جنبلاط: لا أفهم سياسة 14 آذار

يعوّل رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على انعقاد طاولة الحوار الاثنين المقبل تحت مظلة رئيس الجمهورية ميشال سليمان نظرا الى ظروف خطرة يواجهها لبنان، من تحديات في الداخل الى "جراح مفتوحة" على الحدود مع سوريا وتوتر الاوضاع الامنية في طرابلس.
وقبل ثلاثة ايام من موعد التقاط الصورة التي تجمع ممثلي 14 آذار و8 آذار في قصر بعبدا باستثناء حزب "القوات اللبنانية" الذي اعلن مقاطعة اللقاء، يصر جنبلاط على موقفه من ضرورة الحوار، ويقول لـنا ان "لا حل سوى سلوك طريق الحوار والجلوس وجها لوجه ومناقشة كل الامور المختلف عليها، لأن المهم في رأيه هو تنظيم الخلاف وعدم توتير الاجواء السياسية، والسعي الى عدم انتقال التوتر وشريط الخلافات الى الشارع".

وامام المشهد الذي يعكسه بعض افرقاء 14 آذار، ولاسيما غير المتحمسين او المترددين في تلبية دعوة سليمان، يرى جنبلاط ان "لا شيء مستحيلا ولا شيء نعجز عن التوصل الى حل له. حتى سلاح المقاومة وكل ما يدور حوله في الامكان التوصل الى آلية دفاعية استراتيجية تسمح للبنان بالافادة منها واستثمارها في حمايته من اسرائيل وتهديداتها".
وما ان يُسأل جنبلاط عن تعاطي افرقاء 14 آذار ودعوة رئيس الجمهورية الى الحوار المنتظر، يرد على الفور: "صراحة لم اعد افهم 14 آذار وطريقة تعاطيها وهذا الموضوع. يقولون انهم مع الحوار ويوافقون ثم يترددون. موقف هؤلاء ويا للاسف محزن ومخجل ومضحك".

واذا قلت له ان افرقاء 14 آذار يريدون تطبيقا للقرارات التي تتخذ اي انهم يسعون الى افعال وعدم الاكتفاء بما يعلن على الورق او ما يدور من نقاشات على الطاولة، فيرد بالقول: "بعض قوى 14 آذار يتهرب من المسؤولية. واكرر انني من جهتي لم اعد افهم سياستهم".

وما هي رسالتك اليهم؟ "لازم يكونوا الاثنين في بعبدا".
وأكثر ما يدفع جنبلاط الى الاقبال على طاولة الحوار هو مشهد حوادث طرابلس التي تقلقه ويخشى استفحالها بين باب التبانة وجبل محسن. وهو يراقب انعكاس الازمة السورية على عاصمة الشمال، لاسيما بعد تلمسه "استفحال الحل الامني في سوريا وانعدام الحل السياسي الحقيقي حتى الآن". وفي منظار تحليله ان الازمة السورية وصلت الى "المشرحة الدولية الكبرى"، يلاحظ "مؤشرات روسية واضحة" الى هذا الاتجاه. لذلك يدعو جميع الافرقاء اللبنانيين بلا استثناء الى تأييد سياسة "النأي بالنفس" التي تنتهجها الدولة اللبنانية".

وماذا يتوجب على المعنيين في لبنان فعله ازاء حوادث سوريا وتطوراتها؟ يدعو رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الجميع الى "الاكتفاء بالكلام السياسي على الاقل"، من غير اهمال لضرورة "الاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية والانسانية الى النازحين السوريين". ويسجل للحكومة انها لم تسلم الناشطين السوريين في الاراضي اللبنانية الى النظام في دمشق.

ويشدد جنبلاط على عدم ادخال الحسابات السورية في ازمة طرابلس ويقول: "هذه دعوة الى افرقاء 8 و14 آذار للكف عن تزويد تلك المنطقة السلاح والمال في سبيل استخدام السلاح".
ويستوقفه حال الاحياء الفقيرة والبنى التحتية المعدومة في تلك المساحة من طرابلس، والتي تحتاج الى رزمة من المشاريع الانمائية والاجتماعية "رأفة بالعائلات الفقيرة والمعوزة".
اما رسالته الى ابناء طرابلس فتنحصر في "عدم الاقتتال والانجرار الى اشتباكات"، على قاعدة انهم لا يملكون حلا امام حجم الازمة المفتوحة في سوريا.
مواقف جنبلاط هذه كانت امس محل بحث مستفيض في اجتماعه وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وقد سمع منه كلاما طيبا.

ويوضح رئيس التقدمي ان "المطلوب، لا بل الواجب ابعاد الجيش من التجاذبات"، وقد ابلغه قهوجي ان الجيش يواصل التحقيق في مقتل الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه بطريقة شفافة "ومن دون اي تدخلات".
ويدعو جنبلاط الى "عدم انتقاد مؤسسة الجيش ايا تكن الملاحظات"، ويشدد ايضا على ضرورة التنسيق الكامل بين اجهزة مخابرات الجيش وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي والامن العام وعدم تكرار ما حصل مع الشاب شادي المولوي.
وفي المقابل يدعو احد الاجهزة الامنية الى "عدم التذاكي". ويتمنى الا يصل الى ساعة "أحشر فيها فأذكر بعضا من الحقائق التي لا تغتفر".  

السابق
محبة الناس للحسيني
التالي
حكومة النعامة