مناورات اسرائيلية امريكية والهدف ايران

كلما اقترب موعد انتخابات الرئاسة الامريكية المقررة في شهر تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل، كلما تصاعدت التهديدات الامريكية والاسرائيلية لتوجيه ضربات جوية لايران بهدف تدمير منشآتها النووية.
الحلقة الاخيرة في هذه التهديدات تسريب انباء عن عزم الدولتين تنظيم مناورات عسكرية هي الاضخم في تاريخهما في شهر تشرين الاول (اكتوبر) المقبل، اي قبل شهر من تلك الانتخابات، يشارك فيها ثلاثة آلاف جندي امريكي الى جانب اضعاف هذا الرقم من الجنود الاسرائيليين.
المناورات هذه تتركز حول كيفية التصدي لهجوم صاروخي ايراني ـ سوري كرد على اي غارات جوية وصاروخية اسرائيلية وامريكية ضد المواقع الايرانية النووية.
اذا صحت هذه الانباء، وهي تبدو صحيحة فان هذا يعني احد امرين:

*الاول: ان تأتي في اطار الحرب النفسية التي تشنها السلطات الاسرائيلية ضد ايران وبلغت ذروتها في الاشهر الاخيرة.
*الثاني: ان تكون هذه المناورات هي آخر استعداد امريكي ـ اسرائيلي تدريبي، قبل اقتراب لحظة الصفر، اي بدء الهجوم على ايران.

كلا الاحتمالين واردان، فالتهديدات الاسرائيلية بالحرب على ايران لم تتوقف طوال العامين الماضيين على الاقل، وذكرت تقارير اخبارية اسرائيلية ان بنيامين نتنياهو وايهود باراك متحمسان لشن هذه الحرب حتى لو عارضتها الولايات المتحدة نفسها، لان امتلاك ايران اسلحة نووية هو بمثابة تهديد وجودي لاسرائيل لا يمكن التسامح معه.
نتنياهو ضم قبل اسبوعين افي ديختر رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي السابق الى المجلس الوزاري المصغر المكلف باتخاذ قرارات الحرب، وكلفه بمهمة اعداد الجبهة الداخلية الاسرائيلية لاي حرب مقبلة مع ايران، بينما انسحب من المجلس نفسه شاؤول موفاز زعيم حزب كاديما لمعارضته مثل هذه الحرب، لما يمكن ان تنطوي عليها من خسائر كارثية.

المسؤولون الايرانيون يتصرفون ببرود شديد تجاه مثل هذه التهديدات الاسرائيلية، والسيد احمدي نجاد الرئيس الايراني هدد برد ساحق في حال اقدام اسرائيل على هذا العدوان، بينما قال السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله ان اسرائيل ستفتح على نفسها ابواب جهنم في حال هجومها على لبنان وذلك في خطابه الاخير.
الاسرائيليون يهددون، ولا يملكون غير التهديد في الوقت الراهن، وهم يدركون حتما ان هذه التهديدات لن ترعب الايرانيين وتدفعهم للتراجع عن طموحاتهم النووية التي يؤكدون ليل نهار بانها ذات طابع سلمي.

لا شك ان الولايات المتحدة قوة عظمى، تملك ترسانة ضخمة من الاسلحة التقليدية وغير التقليدية، والشيء نفسه يقال عن اسرائيل، وان كان بدرجة اقل، ولكن الايرانيين ومعهم السوريون وحزب الله يدركون ان هذه الحرب ستكون آخر الحروب، ولن يترددوا في التصدي لاي عدوان يستهدفهم.

امريكا القوة العظمى احتلت العراق، مثلما احتلت افغانستان. واسرائيل غزت جنوب لبنان مرتين، آخرهما كان عام 2006 ولم تخرج منتصرة في اي منهما.
نحن امام بضعة اشهر قد تغير شكل المنطقة، والامر الوحيد المؤكد ان اسرائيل لن تخرج منها بالصورة التي كانت عليها قبلها.  

السابق
بورتمان تتعرى من أجل الخير
التالي
اين كازانوفا من المرأة بعد الزواج ؟