الشيخ حسن البغدادي: جمعية الامام الصادق فكرة لاحياء تراث علماء جبل عامل

يُشرف على جمعية الامام الصادق لاحياء التراث العلمائي الشيخ حسن البغدادي، وهو مسؤول ملف احياء تراث العلماء الشيعة في حزب الله وعضو المجلس المركزي فيه ايضا.
لإحياء التراث العاملي
يعرّف الشيخ البغدادي عن الجمعية فيقول:” للجمعية مركزان، الأول في ضاحية بيروت الجنوبية، والثاني في بلدة أنصار الجنوبية وهو عبارة عن مبنى مؤلف من طابقين، ويضم قاعة علميّة وقاعة احتفالات. وتوجد ايضا ساحة دار كبيرة للانشطة الصيفية وشلال مياه وجنائن تتسع لخمسمائة شخص ومكتبة كبيرة تضمّ العديد من الكتب التراثية التي تُعنى بشأن العلماء الشيعة اللبنانيين.
وفكرة احياء تراث علماء جبل عامل انطلقت سنة 1989 ولكن الاحداث الأمنية آنذاك دفعتني لتأجيل الموضوع واستدعت ان تكون اولوياتي باتجاه العمل الوحدوي التبليغي الجهادي. وكان هذا الجو يتطلب ان أكون أكثر التصاقا بالمجاهدين، وان أؤجل مسألة احياء التراث الى وقت آخر.
الى ان جاءت سنة 1991 حيث هدأت الاجواء الأمنية وعدت الى فكرتي الاولى فعُقدت أول ندوة فكرية في النبطية شارك فيها المؤرخ السيد حسن الامين(رحمه الله)، ومنذ تلك اللحظة بدأت العلاقة مع المؤرخ الأمين، ولا أخفي انني تعلّمت منه الكثير في تجربته الواسعة في مسألة احياء التراث.
وحاولنا في هذا التراث ان تكون الاولوية وقتها لإطلاق العنان لاحياء تراثنا العاملي مباشرة للناس من خلال الندوات والمحاضرات والمقابلات الاعلامية حيث كنت وما زلت اعتقد ان الأكثرية الساحقة لا تقرأ ما في بطون الكتب، لهذا اردنا ان ننقل هذا التاريخ الى الناس مباشرة ومن دون ان يُعفينا هذا من المنحى العلميّ والفكريّ لإحياء التراث فقسّمنا العلماء الى قسمين: عالم له مادة علميّة، وعالم ليس له مادة علميّة لسبب من الأسباب: إما لكونه لم يُول اهتماما للتصنيف أو لأن هذا التراث ضاع بسبب اهمال الورثة او الحروب المتنّقلة على ارضنا من اسرائيلية وغيرها.
وأيا يكن السبب، فان هذا العالم الكبير الذي لا يملك تراثا لا نستطيع ان نفعل له اكثر من مسألة تكريمه والاضاءة على بعض ما يمكن الحديث عنه على مستوى الحضور الفقهي او الاصولي او العلوم المختلفة، من خلال الاشارة الى حضوره العلمي وتجاربه والى اساتذته وتلاميذه. بينما العالم الذي له مادة علميّة يمكن ان نغوص في افكاره وفي رؤاه التي يمتلكها وان نناقشها وان نستفيد من التجربة من خلال مؤتمرات وندوات فكرية”.
مؤتمرات تكريمية
ويتابع الشيخ البغدادي قائلا:” ضمن هذا التقسيم أقمنا المؤتمر الأول في صيدا بداية التسعينيات حول الشهيد الثاني(الشيخ زين الدين الجباعي) وهو من بلدة جباع واستشهد في اسطنبول، تلاه مؤتمر الحرّ العاملي وهو من مشغرة وهو مدفون في مقام الإمام الرضا في ايران وهو صاحب وسائل الشيعة. ثم عقدنا المؤتمر الثالث حول السيد هاشم معروف الحسنيّ وهو من بلدة عيناتا ولكنه مدفون في بلدة جناتا.
وردا على سؤال يقول الشيخ البغدادي:” لا توقيت محدداً يفصل بين المؤتمرات، بل يخضع الامر الى الترتيبات الخاصة بالجمعية”.
ويتابع قائلا:” اما المؤتمر الرابع فكان عن الشيخ علي بن عبد العال الكركي من كرك نوح في البقاع، وهو صاحب كتاب “جامع المقاصد”، وقد اشتهر بالمحقق الكركي ومعروف بلقب الشهيد الثاني. وكان درس في جبل عامل فلقب بالعاملي، وهو لقب يطلق على كل من درس في جبل عامل اي انه لقب علمي وليس مناطقي”.
ويضيف:” درس الكركي في كرك نوح وغادر الى النجف الاشرف، وكان اول عالم شيعي لبنانيّ يصل الى النجف أيام الصفويين. ويُعد فاتح عهد العلماء الشيعة الى ايران، وعلى الارجح ان مخابرات الشاه الصفوي أخرجوه وقتلوه وأخفوا قبره. وقد أقمنا له مؤتمرا كبيرا في قاعة قصر الأونيسكو ببيروت. كما أقمنا مؤتمرا للشيخ محمد جواد مغنية والشيخ عبدالله العلايلي حيث اردنا ان نطل على مشروع الوحدة الإسلامية من خلالهما، وخصوصا ان هذين العالمين يلتقيان على مشروع واحد هو اللغة والأدب والتطور اللغويّ والوحدة وغيرها الكثير”.
