تيرزي: لبنان عنصر أساسي للشرق ويجب أن يكون مستقرا

إستقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرتزي دي سانتا أغاتا بعد ظهر اليوم في السرايا، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، السفير الإيطالي جيوسيبي مورابيتو، الوفد المرافق للوزير الايطالي ومستشار الرئيس ميقاتي جو عيسى الخوري. وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، وشكر الرئيس ميقاتي الوزير الايطالي على التعاون القيم بين إيطاليا ولبنان وعلى المساعدات التي تقدمها ايطاليا للبنان لا سيما التزامها القوي بقوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان. كذلك تم التأكيد على متابعة العمل من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية بين لبنان وايطاليا.

مؤتمر صحافي
في ختام الاجتماع، عقد الوزير الايطالي مؤتمرا صحافيا قال فيه: "اولا أود أن اتقدم بجزيل الشكر من السفير الايطالي على مقدمته، وايضا أشكر اللبنانيين على الاستقبال الاستثنائي بدءا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية. أنا هنا اليوم للتأكيد على ان ايطاليا قريبة جدا من لبنان ومن الاصدقاء اللبنانيين في هذا الوقت الحرج جدا والحساس.

الرسالة التي أحملها، بإسم الحكومة الايطالية، هي ان لبنان يجب ان يكون مستقرا لانه عنصر اساسي للشرق الأوسط ، كذلك فان إعادة إطلاق الحوار الوطني، بمشاركة مختلف الأطراف اللبنانيين، تؤكد على المسؤولية التي يتحملها مختلف الأفرقاء السياسيين اللبنانيين. تود ايطاليا أن تكون دوما شريكا مهما للبنان وتساهم بشكل كبير في إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط وخصوصا في لبنان، حيث تتواجد قوات اليونيفيل ،وهي تشارك من خلال كتيبة حفظ السلام منذ العام 2006 وقد مضى وقت طويل على هذه المهمة، وايطاليا هي اول البلدان الأوروبية من حيث عدد الجنود الاوروبيين المشاركين في اليونيفيل. أود أن أشير الى ان القوات الدولية حاليا هي تحت قيادة ايطاليا عبر جنرال خلف جنرالا اسبانيا، وكانت لنا ايضا تجربة ناجحة جدا من خلال الجنرال الايطالي السابق في قوات اليونيفيل".

أضاف: "تكلمنا ايضا خلال اللقاء مع الرئيس ميقاتي عن برنامج التبادل الثنائي، ولا سيما على الصعيد التجاري حيث يبلغ حجم التبادل التجاري مليارا ونصف مليار أورو تقريبا، وتود أيطاليا ان تغتنم هذه الفرصة في لبنان، حيث يشهد هذا البلد دينامية اقتصادية استثنائية، لتستمر في التعاون والتبادل الثنائي خصوصا على صعيد الجامعات والاقتصاد والعلم والتكنولوجيا. كذلك تناول البحث الحدث الذي سيجري في ميلانو في تشرين الأول المقبل والذي سيكون كناية عن تقديم مختلف الفرص والامكانات الاقتصادية، وسيتم بمشاركة غرفة الصناعة والتجارة وهيئات اقتصادية اخرى، وهذا الحدث سيسلط الضوء على الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين، علما أن الحضور الايطالي في لبنان بارز جدا من خلال المبادرات التي يقوم بها مكتب التعاون للتنمية والمديرية العامة للتنمية، وهناك أكثر من ستين مشروعا في مجالات الصحة ومكافحة الفقر وتحسين الظروف الاجتماعية".

وقال: "تحدثنا ايضا عن الوضع الاقليمي وخصوصا الوضع في سوريا، وقد أعربت عن قلق ايطاليا مما يجري، وهذا ما بحثه وزراء الخارجية الاوروبيون خلال اجتماعهم في اللوكسمبورغ قبل يومين، ولم يقتصر الكلام فحسب على العنف، الذي هو غير مقبول وغير مسموح به، لكن ايضا على الطابع الذي تتخذه الأزمة السورية في ظل تخوف من ان تتعدى المشكلات الحدود السورية وتتفشى في بلدان اخرى".

وتابع: "كما ان عملية إنزال الطائرة التركية من قبل سلاح الجو السوري تدل على المخاطر التي تتسم بها هذه المرحلة، وانني أعتبر ان المسؤولية تقع على عاتق الاسرة الدولية لتجنب وصول المشكلات الى لبنان وضمان بقاء لبنان بعيدا عن هذه الأزمة، لان لبنان سبق ان شهد في السبعينيات والثمانينيات من القرن الفائت مشكلات كبيرة ويجب ان يبقى في منأى عن كل هذه المشكلات، من دون ان تتفشى الأزمة فيه.
ولقد لمست من السلطات اللبنانية اقتناعا بأنه يجب تطبيق خطة الموفد الدولي كوفي أنان لوقف العنف ولإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، ولقد سعت ايطاليا الى المساعدة خصوصا في ظل تدهور الأوضاع في سوريا وهي أرسلت مستشفى ميدانيا الى الاردن ومساعدات انسانية وطبية تكفي لحوالي ثلاثين الف مريض من خلال منظمة الأمم المتحدة للاجئين، وهذا يدل على مدى القلق الناتج عن هذه الازمة".

وأشار الى "أنني سأكمل وجودي في لبنان بزيارة الكتيبة الايطالية المشاركة في قوات حفظ السلام، واسمحوا لي ان اقول ان هذا ليس فقط يعد التزاما من الحكومة الايطالية، بل نحن فخورون جدا بالدور الذي تلعبه قوات حفظ السلام في الجنوب، لانها عنصر مهم جدا للاستقرار. أما في ما يتعلق بعمل اللجنة الثلاثية التي تسعى جاهدة للحل ولتلافي أي أزمة قد تطرأ في هذه المنطقة، فإن هذا يدل على أن المجتمع الدولي لديه الحلول للحد من هذه المشكلات في مناطق معينة. أما إذا طرأت مشكلات في مناطق قد تشهد هشاشة في وضعها الأمني مجددا، فإن قوات اليونيفيل يمكن ان تشكل الضمان الوحيد للحفاظ على أمن هذه المناطق وعلى سكانها واهلها".

وردا على سؤال عن الاستقرار في لبنان قال: "لا يمكن ان نغض النظر عن هشاشة الوضع الأمني في المنطقة ككل خصوصا في ظل ما جرى في تركيا، وفي ما يتعلق بالنازحين السوريين، لكني أؤكد انني مقتنع بأن الوضع الأمني في لبنان مستقر، فهناك قيادات سياسية عاودت الحوار في ما بينها، ما شكل خطوة الى الامام من قبل الأفرقاء السياسيين في لبنان، كما ان سياسة الحكومة اللبنانية بتحييد لبنان عما يحصل من حوله، ساعدت على تثبيت الهدوء والاستقرار في هذا البلد".  

السابق
وهبي: كلما بقيت الحكومة ازداد منسوب التوتر
التالي
تحرشات اسرائيلية في الوزاني لتخريب الموسم السياحي اللبناني جنوباً