نجحت المساعي المسيحية- الاسلامية المشتركة في اختبار تثبيت صيغة العيش المشترك واللحمة القوية بين ابناء منطقة البقاع الشمالي التي تُعتبر نموذجاً مصغراً عن شعار "وطن الرسالة" الذي اطلقه الطوباوي البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.
وتجلي النجاح في عودة الاب الياس غاريوس الموكل بخدمة القنطش الماروني التابع لمطرانية بعلبك- دير الاحمر المارونية، سالماً الى منطقة بعلبك بعد ان خطف مساء امس على طريق عام رياق – بعلبك، بعد اتّهامه بالوقوف وراء نيل سرّ العمادة لإبنة رجل دين من عائلة "قطايا" من بلدة "نبحا" البقاعية، وبأنه هرّبها من منزل اهلها منذ نحو اربعة ايّام.
المطران عطاالله: وفي هذا الاطار، أسف راعي ابرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران سمعان عطالله "لغياب الدولة عن بعض المناطق، بحيث تكون ردّة فعل بعض الناس خارجة عن القانون"، وسأل عن "تزامن اطلاق النار من اقربائها على كنيسة السيدة في نبحا، مع الانتخابات البلدية الفرعية التي كانت تجري في هذه المنطقة".
وأكد اننا على "تنسيق مع "حزب الله" حول هذه المسألة"، شاكراً "رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيح محمد يزبك لجهوده والضغط الذي مارسه لاطلاق سراح الاب غاريوس".
واذ عزا في حديث لـ"المركزية" "خطف الاب غاريوس الى انه متّهم بتشجيع الفتاة كي تصبح مسيحية"، روى تفاصيل ما حصل مع الفتاة، فقال "منذ عامين والفتاة تتعرّض لضغوط من العائلة، ومنذ 4 ايام هربت، ونحن لم نرها او نتكلّم معها".
واوضح ان "الاب غاريوس في صحة جيدة بعد الافراج عنه".
واكد رداً على سؤال ان "وقع الحادثة سيتفاعل في المنطقة الى حين التحدث مع الفتاة ووالدها"، طالباً من الدولة "كشف مصير الفتاة، واعطائها حرية الكلام كي تعلن سبب هروبها من منزل اهلها".
وكشف المطران عطالله انه "اتّفق والشيخ يزبك منذ ايام على التنسيق سوياً لحلّ هذه المشكلة، لكن خاطفي الاب غاريوس سبقونا ومنعونا من استكمال مشاوراتنا"، واشار الى اننا "سنبقى على تنسيق وتواصل مع الشيخ يزبك كي تبقى العلاقات بين الديانتين على افضل ما يرام".
وختم متمنياً "استمرار الهدوء في منطقة بعلبك- ديرالاحمر بعد حادثة خطف الاب غاريوس".
الكاثوليكي للإعلام: وفي هذا السياق، استنكر المركز الكاثوليكي للإعلام خطف الاب غاريوس، واعتبر ان "التعدي على شخصه لا يطال فقط كرامة الاكليروس بل ويسيئ الى اسس روح العيش المشترك الذي نريده نموذجاً في تلك المنطقة وفي كل لبنان".
ودعا في بيان الى "احترام حرية المعتقد والدين وكرامة الانسان، في بلد اردناه رسالة للمحبة والتآخي"، وناشد المسؤولين الامنيين" متابعة البحث عن الفاعلين بغية تقديمهم الى المراجع القضائية المختصة، لمنع وتكرار مثل هذه الحوادث".
