السيد حسن نصرالله و”الشرعيه الشيعيه”

“نحن شيعة علي بن ابي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين”.

هذا ما قاله السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله أمس في احتفال يوم القدس الذي أقيم في الضاحيه الجنوبيه لبيروت ,كما  اكد أيضا ان “فلسطين كل فلسطين يجب ان تعود كاملة الى اهلها ولا يملك احد  رئيسا كان او زعيما او ملكا او اميرا او دولة او حكومة او منظمة ان تتخلى عن حبة رمل واحدة من تراب فلسطين”.

يستفاد من هاتين الجملتين المفيدتين أن سلاح حزب الله وان زج به اليوم في سوريا دفاعا عن النظام فوجهته تبقى فلسطين ،وهذا السلاح سوف يظل مشرعا مستبقا اية اتفاقية سلام قد توقع في المستقبل بين اسرائيل والفلسطينيين  كما تأمل أطراف المجتمع الدولي،اذ لا يملك أحد الحق بنظر نصرالله ان يتخلى عن حبة تراب واحده من أرض بيت المقدس عن طريق اتفاقيات السلام ، حتى وان كان من يريد هذا السلام مع اسرائيل أصحاب الأرض أي الفلسطينيون أنفسهم ،لان ديننا  يأبى التنازل عن حقوق الأمه ، فالشرعيه الحقيقيه بنظر نصرالله هي الشرعيه الدينيه – والشيعيه هذه المره -لا الوطنيه ولا الدوليه مهما علا شأنها.

لا شك ان السيد نصرالله كان يرد على منتقدي حزبه من اللبنانيين والعرب والأجانب الذين يدينون كل يوم تدخله في سوريا ضد فصائل المعارضه السوريه السنيه المسلحه ولصالح نظام الرئيس بشار الأسد ،متهمينه وايران باذكاء الفتنه السنيه الشيعيه بهذا التدخل ،وكذلك يرد السيد نصرالله ضمنا على خطاب رئيس الجمهوريه اللبنانيه أول من أمس الذي انتقد فيه حزب الله دون أن يسميه لتدخله “خارج الحدود الاقليميه للوطن”، وقوله أيضا ان “ازدواجية السلاح من شأنه ان يضعف الجيش اللبناني والشرعيه اللبنانيه”.

بالنسبة للنداء الشيعي الذي وجهه السيد حسن لابناء طائفته من أجل أن يتمسكوا بالقضيه الفلسطينيه وان لا يضعفوا أمام المؤامره التي تريد سلخهم عنها، فهذا النداء يعكس شعور الخيبه التي تولّد لدى جمهور الحزب من مواقف الفلسطينيين الداعمه للثوره السوريه، وخصوصا حركة حماس الحليف التاريخي لحزب الله وايران، والمدينه لهما بكل هذا التضخم في حجمها السياسي والعسكري الذي أهلها في فتره وجيزه أن  تقارع العدو الاسرائيلي بجداره ثم تتصدر الساحه الفلسطينيه وتسيطر على غزه على حساب حركة فتح التي ترهلت وضعفت اسوة بالأنظمه العربيه المترهله الداعمه لها.

بالمقابل يعكس النداء الشيعي أيضا شعور السيد نصرالله بالحاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى الى شرعية شيعيه داعمه بعد انحسار الدعم الاسلامي السني له ولحزبه في لبنان والعالم العربي، فلطالم تغنى حزب الله بالشعبيه الجارفه التي كان يحوزها لدى الجمهور العربي خاصة بعد حرب تموز 2006 واعلان  انتصاره على الاله العسكريه الاسرائيليه التي لم تستطع هزيمته على مدى 33 يوما، فقد تلقفت الجماهير العربيه هذا الانتصار وأصبح حزب الله كتنظيم وعقيده اسطوره وأنموذجا يحتذى به لدى تلك الجماهير التواقه لتسجيل انتصار نهائي على العدو الاسرائيلي وحليفهم الاميركي. غير ان موقف ايران الداعم لنظام بشار الأسد بداية ثم انخراط حزب الله عسكريا في القتال الى جانب قوات النظام قضى على تلك الاسطوره وتضاءلت صورته في عيون غالبيه الشعوب العربيه ذات الأغلبيه السنيه التي لم تعد ترى في الحزب الشيعي سوى انه تنظيم معاد داعم لنظام دكتاتوري مستبد وشريك له بقتل شعبه ذي الأغلبيه السنيه.

من هنا فان أمين عام حزب الله باعلانه ان القضيه الفلسطينيه لن تموت وان شيعة علي بن أبي طالب لن يتخلوا عن القدس يوجه رسالة واضحه للقاصي والداني ولخصومه في الخرج والداخل بأنه طالما بقيت فلسطين محتله من قبل اليهود الصهاينه فان سلاحه سوف يبقى من أجل تحريرها, لا ينفع معه انتقاد اي مسؤول لهذا السلاح حتى لو كان بمستوى رئيس الجمهوريه ،ويستند السيد هذه المره الى الشرعيه الشيعيه لا الدوليه المتأمره ولا الاسلاميه السنيه التي تخلت عنه وعادته.

 

السابق
أول عملية إستشهادية في سوريا ينفذها لبناني
التالي
عبود: الوطني الحر ضد تعريض لبنان لاخطار خارجية