اين كازانوفا من المرأة بعد الزواج ؟

المرأة، جميلة كانت ام قبيحة، قادرة على جذب اي كان بلباقتها وترتيبها وحضورها.. هذه الكلمات كان ليقولها "كازانوفا" لو اتيحت له الفرصة، ولكنه في الحقيقة قال الاصدق "المرأة جميلة قبل الزواج وشديدة القباحه بعده.. وكل ذلك من فعل يديها".

لفتني بالامس، اثناء انتقالي الى مدينتي الجنوبية "صور"، مشهدا أعاد لذاكرتي قول عاشق ومعشوق النساء، وترك في داخلي تساؤلات وحيرة وبت شبه مقتنعة بما قال. امامي على المقعد في الباص، تجلس عائلة تتجه ايضا الى صور، هناك يجلس الرجل وعلى وجهه ترتسم صورة الانزعاج والتافف، تارة من تحرك ولديه، ومع كل نفس لهما يصرخ لاجلاسهم، وتارة من الهواء القادم من النوافذ. الانزعاج الاول، قد يكون طبيعي، خاصة وان الباص ممتلئ بالناس، والفوضى التي يسببها الاولاد، بين الوقوف، والقفز وطلب الماء للشرب، وبين المشاجرة فيما بينهما على كيس "التشيبس"… كل ذلك استمر على طول الطريق، فانزعاج الاب هنا طبيعي، ولكن تطنيش ولامبالاة الام هو المستغرب، فهي اكتفت في كل الشجارات المتقطعة باللعب بشعرها والالتفاف الى النافذة!!

والملفت اكثر الانزعاج الثاني، اي الهواء، حيث سارع الى اغلاق نافذة الباص التي تشرد بها زوجته، ويمتد منها نظرها الى كل ما هو في الخارج، غير مهتمة بمن هم حولها. اغلقها متاففا لان الهواء بعثر شعره!! ازعج الهواء الرجل وبدأ باصلاح ما خربه، فراح يملس بيديه شعره المتطاير، مع العلم أن شعره خفيف، ومن مكان جلوسي يمكن ان تظهر صلعة مستديره الشكل ما يؤكد ان شعره العزيز لا يتحمل الطيران والبعثرة اصلا، والمسكين تعبت يده التي استمر على رفعها بين الفينة والفينة لترتيب شعره وذلك طوال الطريق من بيروت الى صور.

صحيح، من حقه الاهتمام بمظهره الخارجي، والاهتمام بجماله، وشخصيا لم يزعجني هذا التصرف بتاتا، انما ما اثار حفيظتي واستغرابي هي الزوجة التي تهمل شعرها، المعثر وغير المسرح اصلا، لذلك لم تكترث للهواء الذي يبعثر شعرها الطويل المهمل كانها من القرون الوسطى. واكتملت صورة اهمالها لنفسها حين التفتت نحوي بعد ان رن هاتفي لعلها اعجبتها النغمة، فالتفتت وكانت الكارثة الاكبر بوجهها الممتلئ بالسواد تحت عينيها والبقع والحبوب على خديها، وهي لا تضع اي نوع من مستحضرات التجميل.

المسالة هنا ليس بضرورة وضع المكياج، بل باسباب اهمال اكثرية النساء لانفسهن بعد الزواج والولادة، وكأن دورة الحياة توقفت.في حين بقائها عند معظم الرجال.
ورحت اسال نفسي: هل فعلا كل النساء جميلات فقط قبل الزواج والانجاب ام هي بعض الحالات الاستثنائية المبالغة في اهمالها؟

ايعقل ان مسار الحياة يغلب على اولئك النسوة؟ ام ان الضغوط اليومية من طبخ وعمل وتنظيف واسرتها وحماتها وعمها هم السبب؟
وهل كل النساء هكذا ام فقط هي ومن هم امثالها؟ وهل سنصبح مثلها يوما ما؟

لربما الايام القادمة كفيلة في ايجاد الاجوبة، ولكن الاكيد في كل ذلك ان جميع النساء هن جميلات، اما الباقي فهي تفاصيل يقمن بزيادتها للبقاء على ما هن عليه.  

السابق
مناورات اسرائيلية امريكية والهدف ايران
التالي
زهرا: سليمان يقوم بخطوات جبارة رغم كل الظروف