قبلان: الفلتان الأمني بعيد عن الدين والخطف مقابل فدية مدان

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "الإسلام دين المحبة والعدل والإنصاف والمساواة وهو رحمة ومحبة واستقامة وهو تعاون على البر والتقوى يدعو إلى الاعتدال والخير والبركة. ولقد جاء الإسلام لينشر المحبة والعدالة وليقرب بين الناس ويضع حدا للفوضى والارتجال والتسيب، فبالدين تنشر العدالة والإنصاف، وعلينا أن نحصن انفسنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واتباع الخير واجتناب الشر، فالإسلام دين الله على الأرض وباتباعه تستقر الأرض، فالإسلام رحمة ومحبة وصدق ومعروف وإحسان والتزام بأوامر الله والابتعاد عن نواهيه. ونحن في بداية شهر شعبان الذي ولد فيه الإمام الحسين عليه السلام في شهر الخير والبركة فإن علينا أن نغتنم هذا الشهر بالمحافظة على الناس والبعد عن كل سيء ومنكر وانحراف فما يجري على الأرض من مشاكل وفساد واضطراب وفتن لا تمت إلى الإسلام بصلة. وعلينا أن نعالج هذه المشاكل فندعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة فنجند أنفسنا للأمر بالمعروف والبعد عن المنكر والفساد والانحراف فنتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان ففي بلادنا مشاكل كثيرة وبعد عن الحقيقة مما يحتم أن نجرد أنفسنا من الانانية ونبتعد عن الحقد والحسد والبغي فما يجري فيه الكثير من البلاءات والمشاكل والعيوب التي تستدعي إن نعمل جادين مستنفرين فنتحرك بالاتجاه الصحيح ونبتعد عن كل ما يضر بحالنا ونتجنب المنكرات والضلالة والغي ونعالج الامور بكل روية".

أضاف: "إن الحديث عن الصحوة الإسلامية يدفعنا للسؤال عن هذه الصحوة بعد التفجيرات في العراق واستهداف الزوار الابرياء واختطاف زوار العتبات المقدسة في سوريا. علينا أن نعود إلى اصالتنا وخيرنا ومعروفنا وعملنا المتقن فنتخلى عن الانانية والحسد والبغي، فالعلاج يحتاج إلى كثير من الدقة فما جرى من فلتان امني في العديد من المناطق كما حصل بالأمس من إطلاق نار في الضاحية نتيجة الخلافات بعيد عن الدين الإسلامي وعن خط الأئمة المعصومين الذين تحلوا بالشفافية والروحانية والنورانية".

واكد قبلان أن "الخطف مقابل الفدية عمل مدان لا نقبله ونستنكره والدين براء من كل عمل معيب ومشين"، وقال: "علينا إن نكون جادين في معالجة الامور فننكر المنكر ونحقق الحق. إن قتل الناس ظلم ومنكر وبغي وعلينا إن نبتعد عن هذه المشاكل ونطالب الدولة اللبنانية بأن تبادر إلى منع السلاح في الأزقة وملاحقة المسلحين والضرب على أيديهم بيد من حديد وملاحقة تجار السلاح والمشاغبين والفاسدين والعاملين في الفساد والمنكر فلا يجوز إيذاء الناس وإدخال الرعب في نفوس الناس وظلمهم لذلك علينا أن نشكل هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فنبتعد عن كل ضرر ونلتزم قول الامام الصادق الذي قال: كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا، فالأئمة كان همهم الوحيد تربية الإنسان على الصدق والاستقامة والخير والإيمان والبعد عن المنكر".