ويتابع الشيخ البغدادي فيقول:” وبمناسبة تحقيق وطباعة الاثار العلمية للشهيدين الأول: الجزيني(ت: 786 هـ في دمشق) والثاني الجباعي(ت: 960 هـ في اسطنبول)، أقمنا مؤتمرا دوليّا كبيرا شارك فيه العديد من الشخصيات من العالم الإسلامي، وقمنا بطباعة ابحاث المؤتمر في جزئين من 48 بحث. ومن ثم أقمنا مؤتمرا حول الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الصمد الحارثي الهمداني الجباعي المعروف بالبهائي والذي امتد على مدى أربعة ايام، حيث تنّقل ما بين بيروت والجنوب والبقاع.
وعن الجديد في عملية التكريم؟ يقول:” اليوم هناك تحضير لمؤتمر جديد عن السيد محسن الأمين في اطلالة على المنهج الفكريّ الإصلاحي للمرجع الامين”.
وهل تقتصر نشاطات الجمعية على تكريم العلماء الشيعة؟
” لا مانع لدينا ان يكون لنا نشاط عن العلماء السنّة، ولا مانع من التكريم علما أننا كرّمنا الشيخ عبدالله العلايلي”.
ولكن هل تكرّمون من هم على يسار السنّة من العلماء؟
“نحن ننظر الى الجهد والتراث العلميّ للشخصية، ونترك القضايا السياسية لخصوصيات هو يفهمها عندما لا تكون الشخصية المكرّمة معاصرة. ونحن كرمنا بعض العلماء الذين نختلف معهم على المستوى السياسي كالشيخ محمد مهدي شمس الدين”.
احتفالات وتكريمات
ويضيف الشيخ البغدادي قائلا:”وهناك ندوات علمية واحتفالات على مختلف المناطق بين الجنوب وبيروت والبقاع حيث كرّمنا العديد من العلماء، وأقمنا احتفالات للسيد عبد الحسين شرف الدين. وساهمنا في المؤتمر التكريمي الذي أُقيم للسيد عبد الحسين شرف الدين في الاونيسكو وفي صور في الكلية الجعفرية على إثر طباعة موسوعة السيد شرف الدين. وكنا نقيم كل عام ندوة فكرية حول مؤتمر وادي الحجير”.
هل قمتم بتكريم علماء أحياء؟
” نعم، كرّمنا الى الآن الشيخ بدرالدين الصايغ، والشيخ محمود فرحات قبيل وفاتهما، كما كرمنا السيد عبدالله شرف الدين أطال الله بعمره”. وكرمنا الشيخ حسين زغيب المعروف بشمس العراقين أي (العراق والشام) وهو المدفون في بلدة يونين البقاعية وهو صاحب كرامات وله حوزة علميّة ودرس على السيد علي ابراهيم لمدة 12 عاما”.
“وتُعد حوزته أول حوزة علميّة في بلدة كوثرية السيّاد الجنوبية بعد نكبة الجزار التي طالت كل المكونات الدينيّة في جبل عامل حيث قتلت وشرّدت واحرقت المكتبات على مدى ثلاثة ايام”. كما أقمنا احتفالا تكريميا للسيد علي ابراهيم والشيخ حسن قبيسي”.
علما ان الحوزة (المدرسة الدينيّة في كوثرية السيّاد) خرّجت العديد من العلماء كالشيخ حسين اليونيني والشيخ عبدالله نعمة صاحب الحوزة العلميّة في جباع، وكرّمنا السيد مهدي ابراهيم جدّ السيد كاظم ابراهيم في الدوير، ووالده السيد حسن ابراهيم في أنصار. كما كرّمنا الشيخ موسى قبلان جدّ الشيخ عبد الأمير قبلان، وكرّمنا السيد عبد الحسن نورالدين والسيد عبد المحسن فضل الله، والشيخ سلمان العسيليّ في أنصار صاحب الكرامة المشهورة”.
ندوات فكرية
“وأقمنا ندوات فكرية بمناسبة تغييب الإمام موسى الصدر وموسم الحج وذكرى عدوان تموز”.
كيف تغطوّن نفقات هذه التكريمات؟
بما ان هذا الجهد هو ضمن اطارعمل حزب الله، فبطبيعة الحال فإن عملنا هو ضمن أُطر الحزب، ويقع ضمن المصروفات المعتمدة في الحزب.
ما هو هدفكم من عمليّة التكريم؟
” الهدف هو إحياء التراث وحفظه، خصوصا اننا نسعى الى توثيق عملنا في (موسوعة علماء الشيعة في لبنان)، حيث سيخرج الجزء الأول الى النور من هذه الموسوعة قريبا، ونحن نعمل على الشخصيّات مع فريق مختص، وطبعا سنطل على الحقبات السياسيّة التي مرّ بها هؤلاء العلماء، وعلى حياتهم السياسية والتبليغية والإرشادية، وفضّ الخصومات والإرشاد وسنوثق لكل عالم من العلماء، وسنجمع المصادر الموجودة مع تنقيحها وتصنيفها، اضافة الى ما يمكن اخراجه من مسموعات ومشهورات”.
وختم الشيخ البغدادي، رئيس جمعية الامام الصادق لإحياء تراث علماء جبل عامل بالاعلان عن الموقع الإلكتروني الخاص بالجمعية الذي سيطل قريبا وهو: www.toorath.net.

السابق
انفجار حافلة في تل أبيب ومعلومات عن 20 اصابة
التالي
ذكرى عاشوراء… تتشح مناطق إحيائها بالأسود