ينبغي منح روحاني فرصة

انتظر الغرب الرابع عشر من حزيران/يونيو على تقدير أنه اذا حل محل محمود احمدي نجاد شخص أكثر اعتدالا يشكل حكومة أكثر معقولية، فسيمكن التوصل الى اتفاقات تتعلق بتخصيب اليورانيوم والرقابة على المنشآت الذرية. إن الأمل لم يبلغ عنان السماء لكنه كان موجودا.
وتبين قُبيل الانتخابات ان مرشحين معتدلين ذوي شأن سقطوا في مسار الغربلة غير الديمقراطي. وكان الشعور بأن جليلي مرشح خامنئي سيفوز وأن الباقين جميعا الذين لا يعتبرون في الصقور والمحافظين سيتقاسمون النسب المئوية الباقية كي يُقال للعالم انه يوجد في ايران نوع من الديمقراطية، بل اجتهد محللونا أن يقولوا ان الادارة حائرة: هل تزور الجولة الاولى أم تنتظر الجولة الثانية لتجري تزويرات كبيرة كي تضمن لخامنئي مطلوبه. وكان واضحا انه ستوجد جولة ثانية، وكان التقدير ان حسن روحاني الذي بدأت استطلاعات الرأي تُطريه سيخسر فيها ايضا اذا وصل اليها.
بيد ان الانتخابات فاجأت، وفضل الحلف بين المتدينين المعتدلين والعلمانيين والأقليات غير الشيعية، الزعيم المتدين الذي درس في غلزاغو ولم يحجم عن مهاجمة ادارة التفاوض في المشروع الذري الايراني، رغم انه جزء من المؤسسة وليس عدوا لخامنئي. إن ما لم يحدث في مصر، حيث مكّن العلمانيون مرسي من الفوز هناك، حدث هذه المرة في طهران.
لكنهم في القدس أعلنوا انه لم يحدث شيء، لأن المسؤول عن السياسة الذرية ليس سوى خامنئي، ولأن انتخاب رئيس يبدو أكثر اعتدالا هو تنكر مريح أكثر من احمدي نجاد للاستمرار في تخصيب اليورانيوم والاستهزاء بالغرب المغفل.
قد يكون هذا صحيحا واستطيع أن أتفهم الرد: لأنه اذا لم يوجد في الحقيقة روحاني بل تنكر فقط فسيكون طلب تشديد العقوبات، بل العمل العسكري في مرحلة ما، من الغرب أصعب، حينما يتحدث الرئيس الايراني بلغة معسولة ويكون مستعدا للمحادثة والتصالح ويُسوف، في حين يُزاد في سرعة التقدم نحو إتمام الخيار الذري.
بيد ان هذا رد سابق لأوانه كثيرا يشهد على نفسه بأنه أُعد مسبقا دونما أية صلة بسياسة الرئيس المنتخب في المستقبل، رغم انه يمكن ان نقول الآن انه كان المرشح الذي يفضله خامنئي، فان هذا لم يكن تفسير أحد قبل الانتخابات لأن روحاني هاجم جليلي على نحو لم يدع مكانا للشعور بأن هذا إيهام. وفي الوقت الذي كان يدير فيه التفاوض قبل نحو من عشر سنوات اتُخذ القرار الايراني على تعليق تخصيب اليورانيوم.
بدل اطلاق ردود تلغي أهمية نتائج الانتخابات في ايران قبل ان يجف الحبر عن الوثيقة التي أجازتها، كان أصوب ان يُقال إن هذا الرجل سيُمتحن بحسب اعماله. يجب الآن تجديد التفاوض ويجب الآن اثارة المطالب الواضحة للغرب وأن يُفحص هل ترد ايران بنفس التسويف، أم ترد على نحو يُمكن من التوصل الى اتفاق معها. فاذا حدث هذا فهو الخير للجميع، واذا لم يحدث فستكون عندنا فرصة لنقول بالضبط ما الذي نعتقده في روحاني.

السابق
المؤامرة الايرانية
التالي
تصفية الحساب مع نجاد