رئيس بلدية جناتا يوسف الحسيني: اعمل بصوت هادئ فغدا يتحدث عن عملك بصوت مرتفع

في بلدة جناتا في قضاء صور التقينا برئيس المجلس البلدي لجناتا الأستاذ يوسف الحسيني، الذي استطاع تحويل البلدة خلال مدة وجيزة إلى بلدة تشهد عملية إنمائية واسعة، حيث قام بعدد من المشاريع المتعددة والمتنوعة وسط تحديات مادية كبيرة جداً. لقد نجح أن يسير بالبلدة نحو الإنماء والتطور. منطلقاً من القول "أعمل بصوت هادئ فغداً يُتحدث عن عملك بصوت مرتفع".

جنّاتا
إنها بلدة جنوبية عاملية تقع في قضاء صور وتنتشر على مساحة جغرافية تبلغ 5،2كلم2، أرضها زراعية وخصبة، تزرع بالحمضيات، الزيتون، التبغ، الحبوب، الخضراوات الموسمية بالإضافة للقشطة والأفوكا. فيها مدرستان واحدة رسمية والثانية خاصة. فيها جامع وحسينية، وجمعية نسائية، وأندية كشفية. عائلاتها: الحسيني، شور، عزالدين، دهيني، طراد، عجمي، وعلوية. عدد سكانها المسجلين 2000 نسمة بينما عدد المقيمين فيها يتجاوز 4000 نسمة، وذلك يعود لطبيعتها الجميلة ومناخها المعتدل وأهلها الكرام. ترتفع عن سطح البحر 225، وتحيطها بلدات: معركة – معروب – طورا – ديرقانون النهر. نصل لها عبر صور العباسية – طورا أو عبر برج رحال – ديرقانون النهر.
وقال: إنني تسلمت مهام رئاسة المجلس في العام 2010 بطلب من أهالي البلدة، وبتوافق ما بين التيارين الحزبيين حركة أمل وحزب الله. وقد بدأت إدارة شؤون البلدية منذ اليوم الأول. وبعد أن تسلمت الأوراق الرسمية من القائمقام في مكتبي الخاص. وبالطبع شاركت بالدورات التدريبية التأهيلية لإدارة البلديات. وبعد فترة اتخذنا قسماً من المدرسة الرسمية مركزاً للبلدية، وتابعت مهامي لحل الكثير من القضايا الملحة والمتراكمة عبر سنوات من الإهمال، وباعتبار أن النطاق الجغرافي للبلدة يضم الكثير من القاطنين وليسوا من الناخبين، وحيث أن هناك أحياء سكنية جديدة، بدأت تظهر وكانت بحاجة لبنى تحتية مهمة، فقد كان العبء المالي كبيراً جداً وأكبر بكثير من الواردات للبلدية، بالإضافة أنه لا يوجد شبكة صرف صحي في البلدة، بالرغم من أن القرى المحيطة بنا أنجزت هذه الشبكة وهي تمر في أودية البلدية. ومن جهة أخرى هناك قضية المسح الجغرافي مع بلدة معروب، حيث يشير قانون إنشاء بلدية جناتا إلى أن حدودنا هي الحدود العقارية وباعتبار أن هذه المنطقة تعود عقارياً لجناتا فمن الضروري المطالبة باستردادها.
وقمنا بإنجاز مسح شامل للوحدات السكنية وغير السكنية في البلدة، لوضع جداول التكليف بالرسوم على القيمة التأجيرية، كما قمنا بوضع ملف خاص للطرقات التي تحتاج للتزفيت، ووضعنا الخرائط لها، وقمنا بالتواصل مع وزارة الأشغال بالتنسيق مع مكتب "المصيلح" وعبر اتحاد البلديات، حيث قمنا بإنجاز جزء من المشروع في العام 2011، والجزء الثاني في العام 2012، وتم إنجاز المشروع بقيمة 85 مليون ل.ل. ونقوم دائماً بحملات تشجير ونظافة بالتعاون مع الجمعيات والأندية الكشفية.
وعن مشكلة النفايات في البلدة يقول الحسيني: إن عدم وجود مكبّ للنفايات في البلدة وفي ظل إقفال مكبّ ديرقانون رأس العين، الذي كان ملاذنا لرمي النفايات سابقاً، وعلى الرغم من التكاليف التي كنا ندفعها لنقل النفايات إليه، إلاّ أننا استمرينا لليوم الأخير من إقفاله برمي النفايات فيه دون أن نجد بديلاً، وبعد ذلك قمنا بشق طريق من أجل إنشاء مكب في عقار الوادي، وكنا قد طلبنا من اتحاد بلديات صور توسعة الطريق والمكب. على الرغم من أننا نعلم جيداً أن هذا الحل ليس بالأمر الصحيح. ولكن لا يوجد حل حالياً. أما عن مشكلة الكهرباء يقول الحسيني: إنها من المشاكل الرئيسة في البلدة، التي تعمل البلدية على حلّها، وذلك لأن المحطات الموجودة لا تتحمّل الضغط المتزايد في خلال تزايد الحركة العمرانية في البلدة، مما يسبّب قطع التيار الكهربائي، الأمر الذي دعانا أن نقوم بتركيب محطبة كهربائية جديدة، بالإضافة لتركيب عشرة عواميد، ومحوّلين جديدين، بالإضافة لتمديد أسلاك كهربائية، وتغيير بعضها وتركيب لمبات إنارة في الأحياء. ومن جهة ثانية، فإن معاناة الأهالي مع الاشتراك الكهربائي الخاص، ومن منطق المسؤولية تجاه المواطنين باشرنا بتأمين مساهمة في دعم الفاتورة على مدى ثلاثة أشهر عبر الاتحاد الذي منحنا كمية من المازوت بقيمة تسعة ملايين ليرة
أما عن طرقات البلدة التي لم تكن مؤهلة، وكانت تفيض بالمياه بسبب الأمطار يقول الحسيني: بعد أن وضعنا الخطة اللازمة والخرائط لتأهيل الشوارع، قمنا بإنشاء عبّارة وتصليح أخرى، ونعمل على إنشاء عبّارة على الطريق العام (جناتا – طورا) بطول 220 م وتكلفة 28 مليون، وقمنا بتنفيذه.
وعن شبكتي مياه الشفة والصرف الصحي يقول الحسيني: لقد قمنا بمدّ شبكة مياه الشفة في حي الزقاق، ووضعنا قيد الإنجاز شبكتين إضافيتين. كما قمنا بتركيب مقاطع صرف صحي على الشارع العام من معروب وحتى مفرق البلدة، كما أجرينا تصليح مجارير الوادي وتركيب أغطية "للريغارات"، بالإضافة لشق طريق من معروب حتى وادي جناتا – طورا، وذلك بالتعاون مع الاتحاد وعلى نفقته.
وأعددنا دراسة كاملة للشبكة عبر الجامعة اللبنانية التي أنجزت الدراسة وقدّمتها إلى وزارة الطاقة والمياه التي لزّمت المشروع بقيمة 000،000،600 ل.ل. وهذا المشروع تستفيد منه البلدة عبر الشارع العام، مع العلم أن البلدية تقوم بشكل دوري بشفط الجُوَرْ الصحية دورياً.
وعن مشاريع حيطان الدعم يقول الحسيني: إن غالبية الطرقات في البلدة، كانت بحاجة لحيطان دعم، فكان المشروع في العام 2011 إنشاء حيطان دعم بقيمة 000،493،51 ل.ل. وتابعنا العمل في هذا الإطار في العام 2012 حيث نقوم بإنشاء حيطان الدعم وتركيب بوردير وزراعة الأشجار بقيمة 000،000،50 ل.ل. من الصندوق البلدي المستقل.
وعن تعاون قوات اليونيفيل مع البلدية يقول: نحن على علاقة طيبة معهم، ويحضرون إلى البلدة مع طاقم طبي من أجل مداواة المرضى، وكلما طلبت منهم، كما وأنهم قاموا بتركيب عشرة مرايا على الطرقات العامة كهدية لنا. أما على الصعيد الرياضي فيقول: نحن نولي اهتماماً بالشباب والرياضة والصحة، ونرعى سنوياً نشاطات ودورات رياضية ونهتم بحاجات الفريق الرياضي، وقمنا بإنجاز دراسة ملعب رياضي، وقدمناه لوزارة الشؤون الاجتماعية لتنفيذه، ولكن المشروع اصطدم بعدم تأمين عقار مناسب، وهو يسعى لإنشاء حديقة عامة تكون متنفس لأهالي البلدة، ونسعى اليوم لإنشاء مستوصف صحي مجاني.

