قاسم اسطنبولي: القضايا الإنسانية أوصلتني الى العالميّة

قاسم إسطنبولي ممثل ومخرج مسرحي لبناني لقب بفنان القضية لأنه يعبر عن الواقع العربي في جميع المناسبات. والمسرحيات التي قدمها عبر جولاته العربية والأوروبية، ومشاركته في مهرجانات عربية وعالمية ولأهتمامه بالقضية الفلسطينية والقضايا الانسانية.
هو خريج الجامعة اللبنانية، لا زال في ريعان الشباب يقول:"انا سعيد في حياتي وتجربتي رغم كل الصعوبات، ووصلت الى 1% مما أريد، فالطريق ما زال طويل" وعلينا التعلم من التجارب بمختلف الاساليب والمدارس المسرحية. انه ابن مدينة صور قاسم اسطنبولي. ماذا يقول لـ(شؤون جنوبية) عن أعماله؟
• من هو قاسم اسطنبولي؟ وكيف يعرّف القرّاء على نفسه؟
(شركة مسرح اسطنبولي) شركة عربية تهتم بمختلف الفنون، أسستها في لبنان عام 2006 وتعتمد في عروضها على الفضاء المفتوح أي مسرح الشارع ومسرح الشنطة. اما مسرحياتي فهي:
مسرحية "نزهة في ميدان المعركة": وهي عن الكاتب الاسباني فرناندو آرابال، تحكي الحرب الاهلية اللبنانية، قائمة على المدرسة العبثية والـblack comedy وحاصلة على جائزة في مهرجان الجامعات الثاني من وزارة الثقافة 2009 على مسرح الأونيسكو في بيروت، وشاركت ومثلت لبنان في مهرجان نقابة الفنانين- اللاذقية 2010 في سوريا، كما وقدمتها في الساحات والمسارح وفي ساحة الشهداء في بيروت بذكرى الحرب الأهلية 13 نيسان 2009.
مسرحية "قوم يابا": مونودراما تتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني قبل العام 48 وحتى يومنا الحاضر، للكاتب الفلسطيني سلمان الناطور. يندرج هذا العمل ضمن مسرح الشارع ومسرح الشنطة، وقد بدأت عرض المسرحية أثناء العدوان على غزة، وذلك في الشوارع والساحات العامة وأمام السفارة الاميركية في عوكر وفي المخيمات الفلسطينية والجامعات في لبنان وسوريا. كما وعُرضت في مهرجان دعم غزة 2008 على مسرح دوار الشمس، ومهرجان يوم الارض 2010، وبذكرى النكبة في مدريد وفي جولة بين باريس وغاليسيا .
مسرحية "هوامش": من إنتاج مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب، وتحكي حياة المرأة في العالم العربي للحد من تهميش المرأة والعنف ضدها. وتعالج المسرحية المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعاني منها المرأة وأسباب وأشكال ونتائج العنف ضد المرأة. عرضت ضمن حملة "لا للعنف" في المناطق والبلدات في لبنان، وعلى مسرح بابل بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في بيروت.
مسرحية "محكمة الشعب": وهي محكمة صورية عرضت بالشارع على كورنيش عين المريسة للمطالبة للمرأة بالجنسية لزوجها وأولادها ضمن حملة جنسيتي 2009.
مسرحية "تجربة الجدار": تعتبر أول عمل عربي يمثل لبنان والعرب والشرق الاوسط في مهرجان الماغرو 2011, منذ 34 سنة من تاريخ تأسيسه، هذا وقدمتُ المسرحية في ألماغرو بحضور اسباني وعالمي واخترت قصيدة خليجية من القرن السابع عشر لحمد بن علي بن حمد بن هادي آل جابر ألمري، وعملت على دمجها ما بين المسرح والرقص والموسيقى العربية، حيث تظهر فيها سمات العرب والفروسية والصوفية، بالإضافة إلى جدلية الوجود والمفاخرة والغزل والعادات والتقاليد، ونقل الحضارة العربية بشكل معاصر من خلال الرقص الدرامي والموسيقى العربية، والذي إعتبره النقّاد عملا فريدا كونه العمل الوحيد الذي عُرض خصيصاً للمهرجان وباللغة العربية.
مسرحية "زنقة زنقة": قدمتها كلوحة غضب أمام السفارة المصرية، وأمام بيت الامم المتحدة في بيروت. من ثم قدمت "زنقة زنقة في الشوارع" وهي مسرحية تتحدث عن الثورات العربية، عرضت على مسرح بابل في بيروت وفي عدد من البلدان العربية. ولقد تم الحديث عنها في وسائل الاعلام العربية وكتبت عنها الصحف العالمية .
مسرحية "البيت الأسود" :عُرضت على مسرح الأونيسكو في بيروت ضمن المهرجان المسرحي الذي تنظمه وزارة الثقافة اللبنانية للمدارس والجامعات 2012، المسرحية مقتبسة عن (بيت بيرناردا ألبا) للكاتب الأسباني لورك.
