أيهما… الدمية، الوسادة أم رجل للدهر؟


تبدأ الحكاية القديمة.. حكاية ترسم بالأبيض والأسود عندما تضم "هي" دميتها الصغيرة التي تكبُر كل سنة في حضنها. تشكو إليها همومها الصغيرة وأحيانا تجدها آذانا صاغية فتشكوها تأنيبا لأمها لاقترافها شيئاً ما وتحكي لها حكاية قبل النوم التي تعيدها على مسامعها ممثلة المشهد نفسه الذي زعمت النوم عليه وأمها، تروي لها حكايات قبل النوم.

تكبر هي…. وبراءتها تكبر في كنف دميتها لتكتشف أنها كانت في وهم الدمية التي لا تسمع ولا ترى ولا تحس فترميها بعيدا أو بالأحرى تستبدلها بأكبر منها لتصبح تضم وسادتها فتصاب بلعنة الدمية.
وتعيش، وهي تروي لها مراحل حبها إلى ذلك الشاب وهي المراهقة وتهدي لها مرات ومرات ذكريات حبيبها، ومرات تنشر عليها أوراق ورد حمراء، ومرات دموع شوق لتصل إلى نقطة النهاية، بدموع غزيرة تبشرها بنهاية القصة فتهديها حضنا أكبر وتلكمها بضع لكمات كناية عن غضب جامح يعتريها لتؤمن مرة أخرى أن لا الدمية ولا الوسادة يفهمانها وأنهما ليسا الا وسيلة لنوم عميق… ليدخل الرجل ليس الشاب ولا المراهق إلى حياتها … فيدخل ذلك البشر يحمل عقلا ولكن لا يفهمها كدمية أو وسادة؟

لتجزم له أن هذا السرير لم يقاسمها فيه إلا اثنان.. وهي التي لم تخنه إلا مع اثنان "الدمية" و"الوسادة"؟
هي التي تخاف أن تبكي على قميصه كما كانت تفعل من قبل، مع من كانت تخونه فيحسبه ضعفاً يهز صورتها أمامه.

هي التي تخاف أن تهديه الكمات…. هي التي لا تتجرأ أصلا.
هي التي لا تملك الا ان تهديه أحضانا صامتة جافة دونما إحساس.
هي تقول هل لعنة الدمية أم الوسادة تطاردني لأني غيّرت حضنهما برجل؟
هي التي لا يفهمها إلا دميتها أو وسادتها أو شبحها في مرآتها!
ولكنهما لا يوفران مسؤولية الحياة ولا حبا في القلب ولا أولادا للدهر
ترى مع أي هؤلاء ستسعد "هي"؟
 

السابق
لهذه الاسباب تتعلق المرأة بالرجل الذي يرفضها ؟!
التالي
الحاج حسن: إذا لم تعالج قضايانا بالحوار فبأي أسلوب نعالجها؟