الموالاة بعد المعارضة تطلق حملة «تخوين» لقدري جميل

بعد الحملات التي كان يتعرض لها من المعارضة بمن فيهم نشطاء الداخل لموافقته على العمل ضمن الحكومة السورية، بدأت صفحات الموالاة على «فيسبوك» ومواقع الانترنت المحسوبة عليهم، حملة «تخوين» واسعة على نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل بعد أن أعفاه الرئيس بشار الأسد من مهامه قبل يومين بينما كان يقوم بزيارة إلى موسكو التي وصلها قادما من جنيف.
والتقى جميل في جنيف مع السفير الأميركي في سورية روبرت فورد، وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي الثلاثاء أن جميل التقى فورد قبل 3 أيام، وأوضحت: «نحن نعقد لقاءات مع الكثير من السوريين الذين يمثلون كافة القوى السياسية، ولا ننوي الكشف عن القائمة الكاملة، ولكن يجب الإشارة إلى أننا نلتقي مع السوريين ونحافظ على اتصال مباشر بالنظام في دمشق».
واعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن مسألة إعفاء جميل هي «مسألة إجرائية بالدرجة الأولى وقانونية»، وقال لـ «التلفزيون السوري» إن «اللقاءات التي أجراها جميل عندما سافر إلى خارج سورية لم تندرج على الإطلاق في ما هو متفق عليه في سياسة الحكومة»، موضحا أن جميل «مارس نشاطا سياسيا خارج سورية ينسجم مع انتمائه الحزبي ورؤيته السياسية ولا ينسجم مع وجوده عضوا في التشكيلة الحكومية والأمر لا يتعدى ذلك».
وبحسب أوساط مراقبة في دمشق فإن جميل كسر بروتوكولا معروفا للجميع في سورية يقوم على حصر الاتصالات الرسمية العلنية منها وغير العلنية بجهات وشخصيات محددة.
وأوضحت المصادر لـ «الراي» أن «دمشق حرصت دوما في معاملتها مع واشنطن على الندية وعدم فتح المجال أمام سفارتها للتدخل بالشؤون السورية الداخلية، الأمر الذي كسره آخر سفراء واشنطن روبرت فورد حيث نشط قبل إغلاق السفارة مع بداية الأزمة، بعقد لقاءات مع رموز المعارضة السورية وزيارة المدن الساخنة حينها وخصوصا منها مدينة حماه».
وبينت المصادر أن العادة جرت بحصر اللقاءات الرسمية مع المسؤولين الاميركيين على 3 أو 4 شخصيات في القصر الرئاسي ووزارة الخارجية، إضافة إلى قنوات أمنية محصورة جدا تم خلالها التنسيق بين البلدين في محاربة الإرهاب وخصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر.
وتدهورت العلاقات الثنائية بشكل كبير على خلفية إعلان واشنطن صراحة أن الرئيس الأسد قد فقد شرعيته ومطالبتها بتنحيه، إضافة إلى الدعم المعلن للمعارضة بما فيها المسلحة.
ورأت المصادر أن اللقاء الذي جمع بين قدري جميل وروبرت فورد كسر كل تلك الثوابت، رغم إعلان الأول أن اللقاء تم بصفته الحزبية المعارضة وكعضو قيادة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وليس بصفته الحكومية كنائب لرئيس الوزراء.
وكان جميل قد قال من موسكو عقب إعلان قرار إعفائه: «لا أستغرب ذلك كثيرا»، موضحا أن «المهمة الأساسية التي لا يعلى عليها هي مهمة إيقاف نزيف الدم السوري»، وقال: «كنا معارضة قبل أن ندخل الحكومة، وبقينا كذلك ونحن في الحكومة، وسنبقى معارضة بعد الخروج من الحكومة».
http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=474261&date=31102013

السابق
طهران: لم نوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%
التالي
المالكي سيُذّكر أوباما وبيدن بكلامه قبل عامين عن بقاء الأسد