الزرارية: هكذا سُرِقَ مشروع الحسبة وملعب كرة القدم

بلدة الزرارية
قدم البنك الدولي الى بلدة الزرارية تمويلا لإقامة "حسبة" في البلدة، أي سوق لبيع الخضر بالجملة. خلافات بين أعضاء البلدية عرقلت الانتهاء من المشروع. كذلك قدّم أحد أبناء البلدة نصف مليون دولار لبناء ملعب لكرة القدم، لكنّ اللجنة المنفّذة غرقت في الاختلاسات واتهامات متبادلة بالسرقات، وطارت الحسبة وطار الملعب وطارت الأراضي والاموال.

قدم البنك الدولي الى بلدة الزرارية تمويلا لإقامة “حسبة” في البلدة، أي سوق لبيع الخضر بالجملة. منه التمويل ومن البلدية التنفيذ. بدأ البحث عن أرض لإقامة الحسبة، فوقع الاختيار على أرض مشاع بلدي في طرف البلدة تبلغ مساحتها خمسة آلاف متر مربع. نفذ المشروع وتم بناء نحو 44 كراج، وحتى الآن لم تفتح أبواب المحلات هناك.

بعد البحث و التقصي وجد المنفّرون أن الطريق التي توصل الى المشروع غير صالحة لمرور الشاحنات عليها من الغرب، فبدأنا نسمع عن مشروع لتوسيع الطريق.

لكن ألم تكن هذه الطريق واضحة أمام البلدية قبل البدء بالمشروع؟ يحقّ لنا السؤال. توجهنا الى عضو في البلدية، ليشهد شاهد من أهل التنفيذ، وليوضح حقيقة الموضوع، فأكد، رافضا نشر اسمه، في حديث لـ”جنوبية”، أنّ “المشروع من حيث البناء لا يوجد فيه أي خطأ، والطريق ليست بعائق أمام المشروع، ستوسّع لتصير على مستوى واحد مع البناء”. ويضيف: “لكنّ الحسبة غير مضمونة النجاح كموقع وسطي للزرارية بين صور و صيدا والنبطية”. وأشار إلى أنّ “المشروع لم يتم حتى الآن الاتفاق ما اذا سيكون حسبة أو مسلخا لذبح الحيوانات أو مدينة صناعية”.

وهنا بيت القصيد. فالمصيبة أنّه منذ ثلاث سنوات والمبنى موجود والمحلات جاهزة، لكن التنفيذ ينتظر اجتماع البلدية لتحديد ماذا تريد من المشروع”.

حاولنا الاتصال بآخرين، لكن لم يكن أمامنا غير أحد أعضاء البلدية الذي وافق على الحديث شرط عدم ذكر هويّته: “حصل اجتماع خاص بالمشروع، لكن كان الهدف منه الاتفاق على تأجير هذه المحلات، واختلف الأعضاء على بدل الإيجار الشهري، منهم من طلب 150 ألف ليرة لبنانية، ومنهم من طلب رفعها الى 200 ألف ليرة شهريا”. هكذا وقع الخلاف وطار المشروع إلى أجل غير مسمّى.

بالإضافة الى هذا المشروع، هناك مشروع أكثر فشلا. إذ قدّم أحد أبناء البلدة تمويلا – تحت وصاية و إشراف البلدية – لإنشاء ملعب لكرة القدم يكون على مستوى عال من التجهيز، ويستفيد منه أبناء البلدة والقرى المجاورة. واستناداً الى أحد أعضاء البلدية فإنّ كلفة إنشائه تراوحت بين 250 و500 ألف دولار أمريكي. وهكذا كان. فقد تمّ تشييد الملعب عند مدخل البلدة على أرض مشاع بلدي أيضا. وعند الانتهاء من تنفيذ المشروع حضرت لجنة رياضية لفحص الملعب فوجدت أنّه “غير صالح للعب”. أولاً بني من الشرق الى الغرب في حين أنه يجب أن يكون من الشمال الى القبلة كي لا تكون الشمس في وجوه اللاعبين. واستقرّ الرأي على أنّها مشكلة يمكن حلّها بسقف اصطناعي للملعب. لكنّ المشكلة التي لا حل لها هي أنّه سيكون “ملعب الأستاذ نبيه بري”.

وبعد خلافات بين أعضاء اللجنة المسؤولة عن متابعة المشروع، واتهامات متبادلة بالسرقة والاختلاس، قام أحد أعضاء اللجنة يجرف أرض الملعب بعدما كانت مزوعة عشباً!!

هذه قصّة من قصص “جنوب العزّة والكرامة”.

السابق
جنبلاط يحذر من ترك الجيش وحيداً بطرابلس دون توفير التغطية السياسية
التالي
هولاند: على افريقيا ان تضمن امنها بنفسها لتتحكم بمصيرها