“الدستوري” والقصير صدّعا “التفاهم”

الاوضاع السياسية والامنية تدفع نحو صيغة جديدة
لقاءات باسيل والسفير السعودي وحرب القصيــر
هزتا "ورقة التفاهم" بين " التيار" وحزب اللــــه

المركزية– يرى المتتبعون لمسار الامور والعلاقات بين التيار الوطني الحر و"حزب الله " أكثر من تناقض في الرؤية والموقف لكثير من الملفات والقضايا المحلية والاقليمية. ويعتبر هؤلاء ان الجانبين اللذين نجحا حتى الآن في اخفاء الكثير من خلافهما وابقياه بعيدا من الاعلام، لن يستطيعا بعد اليوم الاستمرار في التلطي وراء الاصبع بعد المؤشرات والدلائل الحسية التي ينقلها زوار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وعكس نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي من الرابية امس جانبا من هذا الخلاف المستحكم بين ركني "ورقة التفاهم" بعد مضي سبع سنوات واربعة اشهر على توقيعها في لقاء ثنائي عقد في كنيسة مار مخايل – الشياح.

وانتقد العماد عون بعد ترؤسه اجتماع التكتل في دارته في الرابية امس الاول الغياب المتعمد للعضوين الشيعيين في المجلس الدستوري وتاليا تعطيل انعقاد المجلس للحؤول دون اعلان قبول مراجعتي الطعن في التمديد للمجلس النيابي، وسأل اذا كان المراد من تعطيل " الدستوري" القضاء على آخر المؤسسات التي لا تزال قائمة في هذا البلد، معتبرا العمل تعطيلا سياسيا خطيرا جدا، وتمنى على الجهات المعنية ( بري وحزب الله ) المكون الشيعي، الانتباه لدقة هذا الموضوع وما يمكن ان تترتب عليه من نتائج.

وما لم يقله عون في تصريحه اول امس قاله امس على لسان الفرزلي الذي اعلن تمسكه باتفاق الطائف. اما اذا ارادوا التخلي عنه فليرفعوا الصوت عاليا ولنذهب الى عقد وطني جديد في العلن، والخلاف الذي لم يبق سرا بعد بروز الكثير من مؤشراته ودلالاته الى العلن اكده وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الذي قال ان الخلاف مع حزب الله حول التمديد للمجلس النيابي ليس سرا. واعتبر ان التهاء الحزب عن الهم الداخلي يجعله يقع في خيارات داخلية خاطئة، مشددا على ان خيار التمديد خاطئ في حق الحزب والبلد.

ويضيف باسيل عن العلاقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري: نحن لسنا مختلفين معه على المدى البعيد لكن حين ندخل في التفاصيل واذا كانوا يعتقدون انهم يهربون من مطبات سيكتشفون لاحقا انهم وقعوا في مطبات اكبر بكثير.

واذا كانت الاتصالات باتت مقطوعة بين التيار الوطني الحر وحزب الله والرئيس بري حول موضوع التمديد والطعن به فان السؤال الذي طرح نفسه هو: هل الانقطاع يقتصر على هذا الموضوع وسقفه هنا فقط ام يتعداه الى ابعد من ذلك بكثير.

تقول اوساط عليمة في التيار الوطني الحر لـ"المركزية" "ان انغماس حزب الله في الحرب السورية وخوضه العلني المعارك الى جانب قوات النظام في القصير كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في العلاقة بين الطرفين، اذ رأى "التيار" في جر الحزب لبنان بمكوناته الى الحرب السورية خروجا تاما على ورقة التفاهم بين الجانبين وادارة للظهرمن قبل حزب الله.

وتضيف ان عون وبناء لنصائح بعض المقربين الذين استشعروا منذ فترة غير قريبة مدى خطورة انعكاس الصراع المذهبي السني – الشيعي الدائر في المنطقة نصحوا بضرورة الفصل في الموقف بين "التيار" و"الحزب" وصراعه مع كل من العالم العربي والمجموعتين الاوروبية والاميركية، وان عون اعطى الضوء الاخضر للبعض منهم (المقربين) للبدء بتسوية العلاقة مع المكون السني المتمثل في تيار "المستقبل" فكانت اللقاءات الاربعة التي تمت بين السفير السعودي علي عواض عسيري والوزير جبران باسيل، الامرالذي ازعج حزب الله وخلق نوعا من البعد والجفاء في علاقة الطرفين اللذين عقدا اكثر من لقاء على مستوى الصف الثاني في القيادة لتسوية نقاط الخلاف واعادة الامور الى نصابها لكن الامورلم تبلغ خواتيمها المرجوة ما استوجب الاعداد للقاء على مستوى القيادة بين العماد عون والسيد نصر الله كان بدأ التحضير له مع مطلع السنة لكن الضرورات الامنية حالت دونه اكثر من مرة الى ان صرف النظر عنه نهائيا مع اشتداد الحرب السورية وانصراف حزب الله الكلي لها، وهو ما اشار اليه الوزير باسيل بقوله ان التهاء الحزب عن الهم الداخلي يجعله يقع في خيارات داخلية خاطئة .

وتختم الاوساط بالسؤال، هل صحيح ان هناك من استشعر خوفا على المسيحيين في قرى البقاع الشرقي ودفع في اتجاه وضعية سياسية جديدة في البلاد بدءا من العلاقات بين الاطراف والمكونات وصولا الى ميثاق وطني جديد لطالما جرى الحديث عنه والتخلي عن اتفاق الطائف من اجل صيغة جديدة

السابق
أبي نصر: لتصحيح الخلل الديموغرافي والحفاظ على التوازن الوطني
التالي
اوباما يقرر تقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية