عاطف مجدلاني: حزب الله هو المايسترو للحكومة

عاطف مجدلاني

رأى النائب الدكتور عاطف مجدلاني ان الحكومة غائبة عن الوعي، وهي حكومة ظل للنظام السوري في لبنان والمايسترو لهذه الحكومة هو حزب الله الذي بسحر ساحر وفي خلال 24 ساعة اوقف مفاعيل الملفات التي كادت تطيح بالحكومة: من ملف اضراب الاساتذة الى ملف سلسلة الرتب والرواتب الى ملف اعتصام صيدا للشيخ الاسير الى مياومي شركة الكهرباء… الخ. ولفت مجدلاني الى ان حزب الله يرى في الحكومة الميقاتية الغطاء الشرعي الدستوري لممارسة قبضته على السلطة في لبنان، خاصة في هذه الظروف الاقليمية الصعبة.
واكد في هذا الحوار مع الصياد ان قوى 14 آذار وتيار المستقبل يعتبرون ان الجيش هو العمود الفقري وانهم مع الجيش لانهم مع الدولة القوية ومع حصرية السلاح بيد الاجهزة الشرعية الدستورية.
والى نص الحوار:
الوضع السياسي والاقتصادي والامني يقلق الناس

اين مسؤولية الحكومة واين مسؤولية المعارضة؟
– كل هذه الملفات التي تشير اليها هي من مسؤولية ومن مهام السلطة التنفيذية، والموضوع الامني هو من اولويات اي سلطة تنفيذية، وبالتالي على الحكومة ان تؤمن رؤية اقتصادية وان تضع خطة اقتصادية تؤمن نهوض اقتصادي وتؤمن فرص عمل وان تسعى لتشجيع الاستثمارات.
اما في الموضوع السياسي فالمسؤولية كبيرة جدا، لان المسؤولية ليست فقط مسؤولية سياسية داخلية، بل هناك ايضا مسؤولية التعاطي مع بقية الافرقاء في الوطن وخاصة التعاطي مع المعارضة. انما ايضا هناك مسؤولية حفظ السيادة اللبنانية، وحفظ الحدود اللبنانية.
ما المطلوب من الحكومة في مجال حفظ السيادة اللبنانية؟
السلطة التنفيذية تتقاعص في اتخاذ قرار سياسي بنشر الجيش على الحدود اللبنانية، خاصة في الشمال وفي البقاع الشمالي، لمنع الاعتداءات السورية على المواطنين اللبنانيين، حيث تشهد المناطق الحدودية اللبنانية – السورية قصفا على الاراضي اللبنانية وهناك خطف وتهديد وقتل للبنانيين. ولقد سقط اكثر من 15 شهيدا لبنانيا جراء هذا القصف، فيما الحكومة اللبنانية غائبة ولا تحرك ساكناً.

موقف رئيس الجمهورية
ولكن كان لرئيس الجمهورية موقف واضح من الانتهاكات السورية للسيادة اللبنانية كما ذكرت؟
– فخامة رئيس الجمهورية، طبعا هو مسؤول عن الوطن وعن الشعب اللبناني، طلب الى وزير الخارجية اللبنانية توجيه مذكرة احتجاج الى السلطات السورية، واذ بوزير الخارجية يرفض تنفيذ توجيه المذكرة ويتواطأ مع سفير النظام السوري القمعي ويفسح له المجال لايام، لتوفير الفرصة للنظام السوري لان يوجه مذكرة احتجاج عبر هذا السفير الى السلطات اللبنانية. وعلى ما يبدو ان النظام السوري اعتاد ان يقلب الحقائق وهناك اكثر من سابقة في هذا المجال، ابتداء من قلبه الحقائق بالنسبة الى الشهود الزور، ومذكرات التوقيف التي اصدرها القضاء السوري بحق مسؤولين لبنانيين سياسيين وعسكريين الخ…
وكان على الحكومة اللبنانية ان تجتمع وتصدر مذكرة احتجاج على الانتهاكات السورية للحدود وللاراضي اللبنانية. من جهة ثانية حصل ان جرى تسليم 14 مواطناً سورياً الى السلطات السورية وبرر الجهاز الامني الذي سلمهم بأن هؤلاء كانوا ينفذون احكاما بحقهم، وبعد ان نفذوا احكامهم رحلوا الى سوريا. وهناك قسم كبير منهم من المعارضين السياسيين، وتسليمهم الى السلطات السورية قد يلحق الاذى بهم لاسباب سياسية. واللافت المؤسف ان رئيس الحكومة يغطي هذا الاجراء وبذلك يخالف معاهدة 1951 ويخالف معاهدة رفض التعذيب التي تحتم عدم تسليم اي شخص لسلطات بلاده، اذا كانت هناك احكام سياسية بحقه. وفي مثل هذه الحالات يمكن ترحيل الشخص او الاشخاص الى بلد ثالث وليس الى بلده.
لماذا لا تطرحون الثقة بالحكومة او على الاقل بوزير الخارجية؟
– حتى الآن ظروف طرح الثقة بالحكومة او حتى بوزير غير ناضجة، وسبق ان حصلت محاولة منذ بضعة اشهر وطرحت الثقة بالحكومة، ولكن الحكومة نالت الثقة بفضل الاكثرية المسروقة التي ما زالت هي اكثرية، ونحن كمعارضة ما زلنا اقلية وليس بمقدورنا ان نجمّع فريقاً او نحقق توافقاً على إقالة او إسقاط هذه الحكومة.

