بيئة حزب الله تسأل: لماذا نقاتل نحن فقط؟

مناصرين لحزب الله في احد المهرجانات

في إحدى سهراتنا الصيفيه الجامعه التي تحفل بها مرابعنا الجنوبيه وكان الحضور متنوّعا ومتعدد والاتجاهات، ولما احتدم النقاش السياسي، قال أحد الأخوان المثقفين والمناصرين لحزب الله ولخطه السياسي: “حسنا انتم تتهموننا نحن انصار ولاية الفقيه اننا دغمائيون ومتعصبون لأفكارنا  ولا نعير أهميه لتعدد الأراء ولكن الواقع غير ذلك.

وتابع: لقد طرحت سؤالا على أحد المسؤولين الكبار في الحزب وفي جلسة خاصه كان عدد الحاضرين فيها من الأخوان لا يتجاوز أصابع اليد، والسؤال هو : لماذا نحن فقط  “حزب الله لبنان” من يقع عليه الاختيار من قبل محور الممانعه الذي تتزعمه امّنا ايران كي يقاتل في كل الميادين وان يتدخل أمنيا وعسكريا في كثير من أصقاع العالم؟ مع العلم ان تدخلنا في سوريا كلفنا الكثير ماديا (مئات الشهداء) ومعنويا عبر اتهامنا بالطائفيه ومحاربة أهل السنه، هذا وانت تعلم -موجها حديثه لمسؤول الحزب- ان في ايران جيشا مؤلفا من 20 مليون عسكري نظامي وميلشيوي (باسيج)، بينما نحن في لبنان لا يتجاوز عدد خزاننا البشري مليون شيعي في أحسن الأحوال لا نستطيع تجنيد منهم الا بضعة الاف.

و قال خاتما حديثه للمسؤول: لو تنصفوننا نحن اللبنانيين نحتاج راحه لعشرين سنة قادمه بعد كل ما انجزناه من انتصارات لنا ولايران ولمحور الممانعه عامة.

وعندما سألنا صديقنا الحزبي عن فحوى اجابة المسؤول قال: أجابني ان ايران توفر جهودها لمعركه مقبله كبيره قادمه . وتابع ان ما يحدث بسوريا اليوم يمكن ان يورط الدول الكبرى في النزاع مباشره وسوف تتجابه بالتأكيد مع ايران التي لن ترضى بهزيمة النظام السوري عبر ضربة خارجيه كما يعلن اليوم الرئيس الأميركي باراك أوباما.

الملفت بهذا الحوار وبغض النظر عن إجابة المسؤول الكبير في حزب الله ان كانت مقنعه أو لا، هو ان هذه الأسئله وجدت طريقها الى جمهور حزب الله الذي بدأ يطلب أجوبه لأسئله لم تكن تطرح بالماضي وتتمحور هذه الاسئله حول المده الزمنيه التي سوف يظل فيها حزب الله ومناصروه تحت السلاح في حالة حرب دائمه دفاعا عن محور الممانعه فيما غيره يخطط وينام أمنا بعيدا الاف الكيلومترات عن ساحة المعركه.

سؤال مشروع ينم عن وعي جديد بدأ يتفتح في عقول المريدين والمناصرين. فهل يثمر هذا الوعي تغييرا يحوّل حزب الله “المقاتل” الى حزب الله “السياسي والداعم” كما يفعل قادة محور الممانعه ؟

السابق
ابراهيم: سنبقى نعمل بجهد لنبقى جسر تواصل بين جميع مكونات الشعب
التالي
هل الإجراءات الأمنية في صيدا.. أمنية فحسب؟