لقمان سليم: اتفاق أميركا وإيران سيغرق شيعة لبنان في الدم

لقمان سليم
الباحث والناشط السياسي، ومدير جمعية "هيا بنا" لقمان سليم له رأي آخر فيما يخص الاتفاق حول الملف النووي الإيراني. برأيه أنّه "من المبكر الحديث عن اتفاق أميركي إيراني، ولا ننسى العام 1992 واتفاق أوسلو، فالانعطافة لم تحصل بعد". هو الخبير في الشؤون الأميركية يعتبر أنّ "غضب اسرائيل قد يغرق شيعة لبنان وسوريا في الدم أكثر".

الباحث والناشط السياسي، مدير جمعية “هيا بنا” لقمان سليم له رأي آخر فيما يخص الاتفاق حول الملف النووي الإيراني. برأيه أنّه “من المبكر الحديث عن اتفاق منجز تام بمفاعيله، ولا ننسى العام 1992 واتفاق أوسلو، فالانعطافة لم تحصل بعد”.

سليم يعتبر أنّ “غضب اسرائيل قد يغرق شيعة لبنان وسوريا في الدم أكثر”.

ماذا يحصل الآن؟ يجيب سليم: تجب فكفكة المسارات.

ويتابع: “إيران والسداسية، والأزمة النووية، هناك رغبة من جميع الأطراف في التوصّل إلى اتفاق . وسياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما استندت إلى التسويات والانخراط مع الأعداء في التفاوض. فهو أعلن أنه لا يؤمن بأحادية القطب الأميركي بل بتعدّد الأقطاب.فالتفاوض مع إيران نتيجة رؤية عامة في ظل هذه الإدارة، وأشدد أنها سياسة هذه الإدارة وليست سياسة أميركا العامة إذ يمكن أن تتغير في أيّ وقت، مع التذكير أن إيران أيضاً ليست في أحسن حالاتها خصوصاً اقتصادياً”.

ويكمل سليم : “السؤال هو: هل يمكن لأي مفاوضات أميركية إيرانية أن تعطل دينامية النزاع في المنطقة؟ لا نعتقد. من جهة ثانية أظن ديفيد شانكر، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، على حق عندما قال في مجلس خاص خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان إن إدارة أوباما تبحث عن اتفاق مرحلي، يكون بمثابة “قصة نجاح” لسياسة “مخاطبة الأعداء” بصرف النظر عن كل مضامين هذا الاتفاق“.

فهل الاتفاق هو لصالح إيران مئة بالمائة كما تصور إيران وإعلامها؟

الإقرار بقوة إيران لا يعني أن الاتفاق دون ضوابط”، يجيب سليم.” لذلك فأميركا تبحث هي وإيران عن إنجاز، وهو كمالة الاتيان بروحاني إلى رئاسة الجمهورية وكذلك أوباما فإنه يبحث عن اتفاق، لكنّ تطبيقه لن يكون سهلاً”.

وعن الموقف الإسرائيلي المستنكر للإتفاق وانعكاس ذلك على الساحة اللبنانية، يشرح سليم، المعارض الشيعي الذي يعيش في ضاحية بيروت الجنوبية: “الرئيس الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما قال إن الإتفاق خطأ تاريخي هذا يعني أنّه يهدّد بالحرب، والخوف اليوم حقيقي أن تقوم إسرائيل بضرب إيران أو تشن حربا على لبنان كون حزب الله حارس حدود إيراني، وبذلك يمكن أن نصبح ساحة انفجار مع إسرائيل، وحتى في السياسة يجب أن نخاف فاتفاق طائف جديد برعاية إيران سيغرق الشيعة بمزيد من دماء في لبنان وسوريا، فإذا قبلت أميركا ذلك، فسيكون من أجل مزيد من توريط إيران في الرمال المتحركة، نحن في خطر من الأرباح التكتيكية الإيرانية الحالية”.

ويضيف سليم: “حزب الله يمارس لعبة الخوف والحماية تجاه الشيعة. سنيّاً، انتحاري السفارة الايرانيّه معين أبو ظهر هو صفعة بوجه الاعتدال السنّي، وهذا يترك مجالاً واسعاً لحزب الله لحماية ما يسمى “الأقليات” وحماية لبنان من هذا الهجوم التكفيري على البلد”.

بالنسبة لسوريا والساحة العربية يؤكّد سليم “أنّ النظام السني العربي يشعر بالخطر من إيران وتتقاطع مصالحه مع إسرائيل، ولن يكون تأثير الإتفاق مهماً على الساحة السورية ،كما يمكن أن يرفع الحظر عن السلاح للمعارضة السورية لتعديل الموازين، فلا يملك الأميركي والإيراني وحدهما التحكّم بمسار الحرب”.

أما على صعيد الاعتراض الشيعي اللبناني فما هو مبرّر بقاء سليم وغيره في اعتراض على حزب الله مع دخول إيران الساحة الدولية؟ يجيب سليم: “الشريك العربي السنّي غائب، والمشروع الإيراني المعادي للعرب لن يحل مشكلة المنطقة بل سيزيد من حماوة الأزمة. أنا أخشى كلبناني شيعي أن يكون حلاً مرحلياً يضع لبنان تحت المظلمة الإيرانية ويلغي لبنانيتنا. أنا كلبناني شيعي أعتبر هذا الاتفاق غير كافٍ لتبييض السجل العدلي للجمهورية الإسلامية التي لم تخف يوماً طموحاتها التوسعية، وتأخذ الشيعة العرب ذخيرة تطلق النار بهم”.

بالنتيجة، برأيه “لم يصل الإيراني والأميركي إلى تفاهم على كل شيء، لكنّ الإتفاق النووي هو مشروع تفاهم على كل شيء، هو مشروع تفاهم كبير، ولكن هل سوف يتم؟ نشك في ذلك”.

والخلاصة كما يؤكد الأستاذ سليم: “أوباما يريد الخروج في أفغانستان كما خرج من العراق وهذا الأمر يمكن أن يكون مجالاً للمقايضة مع العالم السنّي، والسعودية تعتبر اليوم أنّ “سقوط بغداد” تكرّر مع الاتفاق النووي مع إيران، لذلك نشك ان المملكة سوف تنخرط بتسوية مع أميركا، فهي لن تسكت وتعتبر أنها أهينت، وكذلك إسرائيل التي اعتبرت أن هذا الاتفاق هو لصالح ايران ويشكل خطرا على أمنها ، ولهذه الأسباب، فإنّ المعركة مفتوحة، وبالتالي لا يمكن لإتفاق أميركي إيراني أن يحل كل المشاكل في المنطقة مهما كان حجم هذا الاتفاق، بل هو صراع انفتح بشكل آخر ووجوه أخرى”.

السابق
جيش العدو يبحث عن أنفاق حزب الله
التالي
توتر في الضاحية بين شرطة اتحاد بلديات الضاحية ومجموعة من الاهالي