جنبلاط على الطريق
حالياً نلاحظ اشارات من وليد بك جنبلاط غير بعيدة من مواقف المعارضة اي الاقلية؟
– وليد بك على الطريق باتجاه المعارضة المصنّفة اليوم اقلية. لا احد يستطيع ان يشكك بوطنية وليد بك ولا بصراحته وجرأته على اتخاذ القرارات وإعلانها. وانا اعتقد ان الاستاذ وليد جنبلاط يعرف أين يقف ومتى يأخذ القرار.
البعض يقول انه من الصعب تشكيل حكومة في حال ذهاب الحكومة الحالية ما هو تعليقك؟
– باعتقادي ان رئيس الحكومة اصبح على قناعة بعدم جدوى حكومته وبضرورة تغييرها والمجيء بحكومة استثنائية حسبما قال لجريدة الحياة في لندن، حيث دعا الى قيام حكومة استثنائية واذا شئتم سموها حكومة انقاذ… وعلى ما أظن اصبح الرئيس نجيب ميقاتي على قناعة ان حكومته فاشلة، وغائبة عن الوعي وهي ظل للنظام السوري في لبنان.
من يمنع على الرئىس ميقاتي تقديم استقالة حكومته؟
– الفريق الذي طلب منه ان يؤلف هذه الحكومة يمنعه من ذلك. والواضح تماماً ان المايسترو لهذه الحكومة هو حزب الله، وهذا ما نلمسه من خلال مواقف المسؤولين في حزب الله، الذين يعلنون بانهم ليسوا بوارد تغيير الحكومة اليوم وانهم سيحافظون على هذه الحكومة… والجميع لاحظ كيف ان كل المشاكل التي كانت قائمة جرى ايجاد حلول لها بسحر ساحر من اضراب الاساتذة الى سلسلة الرتب والرواتب الى اعتصام الشيخ الاسير، الى المياومين… كل هذه المشاكل التي كانت بوجه الحكومة وكادت تطيح بها حلّت بظرف 24 ساعة.
من هو الساحر؟
– انه حزب الله الذي شعر بان الامور اذا استمرت على ما كانت عليه فالحكومة ساقطة من دون شك وهو لا يريد سقوطها، فاعطى الاشارة لحل المشاكل على طريقته.
برأيك لماذا حزب الله متمسك بهذه الحكومة؟
– اعتقد ان حزب الله يتمسك بهذه الحكومة لانها الغطاء الشرعي الدستوري لممارسة قبضته على السلطة في لبنان. وهو يريد السلطة خاصة في هذه الظروف الاقليمية، وخاصة الظرف السوري الذي يشكل ارباكاً ل حزب الله، لان الحزب وضع نفسه في موقع المدافع عن الظالم ضد المظلوم، وهو الذي كان يقول دائما على لسان الخطباء عنده انه مع المظلومين ضد الظالمين وانه مع المحرومين… واذ هذا الحزب هو اليوم مع السلطة القمعية المجرمة التي تنكل بشعبها.

