عودة نصريحات شاكر اللادعة

مرّة جديدة يهزّ فضل شاكر الوسط الفني والإعلامي بعد انتقاده الفنانين اللبنانيين وتبَرّئه من الفن عموماً، مروراً بإعلانه ميوله السلفية، ثم دعمه الثورة السورية، وصولاً إلى اتهامه بالتحريض الطائفي والمَساس بالرموز الدينية، فالدعوة إلى محاكمته!

لم يكن أحد يتوقّع أن يتحوّل الفنان، الذي كان في الأمس القريب معشوق الجماهير وملهم العشّاق ومبلسم جراحهم، إلى موسى حادة تقطع خيط الوصل بين الفن والدين، فيتبرّأ من الأوّل وكأنه عار، ويلتجىءإلى التكفير عن امتهانه من خلال التزام الثاني.

عندما شارك فضل في مسيرة الشيخ الأسير السلفية في بيروت لدعم الثورة الشعبية السورية، كان المشهد شبه سريالي. لكنه وضع حداً لكلّ التكهنات، ولم يترك مجالاً للشك بتصريحات فضل الإعلامية الأخيرة، أو بنواياه الفنية والدينية. ولكن أن يُطلق فضل عبر حساب على موقع "تويتر" سلسلة من الفيديوهات والصوَر والتعليقات الطائفية التي تطال الأخوة الشيعة والعلويين وتمسّ رموزهم الدينية، فهذا أمر أغرب من أن يصدَّق، لا سيّما أنّ التخاطب فيه بَلغ أحقر المستويات، والتكفير العنصري والديني فيه جاء بجرعات زائدة… شِبه قاتلة! وعلى رغم ذلك، وقع كثير من الصحافيين في فخ تصديق ما نشر عبر حساب صاحب أغنية "معقول" المزعوم على "تويتر"، وانجرّوا إلى رَجمه بالكلمات عبر مساحاتهم الإعلامية، وتسابقوا على جلده وشتمه والدعوة إلى محاكمته قضائياً، فيما ذنبه هو سكوته عن الأمر وعدم نَفيه امتلاك الحساب المزعم. وممّا لا شك فيه أن ما كُتب على تلك الصفحة الافتراضية على "تويتر" يستحق الاستنكار والمحاسبة والمقاضاة، وفضل كذلك، فقط لو أنّ الحساب يعود إليه!

فقد خرج الفنان الملقّب بـ"ملك الرومانسية" أخيراً عن صمته، وأعلن أنه بريء تماماً من الحساب الذي ينتحل شخصيّته، مؤكّدا أن لا علاقة له بكلّ هذا الكلام المهين بحق الطائفتين الكريمتين الشيعية والعلوية، ومشدّداً على أنه يكنّ كل الاحترام والتقدير لكلّ الطوائف والمذاهب، خصوصا أن علاقات ودّ وصداقة وأخوّة وقرابة تربطه بهم جميعاً. وأضاف فضل في اتصال مع الزميل جمال فيّاض: "من الواضح أن بعض الأشخاص يريدون أذيّتي والضرر بي وبسمعتي، من خلال هذا الأسلوب الرخيص الذي من السهل اللجوء إليه".

وقال: "أودّ أن ألفت وأشدّد على أنّ ما أعلنته من مواقف، سواء في السياسة أو غيرها، أعلنته بنفسي وبالصوت والصورة. ولست مضطراً للاختباء خلف موقع وهمي لأعبّر عن آرائي. لقد قلت وأعلنت مواقفي وما زلت عندها، ولم أغيّرها. أمّا أن أشتم الطائفة الشيعية أو العلوية أو أي شخص، فهؤلاء أهلي وأخوتي وأصدقائي، فكيف أشتم أهلي؟".

وصرّح :"أنفي نفياً قاطعاً وبكلّ جوارحي وشجاعتي التي عرفها عني الجمهور والأصدقاء أن لا علاقة لي بهذه المواقع التي تنتحل اسمي، وتوزّع بواسطته الشتائم والإهانات، وأؤكّد أني سأقاضيهم ولو بَقي يوم من عمري".

وتابع: "لقد تحمّلت كثيرا هذا التصرّف المؤذي وهذه الإشاعات المؤذية واللئيمة، ولم أعلّق. لكن يبدو أن الذين يريدون الأذيّة لم يقتنعوا بصمتي، فتابعوا مثل هذا العمل الذي سأقاضي فاعليه، ولن يهدأ غضبي قبل محاسبة من قام به. وأودّ أن يعرف الجميع أني إنسان مسالم لا أحبّ أذيّة أحد ولا أرضى بالضيم والظلم لأحد، مهما كان وأيّاً كان. لقد تحمّلت كثيرا وتلقيت الكثير من الكلام المؤذي، ولم أردّ لأني أحترم نفسي ومن يحبّني من الناس.

لكن عندما تطوّر الهجوم، وجدت أن أعلن على الملأ أنّ من يريد جَرّي الى التعصّب والنزاع المذهبي والطائفي لن يحقق مبتغاه، وبإذن الله سأظلّ على قناعاتي، ولن أغيّرها بسبب كلمة من هنا أو أذيّة من هناك".

السابق
لحذف الإثارة.. فليزيلوا الأهرامات
التالي
غاغا مجدداً في فستان من اللّحم