رعاية صحية متكامل توفره الدولة، وإلى شبكة أمان إجتماعية فاعلة، تؤمن الإستقرار وراحة البال لجميع أفراد مجتمعنا”.

وقال مكاري إن “لبنان يمر في المرحلة الراهنة بأوضاع غير صحية على الإطلاق. فيوما بعد يوم، يظهر بوضوح أنه يفتقر إلى المناعة الداخلية، وهذه المناعة تضعف أكثر فأكثر بفعل تعطل المؤسسات الدستورية، والفراغ الحاصل في بعضها أو الذي يهدد البعض الآخر. وإلى جانب غياب المناعة الداخلية، أصبح لبنان عرضة لكل أنواع الفيروسات الخارجية”.

ورأى أن “لبنان اليوم بحاجة إلى إسعافات سريعة، والعلاج الفوري وصفة بسيطة: تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، من خلال التزام إعلان بعبدا، والعمل على إعادة إحياء المؤسسات الدستورية، بدءا بتسهيل تأليف حكومة جديدة، وإجراء استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية”.

وتابع: “في ظل الأزمات الراهنة، علينا نحن الأرثوذكس أن ننتهج العقلانية وننادي بها، كما كان دورنا دائما، في لبنان، وفي هذا الشرق المجنون. علينا أن نبقى، كما كنا، مناضلين للحرية، ودعاة اعتدال، ورواد علم وثقافة، وطلائع وطنية. علينا أن نبقى، كما دائما، مبادرين للانفتاح، ومنتهجي حوار، ومبتدعي حلول. وإذا كان حضورنا تراجع في المواقع الرئيسية في الدولة، وفي مراكز القرار الإداري والحكومي، كما الحضور المسيحي عموما، فعلينا أن نعمل موحدين لكي نضمن أن الطائفة الرابعة…راجعة”.

وقال: “بقدر ما نحرص على حضورنا الفاعل كمسيحيين وكأرثوذكس في لبنان، نقلق في الوقت نفسه على وجودنا في هذه المنطقة من العالم، في ظل الغموض الذي يكتنف مستقبلها. غير ان المفترض بنا ألا نبقى مكتوفين ومتفرجين على التاريخ يكتب أمام عيوننا، بل يجب أن نشارك في رسم صورة هذا المستقبل”.

أضاف: “إن ما يحصل اليوم في سوريا من اعتداء على مقاماتنا ورموزنا الدينية، وعلى مطارنتنا وراهباتنا ورهباننا، وعلى مدننا وبلداتنا وناسنا، يجب ألا يثنينا إطلاقا عن التمسك ببقائنا في سوريا، وبدورنا في صوغ مستقبلها مع المجموعات الأخرى”.

وكرر مكاري دعوة المجتمع الدولي إلى “التحرك سريعا لتحمل مسؤولياته في إنقاذ الإرث المسيحي العظيم الذي تختزنه معلولا أو غيرها من المناطق ذات الأهمية الأثرية والثقافية والدينية في سوريا”. وطالب الأمم المتحدة “بتوفير الحماية للمعالم المقدسة والأثرية في معلولا وسواها، منعا للاعتداء عليها من أي طرف، لما تمثله من قيمة تاريخية ومن رمزية دينية، وللحؤول دون التعرض لسكانها ولرجال الدين والراهبات الذين كرسوا حياتهم لخدمة مقدساتها”.

وجدد مكاري “الصرخة لإطلاق المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، وراهبات دير القديسة تقلا في معلولا”، مطالبا بـ”تكثيف العمل والضغوط في كل الإتجاهات للعمل على تحريرهم”.

وشدد على أن “على المسيحيين في سوريا أن يبقوا فيها رغم كل ما يحصل، لكي يصنعوا مستقبلها، مع شركائهم، بشجاعة وانفتاح، سعيا إلى أن تخرج سوريا من هذه المحنة دولة لجميع أبنائها، وتنطلق على مسار الديموقراطية التي – وحدها – تكفل حقوق كل المجموعات، ومنها حقوق المسيحيين”.

السابق
حركة مشلولة في النبطية واقليم التفاح
التالي
شهيب: لن نعطي الثقة لحكومة تحد او لحكومة لا يشارك فيها جميع الافرقاء