الهجوم على الجيش
هناك انتقاد لقسم من نواب 14 آذار لهجومهم المركز على الجيش كيف تقبلون بالتعرض للجيش الذي يرعى ويحمي السلم الاهلي بعيدا عن التأثيرات السياسية؟
– ليس هناك هجوم مركز على الجيش. واضح تماماً اننا في تيار المستقبل نعبر عن مواقفنا من خلال بيانات تصدر عن كتلة تيار المستقبل، وتعلن مواقف 14 آذار الامانة العامة لقوى 14 آذار. نحن مع الجيش اللبناني لاننا مع الدولة اللبنانية ومع اجهزتها الشرعية وعلى رأسها مؤسسة الجيش، وإن حصلت انتقادات تكون كرد فعل على امور معينة، نتيجة ممارسات بعض الاشخاص، ولا يجوز ولا بأي شكل من الاشكال تعميمها على الجيش. نحن نحترم الجيش اللبناني ونريده جيشاً قوياً لانه العمود الفقري للدولة القوية القادرة.
لسنا نحن من هو ضد الجيش، واذا راجعت المواقف وخاصة فريق 8 آذار وبوجه التحديد موقف حزب الله والتيار الوطني الحر ترى انهما هما من يقوّض سلطة الجيش، وهما ضد تقوية الجيش من احداث مار مخايل الى الخط الاحمر امام الجيش في نهر البارد، الى قتل الضابط الطيار سامر حنا الى منع الجيش من دخول المناطق التي يسيطر عليها حزب الله عندما تحصل انفجارات، وكلها انفجارات قوارير غاز، او عندما حاول الجيش اللبناني ملاحقة مهربي مخدرات في البقاع ودخلوا الى احدى القرى هناك وحاول الجيش دخولها، واذ ب حزب الله يقف بوجه الجيش ويمنع دخوله الى القرية لمتابعة ملاحقة مهربي المخدرات. هذا ما يسهم في اضعاف الجيش وهيبته وقدرته.
نحن من اعطى الضوء الاخضر ليدخل الجيش الى مخيم نهر البارد، واهل الشمال هم من حضنوه ودعموه معنوياً ومادياً، وهم من اعطوا الجيش العديد من الشهداء الذين سقطوا في نهر البارد، واغلبهم من عكار، ونحن لا يمكن ان نكون الا مع الجيش اللبناني ومع جيش قوي وقادر… الفريق الآخر لا يريد جيشاً قوياً وقادراً، ونظام الاسد لا يريد الجيش اللبناني قوياً وقادراً والا لماذا عندما كانت سوريا موجودة في لبنان ايام حافظ الاسد ومن ثم في عهد بشار الاسد لم تسلح الجيش اللبناني، وراحت تسلح فئة من اللبنانيين باعتراف أمين عام حزب الله الذي قال السلاح والصواريخ جاءت لهم من سوريا… ولماذا لم يعمل النظام السوري على تقوية الجيش اللبناني ولماذا سلح فئة محدودة وحزبا مذهبيا محدداً، لكي يسيطر على الدولة…

الانتخابات النيابية
الحكومة تدرس اليوم مشروع قانون للانتخابات هل سيبصر هذا القانون النور قبل استحقاق الانتخابات النيابية في الصيف المقبل؟
– هناك عدة طروحات وعدة آراء وانا اعتقد ان هناك طرحين، الاول يقول بالنسبية اما بدوائر كبرى واما بدوائر متوسطة، وهناك طرح يقول بنظام اكثري ودوائر صغرى، وفريق ضد الطرح الاول وآخر ضد الطرح الثاني ولذلك لا أعرف اذا كان سيُنجز قانون جديد للانتخابات قبل الموعد القانوني.. وشعوري انه سيبقى القانون المعمول به حاليا.
من دون تعديل او تجميل كما يشير البعض؟
– ممكن تجميل القانون الحالي ولكن انا اعتقد ان النقطة الاساس والاهم هي حق المغتربين بالانتخاب، لان اي قانون لا يقر فيه حق الاقتراع للمغتربين يمكن الطعن فيه، ولذلك، الموضوع ليس بسيطا فهو معقد وعلينا ان ننتظر لنرى المشاورات الى اين ستصل.. وحتى نحن كفريق 14 آذار لم نعط بعد الصيغة التي نراها الانسب والافضل للبنان ولصحة التمثيل، ولا تتعارض مع اتفاق الطائف، لاننا نحن ملتزمون اتفاق الطائف وتطبيقه.

