كبارة: سياسة النأي بالنفس تحولت لسياسة التضحية بالنفس

عقد النائب محمد كباره مؤتمرا صحافيا في مكتبه في طرابلس تناول فيه اخر التطورات المحلية والاقليمية، وقال: "أيها اللبنانيون، يا أهل السيادة والحرية والاستقلال، أخاطبكم اليوم لأقول لكم إن البلد يترنح على وقع مؤامرة إلغائه من الوجود، فيما يتعالى الصراخ في كل الاتجاهات، لا للحفاظ على الوجود، بل لتقاسم جثة الوطن. فالدولة لم تعد موجودة، حتى أن بعض وزراء الحكومة نعوها علنا".

اضاف: "الأمن مغيب كليا بوجود المليشيات المسلحة التي أصبحت تسيطر على مختلف المناطق اللبنانية، والاقتصاد مهدد بالانهيار لغياب أي سياسة إقتصادية تعالج المشاكل الحياتية للمواطنين، والصيغة الوطنية التي توافقنا عليها في الطائف والتي أوقفت الحرب المدمرة مهددة بالانهيار، فالمؤامرة تضرب في كل مكان وتهدد الحاضر والمستقبل وتستهدف كل مواطن بضرب صيغة التعايش الوطني المشترك من خلال قانون إنتخابي مذهبي يؤسس لتفتيت الوطن".

وتابع: "أما في طرابلس فالجميع مقصر الى حد التواطؤ بحق المدينة، فالشوارع باتت مرتعا لسلاح الفوضى، والقنابل الليلية تروع الآمنين وتستهدف سلامتهم، والدولة غائبة كي لا نقول متواطئة، والأجهزة الأمنية مقصرة. فأهل طرابلس وحدهم يدفعون الثمن من سمعة مدينتهم وإقتصادها وتجارتها وسياحتها، لذلك نقول: نرفض رفضا قاطعا المؤامرة التي تتعرض لها طرابلس، نرفض رفضا قاطعا ممارسات المسلحين الذين يشوهون صورة المدينة ويسيئون الى سمعتها، ندين سلاح الفوضى الذي يهدد الآمنين سواء في ثكنة الأسد في جبل محسن، أو من التابعين لحزب السلاح الدخلاء على المدينة، أو من أولئك المدسوسين الذين يدعون حماية طرابلس بالسلاح".

اضاف: "طرابلس ستسقط من يتآمر عليها، ويستهتر بحقها، وستسقط المؤامرة بوحدة أهلها وتمسكهم بلبنان وطنا سيدا حرا مستقلا، تحكمه شرعية القانون لا شريعة الغاب، من هنا فاننا نحمل المسؤولية كاملة للحكومة أولا، ولجميع الأجهزة الأمنية، ونرى أنهم لا يتعاطون مع طرابلس بالجدية التي تحمي أمنها وإستقرارها وإقتصادها".

وناشد "رئيس الجمهورية المؤتمن على أمن اللبنانيين، والحريص على إستقرار طرابلس، باتخاذ التدابير التي تمنع كل الممارسات المخلة بالأمن وترهب المواطنين. وليس في طرابلس فحسب، فالمؤامرة تضرب عكار بسلاح الأسد، وتهدد لبنان من حدوده الشمالية، وتضرب البقاع بسلاحي الأسد وحزب السلاح وبتواطؤ الأمن الرسمي، والمؤامرة تضرب في صيدا، كما في عرسال وسائر المناطق الداعمة للشعب السوري. ولا تستثني المؤامرة بيروت والطريق الجديدة، فيما الأمن الرسمي لا يرى سلاح ميليشيات إبران والأسد المتفشي في كل أرجاء عاصمتنا الجريحة، كما لا يرى القصف المركز لحزب السلاح للقرى السورية من البقاع".

واعتبر كبارة ان "تجار الفساد يزودون الأسد بسلاحي المحروقات والمتفجرات، وحكومتنا تنأى بنفسها عن وقفهم، الشعب جائع ضربته الفاقة، أطفاله يموتون على أبواب المستشفيات، والنقابات تصرخ ألما، فيما المسماة حكومة تتاجر بسلسلة رتبه ورواتبه التي يجب تمويلها من المال المسروق على المعابر الحدودية ومن الأملاك المنهوبة، بحرية كانت أم غير بحرية، ومن عمولات الفساد التي يجبيها حزب السلاح وشركائه من تجارة المخدرات والأدوية المزورة والأغذية الفاسدة. الاقتصاد الوطني في الحضيض، والقطاع الخاص يتعرض للافلاس نتيجة السياسات الغوغائية والمقامرة بمصير الوطن على أيدي المسماة حكومة والتي لا مهمة لها كما يبدو سوى إنهاء البلد".

واعلن ان "سياسة النأي بالنفس التي تدعيها هذه الحكومة تحولت لسياسة التضحية بالنفس دفاعا عن نظام الأسد الذي يقصف المناطق الحدودية اللبنانية ويمارس أبشع أنواع الاجرام ضد شعبه. فالمؤامرة تدفع بالبلد الى الانهيار الكامل، وتستجلب الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد الى لبنان، كي تمزق نسيجه، وتضرب خارطته، تماما كما يمزق الأسد نسيج سوريا ويضرب خارطتها".

وختم "نعم معسكر الممانعة يعمل على تفتيت لبنان، وإلغاء دولته، تماما كما يعمل مع الأسد على تفتيت سوريا وضرب دولتها، وتلك المسماة حكومة في لبنان تغطي هذا المخطط الجهنمي، سواء بمعرفة جميع أعضائها، أو بتلهي الآخرين وإنشغالهم بتقاسم جثة الوطن. فتنبهوا أيها اللبنانيون، فالمؤامرة خطيرة وهدفها إلغاء الوطن، والمسؤولية تتحملها هذه المسماة حكومة التي صارت تعاقب المواطن بدلا من ان تحميه، وتمنع الدفاع عن الأرض فتبيحها لمن يستبيحها، وعليها تحمل مسؤولياتها كاملة أو الرحيل".

السابق
دمشق تنفي مشاركة حزب الله في القتال..والائتلاف الى روما
التالي
المعلوف: القوات منفتحة على كل الطروحات الانتخابية