تحديات عديدة
أما عن التحديات التي تواجهها البلدية قال الحسيني: أنها عديدة وأهمها التحديات المادية، فأنا تسلمت البلدية وكان صندوقها فارغاً، إنما بسبب إصرارنا وعزيمتنا ومحبة أهلنا استطعنا أن نقوم بإنجازات ومشاريع نتحدى بها البلدات المجاورة والحمد لله فقد حققنا أكثر من 65 مشروعاً بالرغم من الإهمال المتعاقب على البلدة. وبالفعل قمنا بإنجازات تفوق الإمكانيات.
وعن علاقة المجلس مع الوزارات المعنية بالشأن الخدماتي يقول: إنها جيدة وذلك من خلال التسهيلات التي يقوم بها مكتب الرئيس نبيه بري في المصيلح ونحن نثني على جهود دولة الرئيس بري، كما نثني على الدور الذي يلعبه رئيس اتحاد بلديات صور السيد عبد المحسن الحسيني في مجال تسهيل أمور البلديات وتنفيذ المشاريع، كما نشكر اهتمام الوزير محمد فنيش بالبلدة على أكثر من صعيد.
وعن المشاريع المستقبلية يقول الحسيني: نحن بصدد إنشاء مشروع مبنى بلدي جديد سيتم بدعم من الكتيبة الإيطالية في قوات اليونيفيل، وعلى قطعة أرض يتبرع بها أحد الخيّرين في البلدة. ويطالب الحسيني أخذ القرار النهائي والحاسم بشأن النطاق الإداري بين بلدة جناتا وبلدة معروب، حيث تداخلت هذه الصلاحيات عندما لم يكن سابقاً لجناتا بلدية، الأمر الذي دعا آنذاك بلدية معروب لتحصيل الجباية المفروضة، وإنجاز المعاملات العقارية في النطاق المذكور. ويضيف: أنه بعد إنجاز ملف لإعادة القسم المتعلق بالمدى الإداري لبلدة معروب ومتابعته لدى وزارة الداخلية وتقديم عدد من الإحالات والطلبات منذ العام 2010 لم تتلقى البلدية أي رد يذكر في هذا الموضوع.
وهنا يختم الحسيني أن بلدة جناتا هي بيته وأرضه وخدمتها وأهلها والارتقاء بها نحو الأفضل هم من أولويات طموحاته واهتماماته وإن كل الإنجازات التي قام بها ما هي إلا القليل القليل مما يصبو إليه لتطويرها ورقيها.
  

السابق
السعودية وقطر تنفّذان القرار الخليجي بإبعاد مؤيدي «حزب الله»
التالي
النابلسي يحذر من وجود خطة مدروسة لإحداث فلتان أمني يقسم المجتمع