جدي غسان سلّم على جبران

جدي، هل تذكر عند استشهاد والدي وكنا بعد في باريس، انك قلت لي: "لا أطلب منك ان تكوني رجلاً، بل على مستوى ما ينتظره منك والدك". اليوم صارت المسؤولية أكثر والانتظارات أكبر. هكذا قبل صياح الديك رحلت، وفي وجداني ما تنتظره مني، فحملت وجعي وتوجهت إلى "النهار"، لأكتبك خبراً وداعياً.

جدي، لن أرثيك اليوم، ولن أبكيك. لا عبارات لديّ تفيك بعض حقك. أمامك وأنت سيد القلم، تسقط الحروف، وتعجز الكلمات عن التعبير، في الحضور او في حضرة الغياب.
جدي، كبير العائلة، ومن بقي لنا بعد جبران، أين تذهب اليوم؟ ولماذا تتركنا وحيدات، أخواتي وأنا؟ أتذهب للقيا جدتي ناديا، أم عمتي نايلة، أم عمي مكرم، أم أخر ابنائك جبران؟
أتذهب إليهم، فتجتمع العائلة هناك في أحضان القديسين؟ هل تتطلعون إلينا من فوق؟ هل اشتقت إليهم واشتاقوا إليك، ولم تحسبوا جميعاً حساباً لشوقنا إليكم نحن المتروكين هنا؟
جدي، التحية والحب لك، اليوم وفي كل نهار، وكلما صاح الديك والفقد لقلمك، لفكرك، لعقلك، ولأدبك، لقلبك الكبير، الذي انشطر مراراً.

تحية حب ووفاء لك من العائلة، من "النهار" عائلتك وعائلتنا، من الديبلوماسية التي كنت مثالها، من بلد الأرز الذي حملت لواءه، وبلد ثورة الأرز، وبلد الشهداء، وبلد القديسين.
جدي غسان، هل تعي ما تفعل بنا اليوم، تترك شادية وحيدة، اما انا واخواتي فتجعلنا يتيمات فعلاً، فلا أب لنا، ولا جد، ولا عم، ولا عمة…

جدي، الذي ترقد اليوم مرتاحاً غير مطمئن، لن أحمّلك شيئاً، ولا مسؤولية أمر، فما احتملته في حياتك لا يصمد حياله أحد، حتى الصخر تفتت، في حين كنت أنت الصخرة الجبل.
جدي، أحمّلك شوقي إليك، والى كل العائلة، قل لجبران، عندما تلتقيان، اننا نفتقده، وإننا اشتقنا إليه، سأزوركما معاً، انا وجبراني الصغير، في مار متر، في كل حين، سأصلي لكما، وصليا معي من اجل لبنان حتى تطلع عليه "النهار" كل صباح، ويعيش ملء القيامة.
تأكد دوماً اننا سنكون معاً وسنبقى معاً موحدين، اخواتي وأنا وشاديا وخالي مروان وكل الأسرة.
جدي غسان، سلم على جبران.   

السابق
نائب سلفى فى وضع مخل بالآداب داخل سيارته !!
التالي
البوم اليسا الجديد بالطرحة السوداء؟