سيناريوهات الإفراج عن المخطوفين

تتبادل المراجع المعنية روايات وسيناريوهات عدّة تهدي الى خريطة الطريق التي يمكن ان تؤدي الى نتائج ايجابية في ظل تراجع اهالي المخطوفين عن كل مشاريعهم التصعيدية بين ليلة وضحاها.

لم تتوقف الإتصالات لإستكشاف مصير الطيّار التركي ومساعده اللذين خطفا فجر الجمعة الماضي على طريق مطار بيروت الدولي. لكن ما أُرسي من تفاهمات كرّستها جولات السفير التركي في بيروت وزيارة نائب مدير المخابرات التركية عبد الرحمن بلجيك الخاطفة لبيروت، أتاح التوصّل الى ما يمكن تسميته “خريطة طريق” قد تؤدي الى خاتمة سعيدة لا يكون فيها رابح أو خاسر، لأنّ الطرفين لا يتحمّلان أي نكسة.

وعلى هذه الخلفيات تتبادل المراجع المعنية كثيراً من المعلومات التي لا يمكن البوح بها وسط تكتم مطلوب من الجانبين اللبناني والتركي، فلا الديبلوماسية التركية تسمح بكشف الصفقة منذ اليوم، ولا الجانب اللبناني مستعد لتحمّل مزيد من النكسات، خصوصاً بعدما تبيّن انّ ما كتمه ممّا يعتبر “إهانات” تعرّض لها اعترف بها الأتراك الذين كانوا شهوداً على بعض منها أثناء المفاوضات السابقة التي انتهت بـ”عملية غدر” تعرّض لها اللبنانيون. ولن يسمحوا بعد اليوم بتكرارها في اي حال، بعدما قيل إنّ الجانب التركي تعهّد صراحة عدم تكرار ما حصل ولو لمرّة واحدة.

ومن هنا تتبادل المراجع المعنية روايات وسيناريوهات عدّة تهدي الى خريطة الطريق التي يمكن ان تؤدي الى نتائج ايجابية في ظل تراجع اهالي المخطوفين عن كل مشاريعهم التصعيدية بين ليلة وضحاها، ومن هذه السيناريوهات:

سيناريو يقول، إنّ الجانب التركي الرسمي بشقّيه الأمني ـ المخابراتي والديبلوماسي تعهّد للجانب اللبناني أن يُحضّر الوفد المخابراتي فور عودته الى انقرة لخطوة ما على مستوى الإفراج عن عدد من المخطوفين اللبنانيين وتهيئة الظروف للعملية بما يحقق للأتراك مكسب العودة بالطيّارين الى بلادهما، مقابل دفع الخاطفين في إعزاز الى خطوة ما تؤدي الى إرضاء الجانب اللبناني بخطوات جديدة تؤدي الى عودة اللبنانيين المخطوفين الى عائلاتهم، ولو بالتقسيط، ولكن وفق برنامج زمني محدّد لا يتعرّض لأي تعديل ومضمون النتائج بمراحله كافة.

ولذلك على الجانب اللبناني ان ينتظر الإشارة التركية لتحديد المواعيد الرسمية لكل من وزير الداخلية مروان شربل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ليزورا انقرة بحيث تكون الزيارة الأخيرة التي ترسم مراحل الحلّ وما يليها يكون مرتبطاً بإصطحاب الرهائن اللبنانيين الى بيروت.

والسيناريو الثاني يتصل بنتائج اللقاء الذي جمع السفير التركي ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” والذي انتهى الى ما يمكن اعتباره “مشروع تفاهم” على خطوات محددة بقيت رهناً بقدرة الجانب التركي على تحقيق شيء ممّا هو مطلوب.

ومن دون إهمال اي سيناريوهات او تطوّرات أخرى قد تطرأ على هذا الملف تجدر الإشارة الى انّ تركيا تتحاشى الظهور بمظهر الجهة الحامية للخاطفين السوريين وانها كانت قادرة على خطوة ما ولم تقدم عليها قبلاً.

 

السابق
الراعي : نناشد السياسيين الاتعاظ من انفجار الضاحية
التالي
مع مصر أو ضدها!