الحزبية الغائبة 5 : عن المال والمذهبية والخيبات

جمول

في حمأة الصراع السياسي في لبنان تغيب اﻻحزاب عن المشهد ويحل محلها اسم الزعيم أو الطائفة . من جهة يتحول الصراع الى نزاع على مغانم طائفية باستقواء كل طائفة بجهة خارجية، وتغيب المساءلة الشعبية التي تمثلها اﻻحزاب . ومن جهة ثانية ، تتحول هذه اﻻحزاب الى مجرد وقود في محركات اللعبة الطائفية المغطاة من الخارج . فما الذي أوصل الحياة الحزبية الى هذا الدرك؟

‘جنوبية’ تفتح ملف العمل الحزبي في لبنان . وفي ما يلي الحلقة الخامسة:

فهد مدلج : الظروف اﻻقليمية قضت على العمل الحزبي

الهوة الشاسعة بين العمل الحزبي في الماضي والعمل الحزبي اليوم، من حفرها وكيف حُفرت، وكيف سقط فيها الوطن؟ ما أسبابها وما الذي أوصل أحزاب اليوم الى ما آلت إليه؟ هذا ما أجاب عنه المناضل والمقاوم في الحزب الشيوعي اللبناني فهد مدلج أبن كفرمان الذي يحمل تاريخاً طويلاً من العمل الحزبي، والقتال ضد العدو الصهيوني.

بصفتك حزبياً قديماً هل لنا ان نعرف منك واقع العمل الحزبي بين الأمس واليوم؟

كان الحزب الشيوعي اللبناني في الماضي في طليعة الأحزاب الوطنية، كان مجهودنا شاقاً لتربية أجيال تكمل بعدنا طريق النضال ، وقتال الآلة الصهيونية والترسانة العسكرية للصهاينة،كان هدف الحزب الأول هو تحرير الأرض من رجس الأحتلال الصهيوني، وبناءاً عليه أنشئت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية جمولالتي وجدت لتنتصر وانتصرت

كان للحزب في الماضي واقعا جميلاً، كنا بمثابة عائلة واحدة، كنا الكل للواحد والواحد للكل ،كان عندنا قيادة قوية بالفكر والتنظيم الحزبي والعسكري،ولها فكر استراتيجي علماني أممي ليت الحزب يعود يوماً الى أيام زمان“.

العمل الحزبي في الماضي كان واضحاً وصريحاً، ومعلناً امام الناس، صريحاً بتصريحاته، وقيادته متماسكة منسجمة، أما اليوم فلا وجود لاستراتيجية حزبية أبداً مع أحترامي للجميعونأسف الى ما آل اليه هذا الحزب الذي أطلق أول طلقة ضد الصهاينة وأجبرهم على الإنسحاب من بيروت وكافة المناطق اللبنانية.

دعوة لحزب جديد

أين الحزب اليوم، وما هي استراتيجيته؟ أين هو من سياسة الوضع الحالي الذي تعيشه البلد؟

نرجو منهم رصّ صفوفهم، ودعوة كل الشيوعيين خارج التنظيم لبناء حزب جديد وقوي، يعود للإنتماء الى ما كان عليه، والى ما بناه وأنشأه الى جمول، أين هم؟ نحن على استعداد لكلّ شيء، لكن أين هم؟

هل ترى أن الأحزاب اليوم ما زالت قادرة على استقطاب المواطنين الى مبادئها وبرامجها السياسية الاجتماعية؟

الأحزاب اليوم ليس لها أي دور بعلاقتها بالمواطنين، وهي ليست على استعداد لاستقطاب المواطن، لأن لا برامج سياسية لها، ولا توعية حزبية، ولاعلمنة وأممية وأقتصادية.

أي دور للطائفية والمذهبية في عرقلة العمل الحزبي؟

نتيجة للظروف الاقليمية التي تأثر بها البلد، وقضي على العمل الحزبي، وتتابعت مقاومة العدو بلون واحد وأجبرنا على التراجع نتيجة خطأ في قيادتنا. العمل الحزبي انتهى بوجود قيادات غير قادرة على إدارة الحزبيين، وعلى جمعهم ورصّ صفوفهم.

الأحزاب التي كانت متحالفة معنا، انخرطت كلّها بسلك الدولة، ولها حصص ونفوذ، أصحابها لا تعنيهم مصلحة الوطن ولا المواطنين، ما يعنيهم هوصفقاتهم ومصالحم، فكيف يستعيدون دورهم الحقيقي في النضال والمال والسرقة أعمتهم؟

جمولأطلقت في وجه العدو الإسرائيلي وأجبرته على الإنسحاب من بيروت وضواحيها،ليس الرصاص وحده الذي أجبره على الانسحاب، بل المبادئ والضمير، ومشاركتنا كلنا يداً واحدة مع رفاقنا في الحزب القومي، مما دفع العدو للانسحاب والإعلان أن بيروت رمالاً متحركة.

ماضٍ مشرّف

هلاّ حدثتنا قليلا عن ماضيك في خوض المعارك ضد العدو الأسرائيلي وأنت الشهيد الحي الذي أصيب عدة مرات في المعارك؟

كانت أياما لا تنسى، اعتقلت عام 1984 لفترة سنة، سجنت في زنزانة بحجم جسمي، بقيت واقفاً 15 يوماً،هذا الماضي لا يمحى من تاريخي ولا من عقلي، أهدي هذا الماضي المشرّف لأولادي ولكلّ الرفاق الشرفاء وأنحني إجلالاً وإكبارا أمام شهدائنا الابطال ولهم مني ألف تحية ووردة حمراء مجبولة بدماء كل المقاومين ألشرفاء.

حنان الرحيمي

السابق
فياض: عار على فريق 14 آذار ان يربط موقفه من الحكومة بقرار خارجي
التالي
قبلان: لا نقبل ان يحكم الاستكبار العالمي بلادنا فتكون مكسر عصا