الصليب الاحمر بالنبطية: نستعدّ لـ1500 إصابة

التطبير في النبطية
نحو 200 مسعف جاهزون تقريبا في "طوارىء استثنائية سنوية" بين النبطية والقصيبة والزرارية، استعدادا لاستقبال نحو 1500 مصاب من "ضرب حيدر" في العاشر من محرّم. ورئيس إقليم الجنوب الغربي في الصليب الأحمر محمد كمال يقول لـ"جنوبية" إنّ "الاستعدادات اكتملت منذ اليوم و90 % من الإصابات تعالج على الأرض والباقي الى المستشفيات".

يتحضر عدد كبير من أبناء الجنوب ليومي التاسع والعاشر من محرّم لبدء عملية التطبير، وهي من الشعائر الحسينية التي لا تزال منتشرة في بعض القرى الجنوبية كالنبطية وانصارية والقصيبة، رغم تحريمها.  لهذا يشكّل الصليب الاحمر غرفة عمليات خاصة لنقل ضحايا وجرحى التطبير، الذين يغمى عليهم، او يصابون بنزيف حادّ من جراء الضرب بالسيوف على رؤوسهم، بسبب فقدان الدماء أو بسبب الألم، وذلك “مواساة لأبي عبد الله الحسين” على ما يعتقدون.
في هذا اليوم من كلّ عام هجريّ يعلن الصليب الاحمر حالة الطوارىء ويتم استدعاء المسعفين من مراكز أخرى، للمساعدة في معالجة جروح النازفين طوعا، أو نقل من يحتاجون الى المستشفيات.
كذلك تنظم الهيئة الصحية الاسلامية التابعة لـ”حزب الله”حملة للتبرع بالدم عبر نصب خيم، وغالبا ما تشهد ازدحاما لافتا للمتبرعين من مختلف الاعمار تستقبلتهم فرق من الهيئة والصليب الاحمر.
وقد أكد رئيس إقليم الجنوب الغربي في الصليب الأحمر، في حديث إلى “جنوبية”، محمد كمال، وجود “غرفة عمليات خاصة بالصليب الاحمر اللبناني تتابع الامور كافة، وفي العاشر من محرّم تشكل غرفة عمليات استثنائية تقوم بالتنسيق مع المسعفين على الارض، وتقوم بالتأكد من اعدادهم، وعدد السيارات المنتشرة في المنطقة، وتقوم باستدعاء سيارات إضافية او مسعفين اضافيين عند الحاجة. وكذلك تكون على معرفة بعدد الاصابات ونوعية الاصابة واسماء المستشفيات التي تم نقل المصابين إليها..”. وبالتالي دورها، يتابع كمال: “تنظيم العمل الميداني على الارض كي لا يكون هناك أي أخطاء، ويتم التواصل مع غرفة العمليات التي تكون ضمن نطاق محدد، وهي بدورها تنسق مع غرفة العمليات المركزية”.

وأضاف كمال: “النبطية هي المدينة المركزية بالنسبة للصليب الاحمر في العاشر، إذ يستدعى بين 125 و150 مسعفا، منهم في النبطية 60 مسعفا تقريبا من الأساس، ويتم استدعاء العدد الباقي من المراكز الاخرى من كل لبنان”، واصفا الأمر بأنّه “مشاركة وطنية في هذا الحدث”!. كذلك يستدعى اكثر من 60 مسعفا الى مركزين للاسعاف يتم نصبهما في قريتي القصيبة والزرارية لمعالجة ومتابعة الحالات التي تصاب بعد مسيرة العاشر والتطبير.
وأشار كمال إلى أنّ “النبطية تشهد أكبر حشد في الجنوب، ويكون فيها أكبر عدد إصابات، فيبدأ الصليب الاحمر من اليوم التاسع من محرم ولكن بأعداد أقل من تلك التي تنتشر في العاشر، إذ يقوم بمعالجة ونقل ما يقارب 1500 إصابة من الساعة 7 صباحا الى الواحدة ظهرا حين انتهاء المراسم”. وأيضا يتم نصب 3 خيم في 3 نقاط مختلفة، تكون مجهزة بالاسعافات الأولية كافة، مثل الاوكسجين، وأكد كمال أنّه عالبا ما “تتم معالجة 90 % من الحالات في الميدان، إلا بعض الحالات الاستثنائية التي  تنقل الى المستشفى، بحسب وضعها الصحي، وتوضع 10 سيارات بتصرف المسعفين لنقل الاصابات”.
وأشار كمال إلى أنّ “هناك بعض الناس تفضل التبرع بالدم ويقوم الصليب الاحمر بجمع بين 100 الى 150 وحدة دم تنقل الى بنك الدم”.

في المحصلة، تختلف آراء العلماء المراجع الشيعية حول مسألة التطبير بين الجواز والتحريم، لكن اغلبهم يتجه نحو التحريم واستبدال اللطم بالتبرع بالدم، مع ان البعض يعتبره شعيرة من الشعائر الحسينية، بل عمل راجح ما لم يؤدّ الى الاضرار بالنفس ضرراً بليغاً، كقطع عضوٍ أو نقصه.

السابق
توقيف مزور بطاقات تعريف خاصة بشركة طيران الشرق الأوسط
التالي
حبيش: ما المشكلة إذا كانت علاقة وثيقة تربط آل الحريري بالسعودية؟