الرهان على سوريا؟!
يقال ان قوى 14 آذار تراهن على سقوط النظام السوري قبل موعد الانتخابات النيابية في لبنان في الصيف المقبل؟
– نحن لم نراهن مرة على عامل خارجي لاخذ موقف معين او لطرح اي قانون يخص الداخل اللبناني والوضع السياسي العام في لبنان. في العام 2005 بعد الزلزال الذي ذهب ضحيته الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الكل قال اننا معتمدون على الغرب وعلى اميركا وتبين ان اميركا والغرب ما كانا معنا، ولكن العالم كله غير موقفه عندما شاهد مليون ونصف مليون لبناني في ساحة الشهداء، وكان هناك تأييد معنوي لقوى الحرية والديمقراطية الممثلة بقوى 14 آذار. واليوم نحن لا نراهن على اي عامل خارجي، بل نراهن على الوضع الداخلي، ونرى ان الحكومة القائمة تأخذ لبنان نحو الهاوية والتدهور الامني والاقتصادي والسياسي، ولذلك نطالب باقالتها او استقالتها، وتأليف حكومة انقاذية من ناس غير مرشحين للانتخابات، حكومة تشرف على الانتخابات بشكل حيادي وتحظى بتوافق. لذلك نحن لا ننتظر اي وضع في سوريا كما اننا لم ننتظر عندما كان نظام الاسد هو الاقوى في المنطقة وكنا ضده. وليس همنا ان يذهب نظام الاسد او يبقى، فيوم كان في وهجه كنا ضده.
نحن طبعا مع ثورة الشعب السوري لاننا على قناعة بأنه من حق اي شعب ان يقرر مصيره بنفسه ومن جهة ثانية نحن نطالب بانتشار الجيش على الحدود لتلافي اي تداعيات سلبية على لبنان من الوضع السوري الداخلي. اما الوضع السياسي الداخلي في لبنان فلا يخضع لاي تغيُّرات سورية او اقليمية.
بالنسبة لمشروع الموازنة الذي وضعته الحكومة هل سيمر في مجلس النواب برأيك؟
– الحكومة لم تضع مشروع موازنة، وضعت فاتورة لا اكثر ولا اقل.. ما من مسؤول عن بلد يقدم مشروع موازنة بهذا الشكل، لا يمكن تسمية هكذا ورقة موازنة.
وماذا عن مصير الحوار الوطني؟
– في هذا الموضوع اولا احيي موقف فخامة رئيس الجمهورية، الذي في اكثر من مناسبة كان واضحا في فكره وفي رؤيته للبنان المستقبل، وخاصة في خطاب عيد الجيش، حيث قال: لا شراكة بالامن وبالسيادة. وحصرية السلاح بيد الدولة. هذا الموقف نحن نعتمده ونحن مع فخامة الرئيس مئة بالمئة، وهو المسؤول عن الوطن وعن الشعب وليس موقف صادر عن شخص فئوي وعنده مصالح شخصية، فلذلك وضع جدولا لطاولة الحوار محصورا بنقطة هي الاستراتيجية الدفاعية والسلاح غير الشرعي وعلى رأس هذا السلاح سلاح حزب الله.
اليوم وبعدما صدر عن حزب الله عدة تصاريح طلع اخيرا باستراتيجية التحرير، وفي الماضي طلع بشعار الشهود الزور… والسؤال: هل حزب الله يريد تحرير القدس؟ ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟ اذا كان الامر كذلك فليقل لنا حزب الله او ليحدد لنا المناطق اللبنانية المحتلة وبالتالي المناطق السورية.. نظام بشار الاسد اليوم وقبله نظام والده حافظ الاسد يرفض ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا. وهل نحن قادرون على تحرير تلك المناطق على يد حزب الله، وهل لبنان يريد خربطة القرار 1701؟ وهل قادرون على تحمل نتائج ذلك؟ اليس الهدف من طرح الاستراتيجية التحريرية تعطيل طاولة الحوار لمنع البحث بالاستراتيجية الدفاعية، اليس الهدف الحفاظ على السلاح ومن ثم المطالبة بمكتسبات سياسية، واذا ربطنا طرح الاستراتيجية التحريرية بما دعا اليه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله المؤتمر التأسيسي نضع علامة استفهام كبيرة ونسأل: هل يريدون ثمن سياسي كبير لسلاح حزب الله؟
هل من جديد بالنسبة للتحقيق في محاولتي اغتيال الدكتور سمير جعجع والنائب بطرس حرب؟
– وضعنا في بيان لقوى 14 آذار ثلاثة شروط للعودة الى طاولة الحوار الاول تحديد موضوع الاستراتيجية الدفاعية كجدول اعمال، والالتزام بهذه النقطة الثانية تسليم حركة الاتصالات الى الاجهزة المختصة لملاحقة المخططين والمنفذين لاي محاولة اغتيال، وهنا نشكر رئيس الجمهورية الذي مارس ضغطا كبيرا على الحكومة حتى اخذت القرار وسلمت حركة الاتصالات الى الاجهزة الامنية. النقطة الثالثة هي تسليم المشتبه به بمحاولة اغتيال الشيخ بطرس حرب محمود حايك الى القضاء اللبناني لاستجوابه، وبعد تحقيق هذه النقاط لا مانع عندنا من الجلوس الى طاولة الحوار برعاية رئيس الجمهورية!  

السابق
ترحيل السوريّين عن لبنان 
التالي
منفذيّة حاصبيا في «القومي» تخرّج مخيّماً للأشبال