حدودنا مع سوريا والمواجهه القادمه بين «الأصوليتين»

اعلن الجيش السوري الحر، في بيان، ظهر اليوم الثلاثاء، انه يعطي حزب الله "مهلة 48 ساعة ليتوقف عن قصف الاراضي السورية والا سيرد على مصادر النيران داخل الاراضي اللبنانية".

وقبل أيام أصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً جاء فيه ان قوى الجيش أوقفت في منطقة عرسال 11 شخصا بينهم اربعة اشخاص من التابعية السورية وضبطت بحوزتهم كميات من الاسلحة والذخائر والاعتدة العسكرية في الجرود المؤدية الى الحدود اللبنانية – السورية.

وكانت أفادت قناة "سكاي نيوز" منذ يومين عن وقوع اشتباكات عنيفة بين "الجيش السوري الحر" وعناصر من "حزب الله" في منطقة القصير في حمص ،عقبها قام حزب الله بتشييع ثلاثه من عناصره وأسماهم "شهداء واجب" سقطوا دفاعا عن أرضهم وأهلهم الذين يتعرضون في القرى والبلدات السوريه منذ مدّة لاعتداءات من قبل "المجموعات الارهابيه".

يبدو ان السيناريو اكتمل والعدّه عدّت لمعركة داحس والغبراء (السنيه الشيعيه) في المنطقه والتي سوف تكون شرارتها الأولى الحدود السوريه اللبنانيه .

وبطلا المعركه تنظيمان أصوليان ،الأول "حزب الله" وهو حزب شيعي أصولي عريق ومخضرم ،عسكري ومسلح تسليحا ممتازا ،ذو خبره وتمرّس في المقاومه ضد اسرائيل وقد خاض بعض المعارك الداخليه خلال الحرب الأهليه اللبنانيه زادت خبرته خبره ،وهو يقدم نفسه كرأس حربه متقدم في التصدي للمشاريع الاميركيه الصهيونيه ليس فقط على الساحه الوطنيه بل على الساحه الاسلاميه كلها ،وقد اعترف مؤخرا أمينه العام السيد حسن نصرالله ان حزبه مدعوم من الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه مالا وعتادا وهو يفتخر بهذا الدعم كما يفتخر بحلفه المصيري مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد رغم كل ما كبّده هذا الحلف من خسائر فادحه لحقت بصورة هذا الحزب الذي تحول في عيون غالبية الشعوب العربيه في فتره زمنيه قياسيه من حزب مقاوم الى حزب طائفي شيعي يأتمر بأوامر ايران ويعين الحاكم السوري الظالم على قتل شعبه.

أما في المقلب الثاني وعلى الأراضي السوريه فتحتشد مجموعات مسلحه أصوليه سنيه تتزعمها "جبهة النصره" المحدثه منذ سنه ونيّف وهي فرع من أفرعة تنظيم القاعده باعتراف المصادر الأمنيه الغربيه، ومقاتلو الجبهة عند تأسيسها كانوا من السوريين الذي جاهدوا سابقا في ساحات الجهاد مثل العراق وأفغانستان وغيرهما, وعناصرها لهم باع طويل في قتال الجيوش.وجبهة النصره مطعمة كذلك بمقاتلين عرب وأتراك وأوزبك وشيشانيين وطاجيك وقلة من الأوروبيين. قبل شهرين قامت الحكومة الأمريكية بتصنيف جبهة النصرة على أنها جماعة إرهابية وهو الأمر الذي لقي رفضا من ممثلي المعارضة السورية وقادة الجيش الحر وأطياف واسعة من الثوار.

لا يبدو ان منطق المعركه المقبله قائم على قاعدة "عدو عدوك صديقك" فالعدو المشترك الأميركي سوف يقف متفرجا على الحرب الضروس بين الطرفين أما اسرائيل فسوف تتأهب منتظرة نهاية هذه الحرب على أمل قطف جائزتها في استنزاف عدوها اللدود حزب الله بشريا وتسلّحا, وربما تمني نفسها بمشاهدة صواريخ زلزال وفجر وهي تنطلق باتجاه ضواحي العاصمه السوريه دمشق وضواحي حلب وحمص مستهدفة الخطوط الخلفيه للتنظيمات الأصوليه المسلحه وقواعدها .

هي حرب مجنونه على الحدود اللبنانيه السوريه ان وقعت، وهي سوف تسعّر المواجهات الطائفيه عبر العالم العربي والاسلامي أجمع من لبنان وسوريا الى العراق فالبحرين والسعوديه الى اليمن وغيرها ،ولعل أسوء ما يحصل اليوم هو عملية التعبئه والتحشيد الطائفي التي تحصل على الساحتين السنيه والشيعيه بمنطق دعائي دغمائي مفاده ان الفتنه باتت قدرا مكتوبا لا مفر منها وان البقاء للأقوى.

واذا كان لا بدّ من كلمه قبل اندلاع هذه الكريهه ,-والكريهه هي احدى أسماء الحرب لدى العرب القدماء – فان الأمريتعلق بفرصه وحيده يمكن ان نجترحها قبل حدوث الكارثه ،وتتلخص هذه الفرصه الخلاص ،في الاعلان من قبل جميع مكونات الشعب اللبناني وزعاماتهم ان لبنان لا دخل له بالصراع المسلّح في الداخل السوري بين الطرفين, وان يعطى الضوء الأخضر للجيش اللبناني للوقوف والانتشار على طول الحدود معترضا بقوّه أيّة محاوله لتوريط البلد عسكريا أو أمنيا من قبل جميع الأطراف .

فهل من مجيب قبل فوات الأوان أم انه كتب على هذا الوطن السائب ان ينغمس في لعبة حرب الأمم من جديد؟

السابق
عمر كرامي: لا انتخابات نيابية في المدى المنظور
التالي
القاضي ابو غيدا يطلب إعدام سماحة ومملوك بنهمة الارهاب