هل نشهد نهاية الكيان؟

عاش جدي ما يقارب القرن، مات وعمره 98 عاماً. وعمر الكيان اللبناني الآن بلغ 93 عاماً، من سيكون عمره أطول جدي أم الكيان؟

في مؤتمر باريس عام 1917 تم الاتفاق بين الحلفاء على إقامة كيان لبناني. عام 1920 أنشأت دولة لبنان الكبير. واسم لبنان كان يطلق على المنطقة الممتدة من بشري شمالاً إلى جون جنوباً، أي على جبال السلسلة الغربية. عام 1920 ألصقت بتلك المنطقة أربعة أقضية، الجنوب، البقاع، عكار والساحل لتكون المناطق التي تؤمن الغذاء لأهل الكيان الجديد والساحل يؤمن له التواصل مع الغرب يومها اعترض بعض الموارنة على عملية التلزيق ونظر إليها وكأنها تراجع الفرنسيين عن وعدهم بإقامة كيان ماروني حاف في المنطقة يشكل نقطة وصل بين الشرق والغرب.

عام 1989، منح اتفاق الطائف السلطة للإسلام السياسي مجتمعاً وبوصاية سدريم ولم تعد الامتيازات ملك المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً. وتحولت تدريجياً إلى الإسلام (سنة وشيعة)، ليعدو النزاع بينهما يحترم وخصوصاً بعد 2005.

بعد اندلاع الأحداث في سورية وتبلور الصراع بين أقليات تطمح لسلطة جديدة بيدها وبين أكثرية مذهبية تسعى لتأييد السلطات بينها، بدأ بعض المكونات الاجتماعية اللبنانية بالالتحاق كل بطرفه الإقليمي متجاوزاً الكيان اللبناني. وصار عنوان النزاع عنواناً إقليمياً بين أكثرية استبدادية تستخدم مجموعات متطرفة لفرض سلطتها وأقليات تسعى للوصول إلى سلطة لا تقل استبداداً عن الأول.

وبدأت تظهر الدعوات إلى مؤتمر تأسيسي لبناني، مجدداً، وفي الدعوة تراجعاً عن الاتفاق الطائف الذي نص على أن الكيان نهائي لجميع أبنائه.

ويبدو أن مؤتمرات كتلك التي عقدت في أوائل القرن العشرين ستعود للظهور كل حسب سياسة ومخطط الجهة المذهبية الداعية.

كيان أنشأ في مطلع العشرين لغاية محددة، وسط منطقة حددت هويتها ووظيفتها. الآن المنطقة في فوضى كيانية ولم يستقر وضعها الجيوسياسي، فهل يمكن أن يستمر الكيان وقد فقد مهمته وهويته؟ نرجو أن نكون على خطأ.

السابق
نصرالله عرض مع بروجردي أوضاع لبنان وسوريا
التالي
بروجردي: نأمل أن تبادر السعودية لتغيير موقفها