الدولة في مخفر الضاحية: إذهبوا إلى اللجنة الأمنية

الخطة الامنية في الضاحية
هل مهمة القوى الأمنية فقط البحث عن المتفجرات في الضاحية؟ أم هي ستحمي المواطنين من السرقات وتجارة المخدرات ومن المخالفات في قطاعات الكهرباء والمياه والاتصالات والأمن الإجتماعي؟

قبل يومين تعرّضت امراة لبنانية لسرقة أكثر من 1300 دولار أميركي من محفظتها في أحد متاجر الضاحية الجنوبية لبيروت. وعندما قصدت المخفر الرسمي للشكوى أحالها رتيب المخفر، الذي كان يلبس “بروتيلا” ويدخّن سيجارة، بحسب المرأة، إلى “اللجنة الأمنيّة عند حزب الله”. وهكذا فعلت. لكن اللجنة عادت وطلبت منها العودة إلى المخفر: “نحن لم نعد نتدخّل، فأمر السّرقة والتعديات أصبح من اختصاص القوى الأمنيه، إذهبي إلى المخفر”. فما كان منها إلا أن ذهبت إلى منزلها لتندب حظّها.

هذا التشابك في الصلاحيات حول المسؤولية الأمنيّة الذي ظهر آنفا لا يبشّر بخير، بل تجب معالجته بسرعة قبل استفحاله، لأن تكرار حوادث كهذه مع المواطنين سيسيء الى هيبة الدولة وعسكرييها ، والى حزب الله أيضا لأنّه عوّد قوى الأمن على مرجعيته. وسيظهر كأنّ ما حدث هو انتشار أمني صوري وغير جدّي، وبالتالي فإنّ التعامل الحقيقي سوف يبقى بنظر المقيمين في الضاحية الجنوبية لبيروت مع قوى الأمر الواقع، أي مع اللجنة الأمنيّة وحزب الله.

فمع دخول “الدولة” الى ضاحية بيروت الجنوبية ساد جوّ من الإرتياح العام، وانعكس هذا الإرتياح على المستوى الشعبي بشكل واسع، فقد عادت العجلة الاقتصادية الى الدوران بعد توقّفها منذ شّهر ونصف الشهر تقريبا، بعد تفجير الرّويس، وخفّت زحمة السّير على المداخل، مّا سمح للطلاب والأهالي باسئناف العام الدراسي.

غير أن أسئلة بدأت تطرح عن دور حزب الله اللاحق والمستقبلي بعد انكفاء عناصره الى الداخل وانحسار دورهم الى حراسة بعض المقرات الأمنية ومنازل كبار مسؤوليه: فهل يستطيع حزب الله التخلي عن دوره الأمني في معقله الرئيسي “الضاحية الجنوبية”؟

يقول الإعلامي قاسم قصير، القريب من “حزب الله”، إنّ “حزب الله لم يتخلّ سابقا ولن يتخلّى لاحقا عن دوره الأمني، وهذا لا ينفي الإرتياح الذي يسود أوساط حزب الله بعد دخول الخطة الأمنية حيّز التنفيذ مطلع الأسبوع الحالي”.

ويتابع قصير: “عبّر الأمين العام السيّد حسن نصرالله عن ذلك صراحة في خطابه الأخير منذ يومين عندما دعا جمهور المقاومة الى دعم القوى الأمنية والانصياع إلى أوامرها، وكذلك كان موقف باقي مسؤولي حزب الله الذين مهدوا للخطة الأمنية”.

وعن تصوّره للعلاقه المستقبليّه بين اللجنه الأمنية المسؤولة عن أمن الضاحية منذ فتره والتي تضم أمنيين من حزب الله ، وبين القوى الأمنية الحالية المنتشره حديثا، يقول قصير: “اللجنة الأمنية موجودة قديما ولا يتعارض وجودها مع الانتشار الأمني الرسمي الذي حدث، وكما قلت في البدء فإنّ حزب الله لن يترك الأمن في الضاحية، خصوصا بعد ما استجدّ أخيرا من مخاطر واحتمال الاعتداء على مراكزه واستهدافها بعمليات تفجير ارهابية، أو استهداف بيئته البشرية والسكانية كما حدث في تفجيري بئر العبد والرويس”.

ويضيف قصير: “هذا إضافة الى الخطر الاسرائيلي وهو خطر قائم قديم مستجدّ لا يمكن التغاضي عنه، فشبكات العملاء التي اكتشفت في السنوات الماضيه أثبتت أن حزب الله وأجهزته العسكريه قد تعرضوا لمحاولات رصد واختراق من قبل المخابرات الاسرائيليه بشكل مستمرّ وقد جنّد الموساد عشرات العملاء اللبنانيين والأجانب لتحقيق تلك الغاية”.

السابق
ميقاتي يرأس غداً اجتماعاً أمنياً في السراي
التالي
مناع: مسلحو الجيش الحر سيلجأون بعد شهرين للجيش السوري هرباً من القاعدة