المالكي سيُذّكر أوباما وبيدن بكلامه قبل عامين عن بقاء الأسد

استبقت وسائل إعلام أميركية اللقاء الذي سيُعقد غدا، بين رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يزور واشنطن حاليا، بشروط قالت ان على ساكن البيت الأبيض أن يضعها أمام ضيفه الشرق أوسطي مقابل حصول الأخير على المساعدة الأميركية التي جاء من أجلها.
«نيويورك تايمز» الصحيفة الأكثر حضورا والأوسع انتشارا في أميركا، أوجبت على أوباما الطلب من زائره «مراعاة معايير الديموقراطية، كشرط للحصول على المساعدة الأمنية من الولايات المتحدة»، في ظل معلومات مؤكدة تتواتر في بغداد تفيد بان المالكي سيطلب تسليم بلاده طائرات بلا طيار ومقاتلات «اف 16»، وغيرها من وسائل الدعم الأمني اللوجيستي، بهدف التصدي للمخاطر المُحدقة بالعراق، خصوصا الهجمات التي ينفذها عناصر «القاعدة» بعد تنامي نفوذهم أخيرا.
الطلب العراقي سبق أن وافقت عليه واشنطن، عندما تعهدت في أغسطس الماضي بتقديم نظام دفاع صاروخي متكامل قيمته 2.6 مليار دولار ومقاتلات حربية وطائرات مراقبة جوية. لكن ما سيتم بحثه في اللقاء «الرئاسي» حسب مصادر عراقية مطلعة هو «الإسراع في تسليم صفقة الأسلحة المطلوبة والتي كان مقررا تسليمها في خريف العام 2014».
ونصحت الصحيفة الأميركية، إدارة اوباما بـ «دعم الشعب العراقي ككل، وألا تحابي أي فصيل أو شخص بعينه»، مشددة على ضرورة استنكار واشنطن لـ«انتهاكات حقوق الإنسان» المُسجلة ضد بغداد من قبل منظمات حقوقية دولية وأوساط عراقية.
هذه النصائح والشروط التي ورّد مثيل لها في وسائل إعلام أميركية أخرى «سيرددها اوباما قطعا على مسامع المالكي الباحث عن دور أميركي يساعده على تجديد ولايته للمرة الثالثة على التوالي»، كما يقول الباحث في الشؤون السياسية العراقية ثائر الأنصاري.
ويضيف المحلل الأكاديمي: «هناك غصة لدى الأوساط الأميركية من نهج المالكي وسياساته على الصعيد المحلي، وكذلك موقفه من الأزمة السورية الذي خالف فيه موقف الولايات المتحدة، فضلا عن الامتعاض من تقارب بغداد وطهران الذي أثار حفيظة واشنطن وحلفائها الإقليميين»، لافتا إلى انه ستتم مناقشة ذلك كله في مباحثات رئيس الوزراء مع المسؤولين الأميركيين.
وأوضح الأنصاري ان «المالكي لن يخرج هذه المرة منتشيا في محادثاته كما المرات السابقة التي زار فيها البيت الأبيض، ما لم يُقدم ضمانات حقيقية للإدارة الأميركية التي ستضع شروطا صعبة مقابل أي دعم يطلبه حاكم العراق».
المالكي الذي زار واشنطن ثلاث مرات قبل زيارته هذه، سيبحث «مُعمقا» مع مضيفيه الأزمة السورية وتداعياتها على بلاده والمنطقة عموما. وبحسب مسؤول حكومي يرافق المالكي في زيارته التي ستستغرق أربعة أيام، فان «رئيس الوزراء سيعرض الآثار السيئة التي لحقت بالعراق نتيجة تداعيات النزاع السوري، وتدخلات حلفاء واشنطن الإقليميين في الشأن الداخلي العراقي التي فاقمت من التدهور الأمني الحاصل في عموم البلاد».
وأضاف: «كما سيُقدم أدلة دامغة على تورط دول مجاورة حليفة لأميركا في التفجيرات التي تطال مناطق متفرقة من العراق، كعقوبة بعد فشل الضربة العسكرية لسورية التي كانت تشجع عليها تلك الدول الناقمة على المالكي بسبب موقفه الرافض لتلك الضربة».
المسؤول الذي فضل عدم نشر اسمه تجنبا للإحراج، قال لـ«الراي» قبيل سفره، إن «رئيس الحكومة سيُذكّر الرئيس اوباما ونائبه بما قاله لهم في زيارته الأخيرة: بأن بشار الأسد لن يسقط حتى عامين قادمين في حين أنهم اخبروه بان الرئيس السوري سيُطاح به خلال شهرين»، مؤكدا ان المالكي سيناقش معهم المبادرة التي طرحها العراق لحل الأزمة السورية.

السابق
الموالاة بعد المعارضة تطلق حملة «تخوين» لقدري جميل
التالي
قطار حوار إيران وأميركا على السكة؟