وأشار الى أن "المسلمين يملكون ثروة تتمثل بالقرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة أهل البيت فهذه الثروة لا يضاهيها جاه او مال فأهل البيت ضمانة لاستقرار الدنيا وبيدهم مفاتيح الخير لأنهم أهل الايمان والصلاح. وإذا أردنا صحوة حقيقية فإن علينا أن نعود إلى أهل البيت لأن الصحوة تتجسد باتباع المعصومين والسير على خطاهم فهم ليسوا طلاب دنيا ومال إنما طلاب حقيقة وصدق ومعرفة. وعلينا أن نبتعد عن كل انحراف وضلالة ومنكر فنتبع أهل البيت بإحسان ولا نكون دعاة باطل وظلم، فأهل البيت نعمة ربانية وهم لم يظلموا أحدا وقتلوا وشردوا وظلموا وكانوا رحمة للعباد وأمنا للبلاد، لذلك نطالب الموالين لأهل البيت عدم تحدي احد والامتناع عن ظلم أي إنسان فنكون ممن يقولون الحق والحقيقة مخلصين لله متمسكين بنهج رسول الله وعلينا أن نكون من أصحاب الصحوة التي تعود إلى القرآن والسنة النبوية".

وتساءل قبلان: "اين الصحوة الإسلامية مما يجري من قتل للأبرياء وتفجير للعتبات المقدسة وقتل الزوار؟". وقال: "هذه الأعمال منافية للأخلاق والدين وهي كذب ونفاق واين الصحوة الإسلامية من قتل العباد وتشريد الناس وبث الفتن والبعد عن الحقيقة، وعلينا أن نصوب المسار ليس من خلال الاحتفالات والمهرجانات بل من خلال العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية وخط الإمام علي والتمسك بنهج الأئمة المعصومين فنتغلب على الفتن ونبتعد عن المشاكسات فأي ربيع عربي يتحدثون عنه وهو ربيع لا يمت إلى الحقيقة بصلة. فلماذا الفلتان والتحدي والقتل غير المبرر للأبرياء فيما تعني الصحوة أن نأخذ العفو ونأمر بالمعروف ونعرض عن الجاهلين فنعمل بما يأمر به الدين من مكارم للأخلاق فنصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ونعفو عمن ظلمنا ونغفر لمن أساء الينا. إن العنف والتحدي والارهاب والقتل ليست من تعاليم الدين وهي اعمال لا تمت إلى الدين بصلة فالدين يأمر بالتسامح والإنصاف".

كذلك تساءل: "اين المسلمون من الوحدة الإسلامية ومكارم الأخلاق؟". وقال: "على المسلمين أن ينتبهوا قبل فوات الأوان ويستفيقوا من غفوتهم فيعودوا إلى الإسلام بما يحقق الطموح والآمال ونطالب المسلمين أن يحترموا بعضهم البعض".

وإذ طالب قبلان حكام البحرين "بالمحافظة على شعبهم وأهلهم وعدم ظلمهم والعمل لإنصافهم"، قال: "على السوريين أن يحفظوا دماء بعضهم ويبتعدوا عن العنف والانحراف وعلى التكفيريين إن يتقوا الله تعالى في دماء الأبرياء فهل يعقل انهم يصدقون أنفسهم انهم سيكونون مع النبي محمد بقتلهم للمسلمين فالنبي محمد(ص) لا يقول بالظلم ويأمر بالإنصاف وينهى عن العنف لأنه هو السلام والخير والبركة وصاحب الخلق العظيم ويريدنا أن نكون مثله عاملين بتعاليمه ووصاياه نتحلى بالأخلاق الفاضلة ونعمل لما ينفعنا وينقذنا فنعمل لما يرضي الله ويخلصنا من مصائب الدهر. فالدنيا بيد المؤمنين الزاهدين الأتقياء والأبرار وعلينا أن نبتعد عن كل انحراف والتزام الهدوء، فماذا ينفع حرق الدواليب؟ هل يعيد الكهرباء او يزيد الظلمة؟ وماذا نستفيد من قطع الطرقات وتعطيل أعمال الناس فحرق الدواليب وقطع الطرقات يلحق بالضرر بالعباد والبلاد وعلينا أن نتصدى للفتن التي تتهدد بلادنا وشعبنا".  

السابق
زهرمان: مقتنعون ان طاولة الحوار لن تصل الى نتيجة وهي مضيعة للوقت
التالي
الخير: ليستقل باسيل رأفة بالشعب وكل مبرراته تثير الشفقة