البناء : الموقف السعوديّ يُعيد اتصالات تشكيل الحكومة إلى نقطة الصفر شربل : أمن النبطية في عهدة الدولة وغداً عناوين خطّة طرابلس

كتبت “البناء ” تقول : يبدو أن قطار تشكيل الحكومة الذي كان يُؤمل أن ينطلق مسافةً كبيرة إلى الأمام بفعل التفاهمات الدولية التي حصلت خلال اجتماعات نيويورك الأسبوع الماضي قد تقهقر متراجعاً إلى الوراء بسبب لجوء فريق “14 آذار” إلى التصعيد في وجه أية بوادر إيجابية قد تفضي إلى فتح كوّة في جدار أزمة التأليف والدليل على ذلك إصرار كل من تيار “المستقبل” و”القوات اللبنانية” على رفض أية محاولة لتدوير الزوايا في الطبخة الحكومية بل العودة إلى نغمة “الحكومة المحايدة” أي ما يسمى حكومة تكنوقراط مع أن لا شيء في لبنان يمكن إدراجه تحت هذا العنوان.
على أن البارز في سياق عملية التشكيل ما سُرّب من معلومات بأن “المستقبل” و”القوات” رفضا بالكامل ما طرح في بعض الدوائر خلال الأيام الماضية عن الصيغةَ التي تقوم على أساس 9 9 6 وهو الأمر الذي اعترض عليه أيضاً الرئيس المكلّف تمام سلام على الرغم من أن زوّاره أشاروا في الساعات الماضية إلى أنه لم يطرح أية صيغة قبل ذلك وربطت مصادر مطلعة بين هذا الرفض وبين لجوء السعودية إلى تأجيل زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى الرياض للقاء الملك عبدالله بن عبد العزيز والذي جرى تفسيره على أنه تأكيد سعودي غير مباشر على إبقاء “الفيتو” على تشكيل حكومة وحدة وطنية مهما كانت التركيبة التي سيتم على أساسها توزيع الحصص.
وتضيف المصادر أن الرياض لا تريد تسهيل قيام حكومة في لبنان قبل أن تقبض ثمن عملية التسهيل على المستوى الإقليمي خصوصاً أن حكّام السعودية شعروا أخيراً أن حليفهم الأميركي قد أهملهم ولم يضعهم حتى في بعض تفاصيل ما حصل خلال اجتماعات نيويورك خصوصاً ما يتعلّق بالتقارب مع إيران.

لقاء سليمان ـ سلام
وملف تشكيل الحكومة كان مدار بحث أمس في قصر بعبدا بين الرئيس سليمان والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة تمام سلام الذي لم يُدْلِ بأي تصريح بعد اللقاء على غير عادته وهو الأمر الذي فسّرته مصادر متابعة بأنه “تعبير عن عمق الأزمة التي تواجه عملية التأليف”.

أوساط بعبدا
وأشارت أوساط قريبة من قصر بعبدا أن الاجتماع بحث في مستجدات الوضع الحكومي وما طرأ في الأيام الأخيرة على هذا الصعيد. ولاحظت أن عملية التأليف لا تزال في نقطة الصفر وأن الأمور ما تزال هي نفسها ولذلك فالمسألة تحتاج إلى جهود من جميع الأطراف. وقالت إن الوضع الإقليمي لم تتضح ملامحه حتى الآن خصوصاً أن الوضع الداخلي يتأثر بما يحصل في محيطه.
وأوضحت المصادر في مجال آخر أن لا صحة لما قيل عن تأجيل زيارة سليمان إلى الإمارات لأنه لم يتم في الأساس تحديد موعد لهذه الزيارة.

أوساط المصيطبة
توازياً فُهِم من أوساط المصيطبة وعلى خلفية كل هذه التطورات أن الأمور معلّقة بانتظار مستجدّات الاتصالات والاجتماعات على غير صعيد داخلي وخارجي.
وألمحت الأوساط إلى استياء الرئيس المكلّف الذي أظهر امتعاضاً شديداً نتيجة التعثّر في عجلة التشكيل لافتة إلى أنه تشاور مع الرئيس سليمان في هذه التطورات واتفقا على متابعة الاتصالات بانتظار ما سيحمله قابِلُ الأيام.
ولم تشأ هذه الأوساط الربط بين مستجدات الوضع الحكومي وإرجاء زيارة الرئيس سليمان إلى السعودية إلا أنّها أكدت أن لا زيارة أيضاً للرئيس سليمان الآن إلى الإمارات.

