اوسلو 2013.. صمت الخراف

شرارات السلام عادت لتشتعل، ومثلما هو الحال دوما، فانها تغذى بدم يهودي. أفيتار بروبسكي ينضم الى أكثر من 1.500 من ‘ضحايا السلام’ منذ اوسلو، التجربة السياسية الكبرى على بني البشر كحيوانات مختبرية.
كله محاك حتى النهاية: زيارة اوباما، هجمة ابتسامات وحب لتهيئة الارضية؛ فتح الخط ‘جون كيري، مسارات جو 67′؛ تسفير بالطيران لمجموعة وجهاء برئاسة رئيس الوزراء القطري الى واشنطن، زعما باسم الجامعة العربية؛ للتبشير بـ ‘تعديلات حدودية طفيفة’ كتغيير على ‘مبادرة السلام’؛ تضخيم هذا العنصر الذي طرحه ابو مازن، اولمرت واسلافهما وعرض بصفته ‘انعطافة سياسية’؛ استخدام متلاعب بصيغة ‘تعديلات حدود 67′ للسماح لابو مازن بان يقول انه قبل مطلبه بان تكون حدود 67 الاساس للمفاوضات ولنتنياهو بان ينزل عن الشجرة ويدعي بانه بعد ‘التعديلات الطفيفة’ هذه فانها لن تكون 67؛ سفرية عاجلة للفني ومولخو الى واشنطن للابقاء على ‘الزخم’، تشكيل لجنة فلسطينية اسرائيلية لاختيار المخربين الذين ستحررهم اسرائيل كبطاقة دخول الى المحادثات. واستفتاء شعبي آخر للسماح لنتنياهو بالاختباء خلف ظهر ‘الشعب’ قبل ان يقسم القدس.
ليس لطيفا أن يثبط الامر الفرح، ولكن في هذه الاثناء أجاب الناطق بلسان الجامعة العربية في واشنطن على سؤال الصحفي دافيد بدين بانه لم يطرأ اي تغيير على المبادرة العربية من العام 2002. والعروس هي الاخرى ترفض: وزير خارجية رام الله، رياض المالكي، اعلن بانهم لن يوافقوا على أن يتغير حتى ولا حرف في المبادرة العربية.
ما الجديد؟ شيء واحد فقط: التعليل الذي اعطاه نتنياهو للمناورة الجديدة: ‘منع واقع دولة ثنائية القومية’.
مثل ‘الاحتلال’ على لسان شارون و ‘الدولتين’ لدى نتنياهو، هذا اجتياز للروبيكون. كل شخص في ‘المعسكر الوطني’ يسمع هنا شعار دخول الى ‘معسكر السلام’ مثلما كانت ذات مرة ‘الارض مقابل السلام’، ‘الارهاب لا يمكن الانتصار عليه’، ‘السلام يصنع مع الاعداء’ وغيرها من التعابير التي انكشفت كزائفة وخرجت عن الاستخدام.
الخاص في الشعار الجديد هو أنه لا يمكن لاي كذبة او فعل منكر من جانب العرب ان يتغلب عليه، لانه لا يحتاج الى اي شريك ولا يطلب اي مقابل. القابل هو مجرد التخلص من ‘المناطق’ الكريهة والضارة. من الان فصاعدا لا حاجة لنتنياهو لان يكلف مولخو عناء الاشراف على لفني. فلا يوجد اي فرق ايديولوجي بينهما.
نفتالي بينيت من شأنه أن يتبين بان حلفه مع لبيد كان احادي الجانب. يعقوب بيري وياعيل غيرمان لن يتخاصما مع نتنياهو بسبب بلاد اسرائيل، فالعمل سيحل محل البيت اليهودي اذا ما انسحب من الحكومة، وبالنسبة لشاس، من يدري الى أن سيقودها زعيمها الجديد، آريه درعي.
لقد ضُرب نتنياهو في الانتخابات الاخيرة بسبب جلوسه في حكومة شارون في مراحل فك الارتباط الحاسمة وكرد على خطاب بار ايلان. زبولون اورليف هو الاخر نحي بسبب اصراره على البقاء في حكومة شارون كقطيع سار بطواعية خلف الطرد. فهل في الليكود لا يعرفون ان هكذا سيحصل مرة اخرى اذا ما واصلت النواة الصلبة، من يعلون حتى حوتوبيلي، الجلوس بصفر فعل تحت قيادة زعيم يشعر بالمرارة فبدل ايديولوجيته. ان الاصوات التي تركت الليكود تدفقت الى البيت اليهودي، والاصوات التي فقدها اورليف ذهبت الى بينيت. وهذه لن تبقى هناك اذا ما كانت سياسة ‘الدولتين’ الموقف الرسمي لليكود والبيت اليهودي في المفاوضات المتجددة.
ان المناورة الامريكية هي بصقة في وجه الديمقراطية الاسرائيلية. لقد ذهب الليكود الى الانتخابات مع دستور يرفض دولة فلسطينية، وهذا ساري المفعول حتى اليوم. ولا تذكر الخطوط الاساس للحكومة ‘الدولتين’، والحكومة لم تقرر ذلك أبدا.
أما من رغم ذلك يسكت الان سكوت الخراف، فسيدفع الثمن.

السابق
يخنقون القدس
التالي
خطة السلام العربية .. تكرار خطير