المستقبل: انتشار الجيش في جبل محسن.. يلجم التدهور

كتبت “المستقبل ” تقول: هل استكملت جولة العنف السابعة عشرة دورتها في طرابلس بعد سبعة أيام من القصف وأعمال القنص التي أودت بحياة 15 مواطناً وجرح أكثر من 80 آخرين؟ سؤال لا بد من طرحه في ضوء إكمال وحدات الجيش انتشارها في جبل محسن، تمهيدا لتوسيع هذا الانتشار إلى المناطق المحيطة بالجبل، بعد تراجع ملحوظ للاشتباكات على مختلف المحاور.
لكن مصادر معنية تخوّفت لـ “المستقبل” من أن تكون المرحلة التي تلي اعتداءات رفعت عيد وعصاباته الإرهابية على مختلف أنحاء طرابلس، هي مجرّد تحضير لجولة أخرى يستكمل فيها نظام الكيماوي انتقامه من أهل المدينة ومن انكشاف شبكته الإرهابية التي نفّذت جريمتي التفجير في مسجدي “التقوى” و”السلام”.
على كل حال، فعلى الرغم من التراجع النسبي في حدّة المواجهات على المحاور التقليدية بين باب التبانة وجبل محسن، إضافة إلى التراجع الملحوظ في عمليات القصف الارهابية من قبل عصابة رفعت عيد، فإن أجواء التوتر بقيت سائدة، وخصوصاً في ساعات المساء، فيما كانت القوى الأمنية ومنذ الصباح الباكر تتخذ تدابير أمنية استثنائية، حيث انتشرت حواجز تفتيش لقوى الأمن الداخلي في مختلف أنحاء طرابلس والميناء وجوارهما، عمل عناصرها على التدقيق في الهويات، في وقت جابت دوريات مؤللة للجيش ولسرية الفهود في قوى الأمن مختلف الشوارع والأحياء منعاً للظهور المسلّح فيها.

فتفت
بالتزامن، اتهم عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت “حزب الله” بأنه “يمارس نوعاً من سياسة تغطية ما يقوم بها الحزب العربي الديموقراطي ورفعت عيد من جريمة شنعاء بعد تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس”، مضيفاً إن “حزب الله مسؤول مباشرة بعد هذا الكلام، ولكن نحن لا نفاجأ لأن الحزب أصبح ينتمي إلى خارج المنظومة العربية وهو لم يعد يتطلع عربياً بل يتطلع فارسياً إلى ايران، وهجومه على العرب اليوم هو فعلاً نهاية طريقه لأنه أوضح هويته السياسية غير العربية، وأصبح واضحاً التقاطع بين سياسته وسياسة إيران وسياسة اسرائيل”.
أضاف “هذا هو تقاطع المصالح القائم الآن مع اسرائيل في المنطقة وهي التي استفادت كثيرا من تجريد سوريا من سلاحها الاستراتيجي الكيماوي وتتحضر الآن للافادة الثانية عندما يكون هناك حل للملف النووي الايراني والسيطرة عليه بشكل يبقى سلميا”.
كما اعتبر أن “حزب الله يقدم الخدمات الكبيرة لاسرائيل، وليكف عن اتهام الآخرين بالعمالة لأنه أصبح فعلاً شريكاً بالجرائم التي تتعرض لها طرابلس، وأصبح شريكاً في الهجوم على الدول العربية وعلى كل الشعوب العربية، وأصبح فعلاً الحليف الفعلي لاسرائيل في المنطقة”.

الأحدب
وحَمَلَ رئيس لقاء “الاعتدال المدني” النائب السابق مصباح الأحدب على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي “لم يطلب من وزير خارجيته استدعاء السفير السوري بعد أن أثبتت التحقيقات ضلوع ضباط من المخابرات السورية في تفجير المسجدين”.
وتوّجه في مؤتمر صحافي عقده في منزله في طرابلس إلى الأخوة النواب سائلاً “ألا يتعلّم المرء من أخطائه؟ فإن كنتم متسامحين ونسيتم الانقلاب الذي قام به الرئيس ميقاتي على الرئيس سعد الحريري، فهل تؤمنون لرئيس حكومة لم يسحب ترخيص الحزب العربي الديموقراطي الذي أثبتت التحقيقات بالصوت والصورة ضلوع عناصره بتفجير مسجدين في عقر دار مدينته طرابلس؟”

السوسان
وبعد صرخة التحذير التي أطلقها “اللقاء التشاوري الصيداوي” في اجتماعه الأخير من مخاطر بقاء ملفي موقوفي أحداث عبر و”سرايا المقاومة” جرحين في خاصرة صيدا، أكـّد مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان لـ “المستقبل” أن “المطلوب هو الإسراع بالمحاكمات، فليبرأ البريء وليحاكم المرتكب” مشيراً إلى أن “التأخير في هذه القضية سيمحورها إلى عنوان قد تستغل من بعض المستغلين”.
وتساءل سوسان “هل من مصلحة المقاومة أن يعبث عناصر سرايا المقاومة في أحياء مدينة صيدا؟ ولمصلحة من ينتشر السلاح بين أيدي الناس ولأي هدف؟”.
وقال إن صيدا كانت ولا تزال “تراهن على الدولة القوية العادلة التي يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات وتتمسّك بالقوى الشرعية النظامية في حفظ أمنها وأمن المواطنين فيها وترفض أي سلاح في احيائها وشوارعها غير سلاح الشرعية اللبنانية”.

الحريري
إلى ذلك وصل رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة يرافقه النائب نهاد المشنوق والوزير السابق محمد شطح الى باريس للقاء الرئيس سعد الحريري للتشاور في مختلف الشؤون السياسية.

السابق
الأحزمة الناسفة تدخل المعركة في لبنان؟
التالي
اللواء: نزيف طرابلس يهدّد الإستقرار نحو من 100 قتيل وجريح