القلمون.. هل تحصد المزيد من شباب شيعة لبنان؟

شهداء حزب الله
عدد "شهداء حزب الله" تجاوز الـ 400 في سوريا وما زالت المطحنة الدمويّة تدور محوّلة سوريا الى مستنقع للحزب وحرب استنزاف ضحيتها، من جهة لبنان، الشباب الشيعي. والخوف ان تضاعف حرب القلمون المقبلة من هول المأساة ويتضاعف اعداد الضحايا من جميع الأطراف.

حسن نعمه، حسن مرعي، شبيب محمود، أكرم حوراني، هم آخر دفعة من “شهداء حزب الله” في سوريا أو “شهداء الواجب” كما ينشر في بيانات النعي، وتردّد أن الشهداء الأربعة هم قادة ميدانيون كما أشارت بعض الأنباء.

وقد أفادت معلومات مقرّبة من حزب الله لموقع “جنوبية” أن الحزب فقد منذ بدء المعارك في سوريا أكثر من 400 مقاتل بينهم 130 سقطوا في الهجوم على مدينة القصير منذ أربعة أشهر تقريبا.

هذا ويسود القلق أوساط الأهالي القاطنين في الضاحية الجنوبية، وجلّهم جنوبيون وبقاعيون، من تداعيات معركة القلمون المقبلة، التي بدأت تظهر تباشيرها في اليومين الماضيين مع احتدام المعارك في البلدات والقرى السورية المحاذية للحدود اللبنانية مقابل بلدة عرسال، ورافق هذا التصعيد العسكري  عودة 8 من أبنائهم مسجّين في نعوش لفّت بالعلم الأصفر.

ولما كانت منطقة القلمون السوريّة تضم عشرات المدن والقرى على حدودنا الشمالية الشرقيّة، فقد بدأ يشعر شيعة لبنان أن المعركة في سوريا مرشّحة أن تطول وباتت أقرب الى معركة استنزاف.

فانتصار “القصير” لم يكن نهائيا كما صوّره اعلام حزب الله، بل كان البداية لمعارك أشرس وأكثر دمويّة برهنت عنها عودة عشرات الجثامين لأبنائهم لتدفن في البلدات والقرى الجنوبيّة والبقاعيّة في احتفالات تشييع مهيبة لم تستطع أن تخفي هول المآسي والأحزان التي خلّفها فقد الأب والأخ والإبن والصديق.

استطاع حزب الله ان يقنع شريحة واسعه من جمهوره ومناصريه بعدالة معركته التي يخوضها في سوريا وحتى بقدسيّتها، باعتبارها “حربا من أجل الدفاع عن مقام السيّده زينب عليها السلام”. وأنّها تخاض من أجل “تأمين ظهر المقاومة ولإفشال حصارها”. ثم بعد أن استفحل أمر تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش” وظهرتا كمنظمتين من فروع تنظيم “القاعدة” الجهادي الإرهابي وأعلنا صراحة أنهما يريدان بقتالهما نظام الأسد إزاحته من أجل إقامة إمارة إسلاميّة في بلاد الشام، فإنّ ادعاءهما هذا وفّر لحزب الله ذريعة قويّة كي يعلن صراحة أنه إنما بقتاله يريد دفع شرّ التكفيريين عن سوريا ولبنان. هذا دون الأخذ بالحسبان وجود قوى معتدلة في المعارضة السوريّة تضمّها فصائل “الجيش الحر” وغيرها من مكونات الشعب السوري التي ثارت على حاكمها المستبدّ الظالم.

قبل أيام قليلة وردت أنباء عن معركة تدور في مدينة القارة، بوابة منطقة القلمون، بين الجيش السوري النظامي وحزب الله من جهة والجيش الحر وباقي فصائل المعارضة من جهة ثانية. ولا يبدو من مجريات المعركة، حسبما تنامى من الوسائل الإعلاميّة المستقلّة، أن أحدا من الطرفين تمكّن من التقدّم حسم المعركة. وهذا ان دلّ على شيء فإنه يدلّ على شراسة المواجهة واصرار الطرف الأضعف، أي الجيش الحر وحلفائه الذين لا يملكون غطاء جوّيا ولا مدرعات، على القتال حتى النهاية.

واذا كانت معركة القصير سابقا قد أودت بحياة المئات من المقاتلين من جميع الأطراف، وأيقظت الفتنة السنيّة الشيعيّة على طول بلاد الشام وعرضها، فإنّ معركة القلمون إن حصلت ستودي بحياة الآلاف حتما وستخلّف جرحا طائفيا عميقا وثارات مذهبيّة دمويّة قد تشمل لبنان وتتخطّى بلاد الشام لتشمل بلاد المسلمين والعرب أجمعين.

وبانتظار المعركة، أو التراجع عنها، كما أوحت بعض الأوساط الإقليميّة، يترقّب أهالي الضاحية الجنوبيّة عودة أبنائهم سالمين من جحيم المعارك التي قذفوا إليها.

وقبل أيام شوهدت باصات تقلّ مجموعة شبّان قيل همسا إنّهم في طريقهم الى الجبهة السورية، فهل تسبق وعود السلام لهيب الحروب الهمجيّة الدائره خلف حدودنا الشرقيّة أم كتب علينا القتال وهو كره لنا؟

اللهم احفظ شبابنا وأعدهم سالمين…

السابق
جمال الجراح: ما يجري في لبنان سببه تدخل حزب الله في سوريا
التالي
هذه هي الفروقات بين الانتحاري والاستشهادي