اللواء: وفد أمني إلى أنقره اليوم وأنباء سارة عن اصطحاب المخطوفين

يستعد لبنان خلال الشهر المقبل لجملة استحقاقات تتصل بموقعه ودوره، بدءاً من تسلم رئاسة مجلس الجامعة العربية لستة اشهر السبت المقبل، مروراً باستقبال البابا بنديكتوس السادس عشر وصولاً الى المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة نهاية ايلول، في وقت وصل فيه الرئيس ميشال سليمان الى طهران لترؤس وفد لبنان لمؤتمر دول عدم الانحياز.
وفي سياق الاستعداد هذا، تقدمت قضية المخطوفين والمفقودين والرهائن اللبنانيين وغير اللبنانيين الى الواجهة ضمن اكثر من تدبير من هيئة المخفيين قسراً، الى مواصلة الاتصالات مع الجانب التركي لانهاء الخطف والخطف المضاد، سواء بالنسبة للبنانيين العشرة، او المواطن التركي والمخطوفين السوريين عند عشيرة آل المقداد.

وفي هذا الاطار، علمت «اللواء من مصدر موثوق به ان وفداً امنياً سيتوجه الى انقرة اليوم في مسعى جدي لوضع اللمسات الاخيرة على صفقة تبادل المخطوفين اللبنانيين والتركي والسوريين.
ولم يستبعد المصدر ان يعود الوفد الامني مصطحباً معه المخطوفين العشرة، او على الاقل بعضهم.
وكشف وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل لـ«اللواء" ان الاتصالات مستمرة مع الجانب التركي، وان التواصل لم ينقطع منذ زيارته الاخيرة مع الجهات الامنية التركية.
وقال انه متفائل جداً حيال قضية المخطوفين اللبنانيين، متوقعاً اخباراً سارة خلال الايام القليلة المقبلة.
واضاف: انه بعد الانتهاء من عودة المخطوفين، فإن الجهود ستتركز على تحقيق مصالحة في طرابلس، وان كل الامكانات ستوضع من اجل التوصل الى هذه النتيجة.
ويلتقي الوزير شربل اليوم مع فاعليات منطقة بعلبك – الهرمل لاطلاعها على قرار مجلس الوزراء بتخصيص 45 مليار ليرة لبنانية، مقابل اتلاف محاصيل الحشيشة، بصورة نهائية والاستعاضة عنها بزراعة الشمندر السكري وتربية الماعز والاغنام، وتخصيص عشرة مليارات من هذا المبلغ لانظمة الري والبرك الصغيرة.

ميقاتي
اما بالنسبة لطرابلس، فقد كشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي انه اوعز الى الهيئة العليا للاغاثة بالتحرك فور استتباب الهدوء واجراء مسح شامل للاضرار التي لحقت باحياء في المدينة والمنازل والاماكن العامة تمهيداً للمباشرة بتعويض المتضررين، واجراء الاصلاحات الشاملة، مشيراً الى ان عودة الهدوء ستحرك عملية استكمال المشاريع الانمائية التي كانت بدأت، مجدداً تأكيده على الدعم المطلق للجيش والقوى الامنية لضبط الوضع وعدم السماح لاي كان بتغطية الارتكابات، مؤكداً ان القضاء اللبناني باشر بتسطير الاستنابات اللازمة في شأن هذه الاحداث وسواها لردع المخلين بالأمن وتوقيفهم، لافتاً إلى انه تمّ توقيف البعض، ولن يكون هناك أي تهاون في ردع من يريد أن يُعيد التوتر إلى المدينة أو إلى أي مكان آخر من لبنان.
وأشار إلى أن ملف المفقودين اللبنانيين خلال الحرب كان دائماً موضوع متابعة منه من أيام حكومته الماضية، لافتاً إلى أن وزير العدل سيواصل متابعة هذا الملف، وسيكون أمام مجلس الوزراء قريباً صيغة معدلة للهيئة الوطنية المستقلة للمخفيين قسراً.
وقال الرئيس ميقاتي انه إذا كانت الظروف المعروفة أدّت إلى عدم التسرع في اتخاذ الإجراءات بحق بعض المخالفين، فهذا لا يعني على الإطلاق أن الدولة لن تقوم بواجباتها ولو بعد حين، وأن يد الدولة ستبقى هي الطولى، وكل الإجراءات والتدابير الضرورية ستتخذ لا سيما على صعيد توقيف المخلين بالأمن.

