البناء: شبكات الإرهاب تتهاوى والأمن العام يؤكّد امتلاكه الكثير من التفاصيل

كتبت “البناء ” تقول: سلسلة ملفات واستحقاقات تدهم الساحة الداخلية ما يؤشر إلى تفاقم أوضاع اللبنانيين في حال استمرار الشلل على مستوى مؤسسات الدولة خصوصاً مؤسسة مجلس الوزراء المعطّلة عن بتّ ملف النفط لأسباب لم تعد تخفى على أحد بينما لا يبدو في الأفق ما يشير إلى إمكان حصول حلحلة في ملف تأليف الحكومة نتيجة العرقلة من جهة وتلكؤ الرئيس المكلّف تمام سلام في اتخاذ قرار جريء بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضع المشكلات المتراكمة على سكة المعالجة.
وبينما يبقى عدم الدعوة لجلسة استثنائية لمجلس الوزراء لبتّ تلزيم “بلوكات” النفط والغاز مبنياً على خلفيات غير معلومة في ظل مطالبة كل القوى السياسية المشاركة في الحكومة بعقد مثل هذه الجلسة عاد الوضع الأمني إلى الواجهة من بوابةِ تمكُّن الأمن العام من توقيف شبكة إرهابية كانت تعدّ لأعمال تفجيرات في بعض المناطق في وقت يبقى موضوع النازحين السوريين في أولوية اهتمام المسؤولين على خلفية الأعباء الكبيرة التي يتحمّلها لبنان مع استبعاد وصول أي مساعدات دولية أو غربية في هذا المجال.

عودة الناجين من “عبّارة الموت”
وسط هذه الأجواء عادت مساء أمس إلى بيروت الدفعة الثانية من الناجين من “عبّارة الموت” في أندونيسيا على أن تتم إعادة جثث المتوفّين خلال الأيام القليلة المقبلة بعد الانتهاء من فحوص الـ “D.N.A”.

السجال حول جلسة النفط
وكانت ارتفعت وتيرة السجال حول الملف النفطي الذي يكاد يحتل كل مساحة الاهتمام لدى المسؤولين والأطراف السياسية وتوسّعت رقعة التجاذبات حول قضية انعقاد جلسة مجلس الوزراء لمناقشة هذا الموضوع لا سيما مسألة تلزيم “البلوكات” العشرة.

“المستقبل” يعرقل التلزيم
وفيما أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس نجيب ميقاتي لا يزال يجري مشاوراته مع الأطراف المشاركة في الحكومة وخارجها بالتنسيق مع رئيس الجمهورية قالت مصادر أخرى إن هذه الحركة في الظاهر لا تعكس حقيقة ما جرى ويجري في الخفاء حيث تنشط الاجتماعات السرية ويمارس تيار “المستقبل” بقيادة رئيس كتلته النيابية فؤاد السنيورة ضغوطاً حثيثة للعمل على منع اجتماع الحكومة مستفيداً من الخلافات القائمة بين أطرافها من جهة وتردّد الرئيس ميقاتي في الدعوة لمثل هذه الجلسة.
وتضيف المصادر أن التيار المذكور ومعه حليفه سمير جعجع يجهدان لعرقلة البتّ بمسألة تلزيم البلوكات لإبقاء هذا الملف معلقاً وتالياً تأخير المباشرة في المرحلة التنفيذية قبل تشكيل الحكومة الجديدة.
وتشير المصادر إلى أن هذا الضغط المحلي يواكبه ضغط خارجي تمارسه السعودية بعيداً عن الأضواء في إطار سياسة التجميد التي تمارسها تجاه القضايا الحيوية في لبنان.
ووفق المعلومات فإن هناك تقاطعاً إيجابياً بين الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري ووليد جنبلاط حول ضرورة اجتماع مجلس الوزراء للبتّ بمسألة البلوكات بينما يتميز موقف ميقاتي بالضبابية.

لماذا الاعتراضات داخل الحكومة!
ولا يواجه الملف المذكور مشكلة جهود العرقلة التي يمارسها “المستقبل” فحسب بل إنه يتأثّر أيضاً بالخلاف حول تلزيم البلوكات داخل أطراف الحكومة أيضاً.
وعلمت “البناء” أن اتصالات ناشطة حصلت في الساعات الماضية حول هذا الموضوع شارك فيها الرئيس بري من جنيف والذي أبلغ معاونه الوزير علي حسن خليل بوجوب العمل وضرورة اجتماع مجلس الوزراء وعدم التذرّع بهذا الخلاف وترك النقاش حول البلوكات داخل الجلسة.
وشدّد بري أيضاً على وجوب عدم التلهّي في السجال والانصراف الجدّي لمعالجة هذا الملف في إطاره الطبيعي لا سيما أن هناك ضرورة ملحّة لكسب الوقت من أجل تعزيز ثقة الشركات بلبنان أولاً وقطع الطريق على محاولات “إسرائيل” التي تتحيّن الفرص من أجل الاعتداء على ثروتنا النفطية.
وجدّد التأكيد أيضاً على التمسّك بكل قطرة وذرّة من هذه الثروة معتبراً أن ذلك يكون من خلال تلزيم البلوكات العشرة مع تأكيده أيضاً على ترك الموضوع للنقاش داخل الجلسة إذا ما نجحت الجهود لانعقادها.

