ما علاقة حزب الله بتوقيف ماهر المقداد؟

بعد شهرين ونصف الشهر تقريباً على توقيف 11 شخصاً من أبنائها في سجن رومية، دعت عشيرة آل المقداد أبناء العائلة، الى اعتصام مفتوح، يبدأ السابعة من صباح اليوم للمطالبة بالإفراج عن أبنائها الذين احتُجزوا على خلفية تأليف جناح عسكري لجأ إلى خطف سوريّين وأتراك رداً على اختطاف حسان المقداد في سوريا.
اليوم يبدو أن شعلة التحدث باسم العشيرة قد انتقلت إلى الصحافي فراس المقداد، بعد توقيف ماهر المقداد بتهم عدة، على رأسها تأليف جماعة مسلحة خارجة عن القانون هدفها إحداث فتن مذهبية في البلاد وإدخال الدولة في صراعات مع دول إقليمية صديقة مثل سوريا وتركيا.

ولكن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه هو الآتي: أين أصبحت قضية المخطوفين اللبنانيين التسعة في سوريا والذين زاد عددهم إلى عشرة بعدما اختطف مسلحون مجهولون المواطن اللبناني حسن ابراهيم سبليني؟

"هناك مماطلة قانونية تحت غطاء ما يسمى الإجراء القانوني. ملف ماهر رُحِّل الى المحكمة العسكرية التي جزأته إلى قسمين: عسكري ومدني. لقد خلقوا ملفاً تحت مسمّى إنشاء تنظيم مسلح أو عصابة مسلحة"… بهذه الكلمات يستهل فراس حديثه لـ "الجمهورية"، ويقول: "في الشق المدني أُحيل الملف إلى القاضي بيتر جرمانوس فتقدمنا بالدفوع الشكلية معترضين على محاكمتنا أمام محكمتين، فّردّت هذه الدفوع في الاستئناف، فعُدنا وتقدمنا بالتمييز فتمت إحالة الملف إلى القاضي سهير الحركة التي ألغت تهمة تأليف التنظيم المسلح، وردّت الملف إلى المحكمة العسكرية التي عينت جلسة في 18-12-2012"، وشدد على أنّ "ملف ماهر المقداد فارغ ولا يحتوي أيّ تهمة صحيحة سوى أنه ظهر في الاعلام، وهناك جهات أمنية حاولت الضغط على الشباب الموقوفين معه ليعترفوا ضده".

ويلفت فراس إلى "أن "حزب الله" يتخذ موقف المتفرج، والظاهر أن الموضوع في الأساس كان سياسياً بامتياز بين الحزب والدولة، فالحزب كسب ورقة من خلال فتح الضاحية أمام الدولة ليعود ويستعملها في صيدا وطرابلس وعرسال وأيضاً في بيروت"، ويجزم بأنّ "تحرك اليوم يأتي في سياق الضغط على الحزب أولاً وعلى الدولة التي تأتمر منه، وأيضاً في سياق إيصال رسالة إلى "حزب الله" مفادها، أن هناك عصابة داخله تريدنا ان نبقى في السجن.

والأنكى من هذا، أن الموقوفين الأحد عشر لا علاقة لهم بما كان يسمّى الجناح العسكري، وأحدهم سُحب من سريره إلى السجن". ويكشف فراس أنّ "أشخاصاً من العائلة يتواصلون مع الحزب الذي ينفي أيّ علاقة له بالأمر، وهؤلاء يدّعون انهم يعملون على إنهاء الملف وإخراج الشباب من السجن، لكن كل هذا كلام في الهواء".

ويضيف: "حزب الله سعيد لأنه طبق الأجندة السياسية الخاصة به والدور سيأتي على بقية المناطق التي تضمّ خصومه السياسيين"، مشدداً على أنّ "ملف ماهر أصبح نظيفاً، ويبقى اتهام وحيد هو ادعاء شخص سوري يقول إن ماهر خطفه بعدما وضع مسدساً في رأسه وإنه تولى التحقيق معه، علماً أن ماهر طلب مواجهة ذاك الشخص، لكنّ طلبه رُفض، وهذا الأمر هو مجرد فبركة بالاتفاق مع "حزب الله".

أردنا إنهاء الحديث مع فراس، لكن إحدى أقارب ماهر المقداد أصرّت على توجيه مجموعة من الأسئلة إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله: ألم يعد في الضاحية الجنوبية سوى آل المقداد لجعلهم كبش محرقة في يد حزبك المسيطر على الضاحية؟ أين يقف «حزب الله» أمام السرقات والعملاء وتجار المخدرات؟ هل أصبحت الضاحية مكاناً آمناً بعد إلقاء القبض على ماهر المقداد وأفراد من العائلة؟»  

السابق
زهرا يرشق الإسرائيلي بالحجارة!
التالي
نتنياهو: الفلسطينيون لن يحصلوا على دولة بهذه الطريقة