الجيش والاخوان

 يحز في نفس كل عربي ما يجري في مصر من تطورات ومستجدات خصوصاً أنه لولا الجيش المصري لما استطاع الثوار أن يقلبوا نظام الرئيس حسني مبارك. ولو أراد الجيش أن يتدخل لتثبيت مبارك في موقعه لكان لايزال رئيساً لمصر حتى اليوم.

استغل الاخوان المسلمون مواقف الجيش المسؤولة والعاقلة، فذهبوا في مطلع الثورة الى القول إنهم غير طامحين بالوصول الى أي موقع:

ادّعوا انهم لا يريدون رئاسة الجمهورية، ولا رئاسة الحكومة ولا أكثرية نيابية، ولا حتى أي موقع في السلطة. وقالوا هذا الكلام علناً.. ولكن كلام الليل يمحوه النهار، توصلوا الى 47% من مجلس الشعب.

ثم انتقلوا الى رئاسة الحكومة.

ثم انتقلوا الى رئاسة مجلس الشعب.

ومن ثم، وبشكل أو بآخر، ومن دون أي مراعاة لأطياف المجتمع المصري وللوضع المصري عموماً، ركّبوا مجلساً تشريعياً على مزاجهم.

ويظهر من نتائج الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية أنّ الاخوان لم يتنبّهوا الى انذار الشعب المصري الذي، وفي خلال أربعة أشهر هبط تأييد الناس لهم من عشرة ملايين في مجلس الشعب الى أربعة ملايين في الدورة الرئاسية الأولى…

والواقع اليوم أنّ الشعب المصري منقسم بنحو 50% لكل فريق: الاخوان المسلمون نالوا نصف الأصوات تقريباً، وأحمد شفيق نال نحو النصف الآخر.. يعني بدلاً من أن يوحّد الاخوان مصر فقد قسّموها الى قسمين.

فأي حكمة وأي مصلحة لمصر والشعب المصري في ما يحدث الآن؟  

السابق
وفاة ممثل أفلام الرعب ريتشارد لينش
التالي
خططت لتسجيل أغنية مع الراحلة إيمي