عون للمعرقلين: هل تريدون مصلحة “إسرائيل”؟
في سياق متصل أوضح العماد ميشال عون بعد ترؤسه تكتل “التغيير والإصلاح” أمس أنه “من غير المقبول التغاضي عن قضية النفط ونحن نعتبر استخراجه خلاصاً للاقتصاد اللبناني”.
ووجّه عون انتقادات لمعرقلي ملف النفط قائلاً: “لماذا هذه الخشية من استخراج النفط؟ أتريدون الحفاظ على مصلحة إسرائيل”؟ مؤكداً “أن على مجلس الوزراء أن يجتمع لمصلحة ملف النفط وعندها نعلم من يعرقل”.

الأمن العام يوقف شبكة إرهابية
أما في الشأن الأمني فقد أعلنت المديرية العامة للأمن العام أنه نتيجة للتحريات والمتابعة الأمنية للشبكات الإرهابية أوقفت الأجهزة المعنية في المديرية ثلاثة أشخاص من جنسيات لبنانية وسورية من ضمن شبكة إرهابية كانت تخطّط للقيام بأعمال تخريب وإخلال بالأمن على الأراضي اللبنانية بوساطة عبوات ناسفة وعمليات اغتيال. وقد تم التحقيق مع الموقوفين وأحيلوا على القضاء العسكري مع المضبوطات من مواد متفجّرة وأجهزة اتصال وسلاح مع كاتم للصوت.
ولاحقاً أمر مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بتوقيف الأشخاص الثلاثة وتسلّم القاضي صقر الموقوفين مع الملف ويعكف على دراسته تمهيداً لاتخاذ الإجراء القانوني.

مصادر أمنية: يتم ملاحقة كل أفراد الشبكة
وكشفت مصادر أمنية عليمة لـ”البناء” أن الأمن العام بات لديه كل المعطيات عن عمل الشبكة الإرهابية ليس فقط حول الأشخاص الثلاثة الذين جرى توقيفهم بل أيضاً حول كامل أفراد الشبكة. وأوضحت المصادر أن ما أعلن في بيان الأمن العام هو عناوين عامة لكن الكثير من التفاصيل بقي ملك التحقيق حفاظاً على نجاح عمل الأجهزة الأمنية.
أضافت إن لدى الأمن العام أيضاً كل المعلومات عن الشبكة وأفرادها جميعاً وأين تتحرك ومن يديرها كما أن تعليمات التقصي عن اختباء الأعضاء الفارين تسير بشكل جيد مشيرة إلى أن الأعضاء الثلاثة الموقوفين ينتمون إلى مجموعة متطرفة متفرعة من تنظيمات تتبنّى مفهوم “تنظيم القاعدة” نفسه.

إيجابيات لإتمام صفقة مخطوفي أعزاز
أما على صعيد مخطوفي أعزاز فقد تحدّثت مصادر قريبة من الجهات العاملة لإتمام صفقة إطلاق المخطوفين اللبنانيين في منطقة أعزاز السورية “عن وجود مؤشّرات إيجابية قد تُفضي إلى حصول تطور إيجابي قبل عيد الأضحى”.
وقالت المصادر إن أجواء الاتصالات التي حصلت في الأيام الماضية جيدة وتبشّر بالخير أضافت: لأول مرة هناك جدية وتعاون من كل الدول المعنية بإتمام الصفقة مشيرة إلى أن الاتصالات التي تجري على غير صعيد تهدف إلى إتمام صفقة كاملة يتم من خلالها إطلاق اللبنانيين المخطوفين التسعة وكذلك التركيين المحتجزين بالإضافة إلى عشرات الأسيرات في سورية.
وفي هذا السياق كشفت مصادر الأمن العام لـ”البناء” أن مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم زار قبل أيام كلاً من سورية وقطر سعياً لإتمام الصفقة. أضافت إن اللواء إبراهيم لن يتأخر في زيارة تركيا أو أي مكان آخر إذا وجد أن ذلك يفيد في إطلاق المخطوفين مشيرة إلى أن زيارته إلى تركيا قبل الأضحى مرهونة بالاتصالات القائمة

السابق
الجمهورية: إعتقال شبكة خطّطت لإغتيالات وتفجيرات في عدة مناطق
التالي
البلد: شهية النفط تتقدم…والتأليف يتراجع