واللافت أن مجلس الوزراء الذي اجتمع قرابة الرابعة بعد الظهر لم يصله خبر إطلاق النار الكثيف الذي سمع في محيط السراي ومنطقة الخندق الغميق، الا من وسال الإعلام كما قال الوزراء، علماً أن هذا الرصاص أطلق ابتهاجاً بتخلية سبيل الموقوف وسام علاء الدين المتهم بالاعتداء على محطة تلفزيون «الجديد قبل نحو شهرين، مقابل كفالة مادية قدرها مليون ليرة، وقد أدى إطلاق النار إلى إصابة أحد عناصر إطفاء بيروت.
يُشار إلى أن إطلاق علاء الدين جاء اثر إسقاط «الجديد دعوى الحق الشخصي التي كانت رفعتها اثر الحادثة في حقه.
وناقش المجلس التقرير الذي رفعته وزارة الخارجية حول الحدود البحرية، في حضور مدير عام النقل البري والبحري عبدالحفيظ القيسي واللواء عبدالرحمن شحيتلي، وعندما تبين أن لدى الوزراء استيضاحات لا يمكن لأحد أن يرد عليها في غياب وزير الخارجية تقرر ارجاء الموضوع الى حين عودته.

تفاهم شيعي
وفتحت مناقشة هذا الموضوع المجال أمام الوزير علي حسن خليل لإعادة تسجيل الموقف الذي كان أعلنه أمام وسائل الإعلام قبل الجلسة، لجهة موقف حركة «أمل
من تشكيل هيئة قطاع النفط، نافياً الخلاف على تسمية العضو الشيعي، ومعاتباً من هم وراء التسريبات التي نفاها نفياً قاطعاً، كما لجهة الموقف من تحديد حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، من خلال تأكيده ان التلزيم يجب ان يشمل كل المناطق اللبنانية، بدءاً من الجنوب.
ولاحظت مصادر وزارية، أن حرص خليل على نفي الخلاف مع «حزب الله، وكذلك الرئيس نبيه برّي امام نواب الأربعاء، وقوله لهم: «خليهم يخيطوا بغير المسلة، يعني ان الثنائي الشيعي تفاهم على اسم هذا العضو، وهذا ما فهمه أيضاً الوزير جبران باسيل، الذي قال مخاطباً خليل: «طالما تفاهمتم فأرجو أن تعطوني الاسم.
وبالطبع لم يجبه وزير أمل الذي كان بالغ الاستياء.
وجزمت المصادر الوزارية، أن الاسم الوحيد الذي لا إشكالية عليه، هو الاسم السني، بحسب تأكيد الرئيس ميقاتي للوزير باسيل، اما باقي الأسماء فعليها إشكالية.
وفي سياق آخر، اكدت مصادر حكومية، ان الرئيس ميقاتي عازم على تفعيل عمل حكومته، وان كل ما تردد عن تلويحه بالاستقالة هو غير صحيح، لانه يعتقد ان المسألة تتعلق بأولوية المرحلة التي تفرض عليه مواكبة التطورات والاستحقاقات الخطيرة التي تواجهها البلاد، وبالتالي فإن اي كلام غير ذلك هو من باب التكهنات، وهذا ما شدد عليه، سواء في الجلسة أو في الاجتماعات الوزارية التي يعقدها في السراي.
ولفتت المصادر إلى ما أعلنه وزير المال محمد الصفدي قبل الجلسة، من ان القطاع العام سيتقاضي نسبة غلاء المعيشة في نهاية ايلول المقبل، مع مفعول رجعي اعتباراً من واحد شباط 2012 دفعة وحدة ومن دون تقسيط، لا يعني الاستغناء عن اقرار سلسلة الرتب والرواتب في الجلسة المقبلة التي ستعقد صباح الاربعاء المقبل في قصر بعبدا، مشيرة إلى ان السلسلة ستمر بموجب التزامات الحكومة مع هيئة التنسيق النقابية، بالرغم من ان نفقات السلسلة لم يتم التفاهم عليها بعد، مشيرة إلى ان الفارق بين كامل السلسلة وغلاء المعيشة يبدأ اعتباراً من 1/7/2012 وان الصفدي اقترح تسديد ثلث الفارق في العام 2012 على ان يسدد في العام 2013 الثلثين وفي العام 2014 كامل السلسلة.  

السابق
النهار: حملة طرد السفير السوري إلى تصعيد الحكومة العائدة تصطدم بالخلاف النفطي
التالي
السفير: بري للتنقيب من الجنوب أولاً