إسرائيل حَمَت النظام الأردني

عن سؤال: هل يبقى نهر الأردن حدوداً أمنية لإسرائيل في حال إنسحابها آحاياً من الضفة الغربية؟ أجاب المسؤول في المنظمة الأميركية التي تدافع رسمياً عن مصالح إسرائيل في الولايات المتحدة، قال: "لمدة موقتة فقط. لكن إذا "فرط" الأردن فإنها لن تقبل إلا أن يكون النهر المذكور حدودها الأمنية. لماذا لا تساعد السعودية على مقاومة الفراغ في المملكة الأردنية الهاشمية؟ هل من مصلحتها ذهاب النظام الهاشمي؟ إسرائيل تحمي هذا النظام وستستمر في حمايته مثلما حمته في الخمسينات من القرن الماضي أيام والده الملك الراحل حسين". علّقتُ: حمته بريطانيا عندما أرسلت الى الأردن قوات من مظلييها. لم تحمه أميركا لأنها كانت في حينه في بدايات سعيها نحو الزعامة الشرق الأوسطية. ردّ: "لكن بريطانيا نسَّقت مع إسرائيل التي سمحت للمظليين بعبور أجوائها للوصول الى الأردن. ذلك أن السعودية لم تسمح بهذا العبور". قلتُ: لا تنسَ عاملاً آخر هو شجاعة الملك حسين وعدم إستسلامه وإظهاره الاستعداد للمقاومة. سأل: "ماذا عن لبنان"؟. أجبتُ: إنه ضعيف في استمرار ويسير نحو الانحلال أو التحلُّل. وهو ساحة حرب دائمة لكل الجهات الاقليمية أو الدولية المتصارعة وذلك بسبب انقساماته الطائفية والمذهبية.
ماذا في جعبة أحد أكبر النافذين في تجمع للمنظمات اليهودية الاميركية؟
بدأ اللقاء معه بحديث عن لبنان فقلتُ انه في وضع سيىء وقد يصير في وضع أسوأ. وأشرت الى ضرورة سعي الزعامات والتيارات اللبنانية المتخاصمة بل المتعادية إلى كسب الوقت بالاتفاق على حكومة جديدة، وبإصدار قانون انتخاب، وبإجراء الانتخابات، لافتاً إلى أن عدم حصول ذلك قد يعوق تلافي حرب داخلية. وافق على هذا التحليل ودعا إلى كسب الوقت. ووافق أيضاً على إعتقادي أن "حزب الله" لا يريد حرباً مع السنّة في لبنان. فلفتّه إلى أن ذلك لا يعني تخلِّيه عن ايديولوجيته وتحالفاته الاقليمية ومشروعه. إذ أنه سيتوجه إلى الحرب مع كل الناس بما في ذلك السنّة إذا تأكد ان النظام السوري بدأ ينهار أو يتراجع أو يضعف. وبررت قولي بأن سكوته في ظل الإنهيار والتراجع المذكورين يعطيان اعداءه اللبنانيين الوقت اللازم كي يتدربوا ويتسلحوا ويتفاعلوا أكثر مع حلفائهم بل نظرائهم السوريين، وساعتها يصبحون خطراً جدياً. عندما وصل الحديث الى الثورة السورية أو الحرب الدائرة في سوريا وموقف أميركا منها أعرب عن "إنزعاجه من ترددها بل من تردُّد رئيسها باراك أوباما، ولامه لانتقاده إرسال السعودية قوة عسكرية الى البحرين في حين كان عليه عدم ترك الاخيرة وحدها في مواجهة إيران. ودعاه في الوقت نفسه الى تشجيع حكام البحرين على الإصلاح". ونقل عن الرئيس بشار الاسد قوله لشخصية يهودية أميركية كبيرة زارته قبل إندلاع الثورة السورية ربما بأسابيع "إذا انتقلت الثورة الى سوريا فأنا لن أستسلم مهما صار لأن ذلك سيعني مجزرة للعلويين وذبحاً لهم". وأضاف: "كان يجب أن تكون أميركا أكثر حزماً في سوريا وصاحبة موقف. التردد حوّل الإسلاميين قوة أساسية جراء حاجة الثوار اليها". قلتُ: ان نحو 60 في المئة من الجغرافيا السورية تحت سيطرة الثوار أو يشترك الثوار في السيطرة عليها مع قوات النظام. الجهاديون والتكفيريون يراوح عددهم، على ما سمعت، بين خمسة وعشرة آلاف عنصر. فهل يستطيع هؤلاء تحرير 60 في المئة من الجغرافيا المذكورة؟ ردّ: "عدد الجهاديين والتكفيريين أكبر من ذلك. إنهم حوالى ثلاثين الفاً. هناك "جبهة النصرة"، وهناك "جبهة التحرير" تدعمها السعودية، وهناك "الإخوان المسلمون" الذين تدعمهم قطر". علّقتُ: السعودية تدعم السلفيين. لا أعرف من هي "جبهة التحرير". لكن السعودية ضد "الإخوان". وهي تقول إنها تريد إسقاط بشار ونظامه. كيف ستنجح في ذلك إذا لم تدعم كل الثوار؟ علماً ان "الإخوان" جزء من نسيج الشعب السوري وليسوا كالـ"النصرة" تضم أعضاء كثيرين غير سوريين؟ ربما هي تخشى طموحاتهم وانتشارهم في أكثر من دولة إسلامية وغير إسلامية. لا تنسَ هناك ما يسمى "التنظيم الدولي" لـ"الإخوان المسلمين". ردّ: "صحيح. لكن أنا لا أعرف الأعداد في دقة". سألتُ: ما هي في رأيك الأسباب التي حالت دون فرض منطقة حظر طيران في سوريا؟ وما هي أسباب عدم مبادرة تركيا إلى التحرك وخصوصاً ان الحرب السورية طاولت الجغرافيا السورية المحاذية لها؟ وألا تعتقد أنها اخطأت باعتبار نفسها قادرة على تدخُّل عسكري في سوريا؟ بماذا أجاب؟

السابق
سيناريوهان لـ «انقلابات» حزب الله المُحتملة في لبنان
التالي
ناشطون يتحدثون عن معاناتهم