وقعت الواقعة بين بري وعون … أين حزب الله ؟

كمحترف لعبة البلياردو السياسية ، نجح بري في اصابة طابات ثلاث . أخرج عون من طوره . ومتن تحالفه مع النائب وليد جنبلاط . ولوح لحزب الله بخيار داخلي مختلف ، قد يتبلور ويتطور ، كلما ازداد غرق الحزب في المستنقع السوري ، وكلما طال أمد هذا التورط ...الطابة الاخيرة هي الاهم .

اذا كان عنوان التمديد في قيادة الجيش قد صار من الماضي ، لانه سيتم اليوم . واذا كان قرار ادراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الارهاب ، رغم رفده “الثقيل ” بموقف اميركي مؤيد ، صار أيضا قديما . فان عنوانا قديما ، هو الآخر ، بدأ يحتل المشهد السياسي في الايام الماضية ، ومن المتوقع ان يشغلها في الآتي من الايام . انه الواقعة التي وقعت بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون .

القصة قصة قلوب مليانة ، لان بري منذ الازل يصف عون بحليف حليفي ، اي حليف درجة ثانية . ولم ينس أحد معركة جزين الانتخابية عام 2009 وما رافقها من كلام عوني جارح عن فساد الجهة المقابلة . وبعد هذه وتلك اصطدم نواب ووزراء الطرفين في كل مؤسسات الحكم ولكن حزب الله كان يتدخل دائما لترقيع العلاقة .

استعر الخلاف عندما تواجه الزعيمان في الشارع ، عون بصهره وزير الطاقة ، وبري بمياوميه غب الطلب ، فربح عون موقتا . تجدد الخلاف مع التمديد لمجلس النواب . فعون  اتهم بري عن حق بانه عرابه ، كما كان عراب التحالف الرباعي عام 2005 . وتصاعد التوتر بعودة التلويح بالمياومين ، الذي حجب خلفه القضية الاهم وهي تشكيل الحكومة .

أخطأ فريق 14 اذار ( مرة أخرى ) عندما فهم اعلان بري فك تحالف 8 أذار حول تشكيل الحكومة . فالرجل كان صادقا في كلامه واسبابه ليست كلها في ود متجدد مع تيار المستقبل وحلفائه ، وانما ايضا في شعوره ، اي بري ، بان عون – العبء صار لا يحتمل ، وقد كان للصبر عليه مبررات في دعمه للخيار الاستراتيجي لـ”المقاومة ” . أما وقد بدأ الجنرال باعادة التموضع توفرت الذريعة والمبرر لرئيس حركة أمل بان يفضفض هما مزمنا في صدره .

أقتع بري حزب الله ، على ما يبدو ، بان امساك الثنائية الحزبية الشيعية بالتمثيل الحكومي هو أفضل من الثلث المعطل ، اذ باستقالة الوزراء الشيعة الخمسة تفقد الحكومة ميثاقيتها .فيستقيل تمام سلام بضمانة وليد جنبلاط . ويبدو أيضا ان الحزب المشغول كليا في مكان آخر ترك مجبرا لبري هامش المناورة . لم تنجح محاولة بري حتى الآن في جذب انتباه فريق 14 أذار ، الا انه ، كمحترف لعبة البلياردو السياسية ، نجح في اصابة طابات ثلاث . أخرج عون من طوره . ومتن تحالفه مع النائب وليد جنبلاط . ولوح لحزب الله بخيار داخلي مختلف ، قد يتبلور ويتطور، كلما ازداد غرق الحزب في المستنقع السوري ، وكلما طال أمد هذا التورط .

الطابة الاخيرة هي الاهم .

السابق
“سكاي نيوز”: إيران مستعدة للقتال بالعراق
التالي
العثور على بسمة عيتاني مقتولة في دوحة عرمون