مصدر سياسي
وقال مصدر سياسي مطّلع لـ”البناء” إن حالة الانتظار التي تخيّم في المنطقة تنعكس على لبنان بشكل واضح مشيراً إلى أن تأجيل زيارة الرئيس سليمان إلى السعودية يندرج في هذا الإطار. وتوقّع استمرار حال المراوحة على الأقل إلى ما بعد عيد الأضحى.

مبادرة برّي
وعلى صعيد مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري فقد أشارت أوساطه إلى أنه ينتظر ما سيحمله الرئيس فؤاد السنيورة في اللقاء الثاني المتوقّع معه والذي لم يتحدد موعده أو على الأقل لم يكشف النقاب عنه بعد.
والمعلوم أن اللقاء السابق لم ينتهِ إلى نتائج محدّدة وكان بمثابة عرض مصارحة للمواقف في جو إيجابي نسبياً.
وفي هذا الإطار أيضاً قال مصدر سياسي لـ”البناء” إنه في حال لم يتم اللقاء خلال الأيام القليلة فإنه سيكون مؤجّلاً حكماً إلى ما بعد عودة الرئيس برّي من زيارته المرتقبة إلى جنيف ورومانيا حيث سيشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي قبل الزيارة الرسمية التي سيقوم بها إلى رومانيا.

شربل لـ”البناء”
وفي ظل هذه الأجواء تنشط الإجراءات الأمنية من قِبَل الجيش والقوى الأمنية الأخرى لتحصين الأمن والاستقرار ولمنع العابثين والمتضررين من محاولة بثّ الفتنة أو العودة إلى الانفجارات الإرهابية.
وفيما يواصل الجيش اللبناني تنفيذ إجراءاته في بعلبك تسلّمت قوى الأمن الداخلي أمس كل الحواجز التي كان أقامها حزب الله في مدينة النبطية بينما تستمر التحضيرات للخطة ألأمنية في طرابلس التي يبدو أنها تحتاج إلى بعض الوقت لأن “وضعها معقّد” كما قال وزير الداخلية العميد مروان شربل لـ”البناء” عصر أمس.

وأكّد شربل “أن الوضع الأمني في طرابلس معقّد ولذلك فالخطة الأمنية تحتاج إلى جهد استثنائي أمني وسياسي” وأوضح أنه سيترأس يوم غد الأربعاء اجتماع مجلس الأمن المركزي لوضع الخطوط العريضة للخطة الأمنية وأنه في ضوء ذلك سيضع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في أجواء ما جرى التوصّل إليه “وسنستوضحه بعض الأمور حول الخطة فالاجتماع الذي كان عُقد في السراي الحكومي كلّفه الإشراف على الخطة ونوّاب المدينة كلّفوه التحدّث باسمهم”.

وكشف شربل لـ”البناء” أن قوى الأمن الداخلي تسلّمت أمس الحواجز التي كان أقامها حزب الله في النبطية لمنع أي محاولات تفجيرية وبذلك أصبح الأمن في النبطية بعهدة قوى الأمن الداخلي.
وحول الوضع الأمني في بعلبك قال “إن الأمور جيدة والجيش تسلّم الأمن بالكامل وإذا “وقعت الإبرة تسمع رنّتها”.

السابق
الجمهورية : أوباما لا يستبعد الخيار العسكري ضدّ إيران.. وسليمان يلتقي برّي وتأجيل زيارة أبو ظبي والكويت
التالي
الشرق الأوسط : لبنان: مخاوف من عمليات ثأرية بين السنة والشيعة بعد اشتباكات بعلبك “الجماعة الإسلامية” تطالب بالإبقاء على انتشار الجيش للخروج من “الأمن الذاتي”