قبلان: على أهل سوريا وقف القتال والعودة إلى الحوار لحل مشاكلهم

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة، واستهلها بالحديث عن ولادة النبي محمد، فقال: "الله سبحانه أتم بالنبي محمد الدين وانتصر به الحق على الباطل وتزينت بولادته السماء بنوره الكريم وتفتحت براعم الخير، فكان محمد ثباتا للأرض وبهجة للسماء، حيث عمت الفرحة الارض والسماء بولادة الحق والصدق والعدل، والتي بشر بها الانبياء الذين سبقوه، فجاء النبي محمد ليتمم مكارم الأخلاق ولتنعم الأرض بوجوده وتتزين السماء، فهو دعامة الحق ومصباح الهدى، به انتصر الاسلام وبوجوده استقرت الارض، وعلينا كمسلمين أن نعود إلى النبي محمد (ص)، فهو من أفضل الخلق وأحسنهم وأصدقهم وأعدلهم، وفي ذكرى مولده فإننا نجدد حبنا وولاءنا لرسول الله، ولا نغالي في محبته، بل نتكلم بالحقيقة لان النبي محمد وجدان البشر، ولقد اختاره الله تعالى لقيادة البشرية، فانطلق (ص) من جزيرة العرب التي كانت تعيش الخلافات والمعارك والمشاكل، فكان اختيار الله الحكيم والعادل والمنصف ليكون النبي من العرب الذين كانوا يعبدون الاصنام ويتقاتلون على أتفه الأسباب. ففي هذا الاختيار حكمة وتبصر لأن النبي من أهل قريش ومن الخير فيها، فهو خير من الأخيار ومن ذروة قريش ومجدها وعنفوانها، فهو كريم قريش وعظيمها، والصادق الأمين قبل البعثة وبعدها، ومحمد رسول السلام والحق والصدق والكرامة عظيم في محيطه وشامخ أعلى من الجبال، قريب من الله بعيد عن الشيطان، يأمر فيطاع ويتعامل مع الناس برحمة ومحبة. ونحن مع النبي محمد لا نمالق ولا نكذب ولا ننافق، لأننا ولدنا على فطرة الايمان، وعلى الأمة الإسلامية أن تتمسك بالنبي محمد واهل البيت، فالنجاة تكون بالتمسك بهم، وعلينا أن نكون مستقيمين بالقول والعمل والسلوك والسيرة والعبادة، كما أمرنا النبي محمد بالتوحيد والعمل لتوحيد الكلمة بحسب الأصول والمعطيات، ونحن نسأل لماذا يكره البعض أهل البيت، هل لأنهم أهل الحق يسيرون على خطى وأوامر النبي محمد؟"

وأضاف: "إن أهل البيت نور نهتدي بهم، إن الله تعالى أزهق الباطل والنبي محمد جاء لتوحيد الله والإمام علي كسر الأوثان والأصنام ليحسن التوحيد بالله فالإمام حطم الشرك وأزال الأصنام عن ظهر الكعبة، وهو ولد في الكعبة حيث لم يولد أحد في الكعبة، فلماذا يحارب البعض الإمام علي؟ نحن سنبقى على خط رسول الله والإمام علي لأننا ولدنا على فطرة التوحيد والإيمان لا نحيد عن الحق، وعلينا أن نضع الحقيقة نصب أعيننا ونعمل لتبيانها، فأهل البيت هم ثروة الأمة ووجدانها، ومن يتولاهم له الجنة ومن يحاربهم له النار، ونحن نطالب المسلمين بأن يكونوا كراما محبين للحق متمسكين بأهل البيت، ولا سيما أننا نعيش حالات سيئة، وهنا نسأل: من أجاز القتل والتمثيل والتشريد ضد الأبرياء؟ لذلك نطالب الجميع بأن يتمسكوا بالقرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة الأئمة المعصومين، فنتصدى لكل قتل وإجرام، لأن عاقبة القاتل وخيمة والتحدي لا يوصل إلى نتيجة، فليكن الجميع في طريق الحق مستقيمين في القول والفعل والسلوك والمسيرة، ونطالب المسلمين بالتبرؤ من المجرمين القتلة والظالمين، لأن الاسلام بريء من كل عمل فيه قتل وإثم وعدوان، فالإسلام نور ورحمة وتسامح، والنبي محمد جسد الحق والحقيقة في سلوكه وسيرته وقوله، مما يحتم أن نقتدي برسول الله ونعمل عمله وننهج نهجه".

وأكد "أن النبي محمد رحمة للعالمين، وهو يدعونا إلى التراحم والتواصل ونبذ العنف والاستقامة في سلوكنا والحكمة في مواقفنا، فنسير على خطى النبي وننهج طريقه لنكون معه في حله وترحاله، فالنبي محمد بدر الدجى وعظيم الأمم وقريب من الله يعمل الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وعلينا أن نرتشف من معينه فنكون معه منطقا وسلوكا وسيرة، وهو علمنا أن المسلم أخ للمسلم، لا يخونه ولا يقتله، وعلى المسلمين أن يتآخوا ويتناصروا ويكونوا أخوة متحابين، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وينتصرون للحق والخير، وعلى المسلمين أن يتحدوا فعلا لا قولا، فيتواصلوا ويتضامنوا ويتعاونوا على البر والتقوى، وينصروا المظلوم ويغيثوا الملهوف والفقير، وعلى الأنظمة الإسلامية وقادة الأمة وشعوبها أن يقتدوا بالنبي محمد لتعيش الأمة في امن وأمان وخير وسلام".

وطالب أهل سوريا "بوقف القتال الذي لا يحل المشكلة، وعلى السوريين أن يعودوا إلى الحوار لحل مشاكلهم ويكونوا عقلاء وحكماء ومستقيمين، يعملون لإصلاح الأوضاع في سوريا ويتمسكون بالحق ويصلحون أوضاعهم بالحوار والتشاور".

وشدد على "دور علماء الدين في إبعاد الناس عن الشر، لأننا نريد علماء مستقيمون عقلاء يعملون لإصلاح الأمة وينذرون أنفسهم لخدمة المجتمع وإبعاده عن التعصب والتطرف، وعلى العلماء أن يكونوا عقلاء يضعون الأمور في نصابها ويعملون لإرشاد الناس وهدايتهم إلى الخير".

وناشد العراقيين "أن يتقوا الله في بلاده وعباده ويعملوا لتوحيد حقوقهم ويتصدوا للقتل غير المبرر الذي يستهدف المدنيين الأبرياء ويعملوا لوحدة العراق واستقراره".
  

السابق
افتتاح مجمع حارة صيدا القضائي والمرأب الفرعي
التالي
أمانو يؤكد لبيريز ضرورة حل أزمة النووي الإيراني بالحوار الدبلوماسي