السفير: توقعات بالإفراج عن أحد مخطوفي سوريا تجار الفدية.. أحرار!

بقي الملف الامني في غرفة العناية المركزة، في ظل حماسة رسمية نظرية للتصدي للفلتان الذي يضرب لبنان كله، ويصيب مواطنين أبرياء، بالاضافة الى عسكريين لا ذنب لهم سوى قيامهم بواجبهم وآخرهم الرائد الشهيد عباس جمعة، فيما بقي تعرض موكب النائب ميشال عون لإطلاق نار في صيدا في دائرة التجاذب السياسي بين مؤكد للحادثة ومستبعد لها.
في هذه الأثناء، لم تسجل بورصة الخطف، أمس، أية أسماء جديدة، علما أن لائحة المخطوفين الذين حررتهم "الفدية المالية"، تجاوزت الثلاثين "محررا" في منطقة البقاع وحدها، وكان آخرهم محمد باسل الميس الذي وضعه خاطفوه فجأة في احدى مغاور ضهر البيدر!
ولعل المفارقة اللافتة للانتباه أن التحريات التي تجريها جميع الأجهزة الأمنية تؤكد معرفتها بهويات الخاطفين وامتلاكها بصماتهم وأسماءهم وصورهم جميعا، وبينهم "رؤوس كبيرة" تسرح وتمرح وليس من يحاسبها. ويطرح ذلك سؤالا كبيرا: هل هذه العصابات أقوى من الدولة؟

"لا أحد أقوى من الدولة" يقول وزير الداخلية مروان شربل، رافضا أي اتهام للدولة والقوى الأمنية بالعجز، ويضيف: "ليس مقبولا استمرار الوضع الراهن، وثمة خطة أمنية مشتركة بين الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي قد بوشر بتنفيذها وستستمر سواء حصلت أعمال خطف أو لم تحصل، حتى توقيف جميع المتورطين"، ويقول لـ"السفير": "سنتحرك فوراً للتصدي لأي طارئ ولن نتهاون مع أحد".
وقال مرجع أمني لنا ان الجيش وقوى الامن الداخلي وسائر الاجهزة الأمنية هم في حالة استنفار كاملة لمعالجة موضوع الخطف، ووضع حد له، خاصة بعدما بلغ حدا لا يمكن السكوت عنه أو التغاضي عنه. وأضاف: "اتخذت إجراءات من ضمن خطة أمنية غير معلنة، يندرج في سياقها تنفيذ مداهمات لإلقاء القبض على الرؤوس الكبيرة التي تدير أعمال الخطف، وتهدد أمن الناس".

وأكد المرجع أن الدولة اللبنانية بكل أجهزتها تسعى ايضا للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في سوريا.
وفي هذا الاطار، أعلنت "هيئة علماء المسلمين" في لبنان، في بيان لها، قبيل منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء، أنها تلقت "معلومات شبه مؤكدة بأن انفراجاً قريباً جداً يُنتظر حدوثه في ملف المحتجزين اللبنانيين في سوريا بحيث يتم الإفراج عن أحدهم في الساعات القليلة المقبلة".
وقال عضو "الهيئة" الشيخ سالم الرفاعي ان المخطوف الذي سيُفرج عنه هو عوض ابراهيم.

سياسيا، تحرك المشهد الداخلي، امس، على إيقاع القمة الروحية الاسلامية المسيحية التي انعقدت في بكركي وإطلاقها تحذيرات من تداعيات "الانهيار الكبير" اقتصاديا، وكذلك على إيقاع "حبل الود" الذي ربط فجأة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "كتلة المستقبل" فؤاد السنيورة ولكن من دون أن يضيّق مساحة الخلاف السياسي بينهما حيال العديد من الملفات والعناوين المحلية والاقليمية، وخصوصا ما يتصل بالملف السوري.
واذا كان اللقاء بين بري والسنيورة في مقر رئاسة المجلس النيابي في عين التينة، قد نسجت خيوط عقده الاولى، بعيد خطاب بري في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر في النبطية في 31 آب الماضي، وبإرادة مشتركة من الطرفين، فإن حصوله على "مائدة الخبز والملح"، أتاح فرصة تظهير رغبة مشتركة "في كسر حدة الخطاب الداخلي وتنفيس الاحتقان والحرص على التواصل للحفاظ على الاستقرار وحماية السلم الأهلي".   

السابق
الأخبار: لقاء بري ـ السنيورة : اتفاق على إنهاء القطيعة
التالي
النهار: جسور سياسية تواكب ورشة قانون الانتخاب التنقيب عن الغاز: أرقام طموحة لـ 99 سنة