تخوف عالمي بعد استخدام المقاتلين السوريين للسلاح الكيماوي


أعلن الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أن "البيت يدرس باهتمام مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، لكن ليس لديه دليل يدعم اتهام المعارضة باستخدام هذه الأسلحة"، موضحاً أنها "مبعث قلق بالغ لنا."
في المقابل، إتهمت روسيا مقاتلي المعارضة السورية باستخدام أسلحة كيميائية في هجوم قرب حلب ووصفت ذلك بأنه تطور مقلق وخطر للغاية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "وفقاً للمعلومات الواردة من دمشق سجلت في الساعات الأولى من صباح يوم 19 من آذار حالة استخدمت فيها المعارضة المسلحة أسلحة كيميائية في محافظة حلب". وقالت إن انفجار قطعة من الذخيرة
"تحتوي على مادة مسممة" قتل 16 شخصا وأصاب نحو 100 آخرين.

وأضافت الخارجية الروسية في البيان "نشعر بقلق بالغ لوقوع أسلحة دمار شامل في أيدي المتمردين الأمر الذي يزيد الوضع في سوريا تدهورا ويصعد المواجهة في الدولة إلى مستوى جديد".
في سياق متصل، قال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة إنه "لم يتم التحقق تماماً" من تقارير بشأن هجوم بسلاح كيميائي في سوريا في الوقت الذي اتهمت فيه وزارة الخارجية الروسية المعارضين
المسلحين باستخدام أسلحة كيميائية قرب مدينة حلب في شمال سوريا

من جهته، أكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي، أإن القوات المسلحة لا يمكن أن تستخدم أسلحة محظورة دولياً. وصرح بذلك بعد أن تبادلت الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة الاتهامات بشن هجوم باستخدام سلاح كيميائي قرب حلب. وقال الزعبي في مؤتمر صحافي إن قيادة الجيش السوري أكدت ذلك من قبل وتكرره مجدداً، وأن سوريا إذا كانت تملك أسلحة كيميائية لما استخدمتها إطلاقاً لأسباب أخلاقية وانسانية وسياسية. وأضاف أن القوات المسلحة السورية لا يمكن أن تستخدم أي أسلحة محظورة دوليا لا الآن ولا في أي وقت ولا في الماضي

وقال الزعبي إن مقاتلي المعارضة أطلقوا صاروخاً يحمل مواد كيميائية ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً وإصابة 86 اخرين. وتابع ان هذا تطور خطير يفتح الباب امام كل الاحتمالات وانه يحق لسوريا ان تتصرف وفق قواعد القانون الدولي وان تلجأ إلى المنظمات الدولية وغيرها للإدعاء والشكوى ومواجهة مخاطر تزويد جبهة النصرة بهذا السلاح.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية قد وجهت رسالتين متطابقتين لرئيس مجلس الأمن الدولى والأمين العام للأمم المتحدة، جاء فيهما:
"إنه في تصعيد خطر للجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة شمال سوريا، أقدمت هذه المجموعات في الساعة 7,30 من صباح اليوم الثلاثاء، على إطلاق صاروخ من منطقة كفر داعل باتجاه منطقة خان العسل فى محافظة حلب، اللتين يفصل بينهما مسافة (5 كم) حيث سقط الصاروخ فى منطقة يقطنها مدنيون وعلى مسافة نحو 300م من مكان وجود عناصر الجيش العربي السوري".
وأضافت الوزارة: "وقد نجم عن انفجار الصاروخ دخان كثيف، أدى إلى وقوع حالات إغماء مباشرة لمن تعرضوا لاستنشاق تلك الغازات، وأسفر انفجار الصاروخ واستنشاق الغازات المنبعثة منه عن سقوط 25 شهيداً حتى الآن، وما يزيد على 110 مصابين من المدنيين والعسكريين الذين نقلوا جميعاً إلى مشافى مدينة حلب".

وأضافت إن "سوريا حذرت من خطورة التقاعس عن التصدى لإمكان وصول أنواع محظورة من الأسلحة إلى أيدى تنظيم (جبهة النصرة) والمجموعات المرتبطة بالقاعدة، وخاصة بعد سيطرة هذه المجموعات الإرهابية على معمل تابع للقطاع الخاص شرق مدينة حلب، يحتوى على أطنان من مادة الكلور السامة".
وطالبت سوريا المجتمع الدولي بـ"التحرك بشكل جاد وحازم، لمنع هذه المجموعات الإرهابية من الإستمرار بارتكاب جرائمها الخطرة، ضد أبناء الشعب السوري، عبر وضع حد للدعم المالي والعسكري واللوجستي والسياسي والإعلامي، الذي تقدمه الدول الداعمة لهذه المجموعات الارهابية، ولا سيما تركيا وقطر وبعض الدول الغربية دون أي تفكير بعواقب ذلك الدعم على المواطنين السوريين الأبرياء، الذين تسفك دماؤهم بايدي هذه المجموعات الإرهابية".

السابق
السفير: موقف سليمان من الغارة السورية يفتقر الى التوازن
التالي
الوضع مهيأ لحصول صدام خطر