صواريخ حقيقية في مقابل الرئاسية

من إعلان بعبدا الى خطاب الفياضية، مروراً بأكثر من موقف يصب في المضمون ذاته، بدا أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إختطّ لنفسه أو سار في نهجٍ متجدّد أو وافقَ على السيرِ في هذا النهج بما بدأ يؤدي الى التسبّب في وجعِ رأسٍ سياسيِ لفخامته.

المتابعون لمواقف الرئيس سليمان، يُلاحظون أنّ هذه المواقف تتدرّج صعوداً. وقد جاء الموقف الأخير في خطاب الفياضية ليقطع الشك باليقين بأنّ الرئيس سليمان بات في ضفةٍ مناوئة للتدخل العسكري من أطراف لبنانيين في سوريا.
في المقابل فإنّ التأييد للرئيس سليمان ولا سيما من الولايات المتحدة الأميركية، بدأ يُثير معارضة واضحة لدى الطرَف الآخر. فالسفيرة الأميركية مورا كونيللي، وفي أحدثِ موقف لها مع اقتراب مغادرتها لبنان لانتهاء مهمتها، قدّمت إشادةً كبيرةً بالرئيس سليمان، معتبرةً أنه لا يحتاج إلى التعليق على أدائه، لكنه يتجاوب مع هموم اللبنانيين، ولا ينتظر معرفة كيف ستُحَلّ الأزمة السورية قبل أن يُدافع عن استقلال لبنان وسيادته واستقراره. ويبلغ تأييد كونيللي للرئيس سليمان ذروته حين تُبدي تمنيها لو انّ الزعماء السياسيين يقتدون بالرئيس ويدعمونه.

هل من كلامٍ أوضحَ من هذا الكلام في أنّ نهجاً جديداً بدأ يسير عليه الرئيس سليمان وبدأ يلقى التحفّظ والاعتراض؟
١٤ آذار قالت ان الصاروخين كانا يستهدفان القصر الجمهوري. وهنا يُشير أحد المتابعين المراقبين أنّ هذه الصواريخ تستبق في توقيتها الاستحقاق الرئاسي الذي لم يعُد يُقاس بالسنوات بل باتَ يُقاس بالشهور إذ انّ أقلّ من عشرة أشهر تفصلنا عن موعد اجرائه. وعليه فإنّ سقف مواقف الرئيس سليمان يستبق الاستحقاق الرئاسي اللبناني. هذا الرضى الغربي على مواقفه ربما يؤدي الى إبقاء الوضع على ما هو عليه أي باللغة السائدة حالياً التمديد الثالث.

صحيحٌ انّ هذا التمديد سيلقى إعتراضات قويّة، لكن حجة مؤيديه أنهم سيعتبرون أنه سيأتي في سياق نهج التمديد الذي بدأ بالتمديد لمجلس النواب ثم لقائد الجيش، فأين المشكلة في أن يتم التمديد لرئيس الجمهورية؟
والاعتراضات قد لا تقتصر على المواقف السياسية بل يمكن أن تُعاوَد الصواريخ كتعبير عن رفض التمديد أو كإعتراض على المواقف التي سيتخذها الرئيس سليمان من اليوم وحتى موعد استحقاق التمديد.
هكذا ستكون المعادلة: الرئيس سيتّخذ المزيد من المواقف، والمعترضون سيُطلقون المزيد من الصواريخ، وهذا الوضع قد يستمر حتى أيار المقبل أي إلى التاريخ الذي ستُتَرجَم فيه عملية التمديد.

السابق
من الفاعل؟ من أين أتى وبرعاية من؟
التالي
خطابان.. للجولة المقبلة