مسرحية "الجدار": عرضت في مهرجان كوينكا مؤخراً. المسرحية عبارة عن مونودراما باللغة الاسبانية وتتحدث عن الجدار العازل والفاصل بين الشعوب على مختلف الأصعدة، والدوافع والتأثيرات السلبية وانعكاساتها بين الجدار الوهمي والحقيقي في الحياة البشرية، والحلم الدائم في كسر وتحطيم الجدار عند الانسان. كما وشاركت في بعض المسلسلات المحلية كـ(الغالبون) و(فوييه ألبير)، وبعض الأفلام منها (هلأ لوين) و(33 يوم).
• ماذا تسمي مسرحك المتنقل على الرصيف؟
أنا أعبّر عن رأي الناس من خلال المسرح، فمسرحي هو مسرح الناس، واخترت هذا المجال بكل قناعة، رغم الظروف المعيشية الصعبة. فاختيار هذه المهنة يعني اختيار الفقر. بدايتي كانت في الشارع بين الناس وما زلت ممثل شارع وبين الناس. فأنا لم آت من التلفزيون. عالجت بالكوميديا السوداء ما أريد قوله حيث تدرّجت، بنظر الصحافة من شاب الى طالب الى ممثل. ومعيار الفن ليس بالضرورة معيارا للشهرة، لأنه لديّ اسلوبي الخاص وتوجهيّ الذي أقدّمه. والفضل لعائلتي وللناس اللذان جعلاني أفكر في الفن ولكل فريق العمل الذي شارك في اعمالي المسرحية في لبنان وخارجه.
• تتناول قضايا وطنية وانسانية، هل لا زال المسرح الحامل لهموم الناس مطلوبا؟
أردت من خلال العروض التي قدّمتها أن أنقل ثقافتنا وهويتنا والبعد الانساني ورسالة السلام بطريقتي .
• من يدعمك من الجهات الفنية أو السياسية؟
لا أحد ولست بحاجة الى أحد. قدّمتُ عروضا محلية وعربية واوروبية ورغم الاعباء المادية التي تحملتها احاول تمثيل العرب الذين لم يقدموا لي قرشا. اشتغلت باللحم الحيّ وانتجت مسرحياتي. كل هذه المسرحيات انتجتها بنفسي. وانا اقول ان الفن لكل الناس. اردت تغيير صورة المقاوم الذي صُور انه رفيق العنزة والبقرة. اما انا فأردته ان يكون طالبا جامعيا آت من كلية العلوم كما هي الحقيقة التي شاهدناها في تموز 2006، من خلال مسرحية عرس النصر ومشكلتي مع بعض المؤسسات الداعمة للفن انها عبارة عن عصابات تدّعي المقاومة.
• ما هو رأيك بمسرح الشانسونييه الذي يتعاطى السياسة من باب الهزل؟
يعطيهم العافية. انه نوع من المسرح. كل واحد يعمل أكون سعيدا لأجله، وهذا النوع من العمل يطلبه الجمهور، نحن في لبنان بحاجة الى حراك مسرحي بمختلف الانواع والاشكال علما أن مؤسسات الدولة غائبة ووزارة الثقافة في غيبوبة. علما ان لكل محطة في لبنان طباخيها وسياسيها ومنجميها ومنكتيها.
• هل هناك مناقشات بعد العروض في الدول الاوروبية؟
بعد أحد العروض في اسبانيا أجريتُ مناقشة مع الجمهور قلت فيها اننا لا نملك ثقافة الكراهية ولسنا عنصريين، ولا مشكلة لدينا مع أحد، الا مع من احتل ارضنا. فمتى خرج هذا المحتل لن يعود لدينا مشكلة معه ومن حقنا أن نقاومه بمختلف الوسائل".
• لماذا لم تُعرض مسرحياتك على التلفزيونات المحلية، كما هو حال بعض المسرحيات؟
المسألة تحتاج الى علاقات. وانا لا ادّق باب أحد. العديد من مسرحياتي عرضت في نشرات الأخبار، أي أن العمل يفرض نفسه بنفسه في كل الميادين.
• ما هو أحدث عمل تعرضه اليوم؟
أنا بصدد فتح محترف لي في مدينة صور يحوي جميع الفنون، ويكون ذا حراك ثقافي. فمدينة صور تفتقر الى مسرح. للأسف يجب ان نحارب لتغيير الذهنية الموجودة. وانشاءالله في شهر(تشرين الاول) سأقدّم مسرحية في الجزائر بمناسبة خمسينية الثورة الجزائرية. وأخرى في تشيلي في (كانون الثاني) 2013. ومستقبلا عندي مسرحية (فخامة الرئيس) سأعرضها بعد العودة من الجزائر.
• ختاماً ماذا تقول؟
رسالتي تتلخص بأني: "أنقل ما أريد بلغة إنسانية عالمية لتصل الى مسامع العالم كله". وأشكر كل فريق عمل مسرح اسطنبولي، وكل من وقف الى جانبي.
  

السابق
سليمان: الحوار يبقى الطريق الآمن ضد الاخطار
التالي
جريصاتي: هناك اشارات إيجابية بالنسبة للافراج عن سائر المخطوفين اللبنانيين