السعودية وقطر باقيتان مع الثوار

متابعو المواقف الدولية من الأزمة – الحرب السورية يعتقدون ان ما تضمنه "الموقف" يوم امس من معطيات تؤكد التفاؤل بمستقبل النظام السوري الكثير من "البروباغندا" والفكر الامنياتي.
اما الأسباب التي برّر بها الموالون للأسد تفاؤلهم فإن هؤلاء المتابعين يعلّقون عليها بالآتي:
1- ان التذرع بميزان القوى العسكري "الطابش" في مصلحة نظام الاسد لا يكفي للقول انه سينجح في القضاء على الثورة السورية. فهو عنده جيش يمتلك الأسلحة الكيماوية والآليات العسكرية والمدفعية الميدانية والصاروخية والطائرات الحربية، ولا تنقصه الذخائر. لكنه رغم ذلك اخفق في ضرب الثورة، وفي منع تمددها شعبياً وجغرافياً. علماً ان سلاح الثوار لا يقارن من حيث النوعية والفاعلية بسلاح النظام. وعلماً ايضاً ان المجتمع العربي والاقليمي الذي يؤيدهم بقوة لا يبدو سخياً، سواء في مدهم بالمال لشراء الأسلحة أو في تزويدهم ما يحتاجون إليه منها لتوسيع سيطرتهم الجغرافية وربما لاسقاط النظام. لكنه يُقدِّم اليهم ما يكفي لمنع انكسارهم، وللاحتفاظ بالتقدم الذي حققوه خلال 22 شهراً ولزيادته ولكن بكثير من البطء.
2- ان انتشار "الارهابيين" في اوساط الثوار السوريين، اي الاسلاميين التكفيريين (بين خمسة وعشرة الآف مقاتل) لم يكن السبب وراء التقدم المشار اليه اعلاه الذي حققه الثوار. ولا يمكن ان يكون في كل الحسابات والمقاييس. وذلك يعني ان اصحاب التقدم الحقيقي على الارض ضد النظام هم من الشعب السوري المُصمِّم على التضحية بكل شيء من اجل التخلص من نظام الاسد. طبعاً لا يمكن انكار ان "الارهابيين" اثاروا قلقاً عند المجتمع الدولي وربما عند المجتمع العربي المؤيديْن للثورة. لكن ذلك لم يدفعهما ولن يدفعهما الى العودة الى تأييد النظام المذكور من جديد. وسواء صحَّت الاخبار "المسربة" من الموالين له عن زيارة قطب من جهاز امني غربي لدمشق، أو عن اجتماع امني سعودي – سوري على ارض الاردن (وأمور كهذه تحصل بين اعداء، وفي اثناء الحروب بينهم احياناً كثيرة) او لم تصحّ فان المعلومات الثابتة عند المتابعين انفسهم للمواقف الدولية من الأزمة – الحرب السورية تؤكد اولاً عدم تغيّر موقف فرنسا الداعم للثوار والمؤيد لتنحّي الاسد وإسقاط نظامه. وتؤكد ثانياً ان المملكة العربية السعودية لم تغيّر موقفها السلبي من الاثنين والايجابي من الثوار. ذلك انها تخوض معركة جدية ضد خطر كبير عليها تمثله ومن زمان ايران الاسلامية وحليفها نظام الاسد و"حزب الله" اللبناني. وهي ليست في وارد التراجع رغم التردد احياناً في تقديم الدعم المالي والسلاحي بسبب ضغوط واشنطن او نصائحها. وهي نابعة اساساً من عجز الثورة عن فرز قيادة جدية لها رغم رعاية المجتمع الدولي الغالبية الساحقة لمجموعات المعارضة السورية. كما انها نابعة من حرص على إعداد وضع سوري معارض يكبح جماح التكفيريين قبل الاندفاع في معركة الإجهاز على النظام. علماً ان اميركا تعرف ودولاً اخرى غيرها ان مجيء هؤلاء الى ارض سوريا بعضه عفوي تطوعي، وبعضه الآخر يُسهِّله النظام لإثارة قلق بل خوف العالم من تحوّل سوريا ملاذاً آمنا للتطرف الاسلامي التكفيري اي للارهاب. وتؤكد المعلومات نفسها ثالثاً ان الاردن وتحديداً نظامه الخائف وعن حق من إسلامييه الذين حرّكهم ومنذ اشهر "ربيع سوريا القاني" كما ربيع الدول العربية الاخرى، والخائف تحديداً من انتصار اسلامي في سوريا معتدلاً كان او متشدداً، تؤكد انه لن يخرج عن تحالفاته الخليجية وعن تحالفه الاميركي، وانه لا يزال يقوم بكل "واجباته" تجاه ثوار سوريا ولكن بعيداً من الإعلام. اما اسرائيل التي وقّع معها معاهدة سلام في النصف الاول من تسعينات القرن الماضي، والتي لا مصلحة لها في نهاية نظام الاسد بسبب التقاء قديم للمصالح معه، فانها لا تستطيع مساعدته. ولذلك فإنها لا تمانع في تحوّل الثورة حرباً اهلية، وهذا ما حصل، وفي استمرارها سنوات بغية الغاء "سوريا التهديد" لها من المعادلة العربية. وفي الوقت نفسه فإنها ستحاول الدفاع عن الاردن الى ان يحين أوان الحلول النهائية في المنطقة. طبعاً ومن أخبار "البروباغندا" ان قطر اختلفت مع السعودية بسبب سوريا وإنها قد تعود الى الاقتراب من ايران حليفة الاسد. إلّا ان معلومات المتابعين انفسهم تنفي ذلك جملة وتفصيلاً.
ماذا عن المواقف الروسية والاميركية والايرانية التي تضمنتها "بروباغندا" الموالين للاسد؟

السابق
الانتخـابـات إلـى .. المجهـول!
التالي
لهذه الأسباب كان الانفتاح بين الرياض وميقاتي