في الحكومة المحمية

يستطيع رئيس حكومة الانقلاب أن يطمئنّ الى غده ومستقبله طالما ان نائب الرئيس الإيراني أكد أمامه حرفياً ومن السرايا وعلى الملأ ان إيران "مصممة على حماية ودعم" حكومته.
ولا يبلف أحداً المسؤول الإيراني. بل يتحدث بوضوح ومن دون تورية، ويتفاخر بصناعته: حكومة لبنانية حققت وتحقق لإيران امتداداً سياسياً "شرعياً" غير مسبوق. ونفوذاً يلائم جزءاً من طموحاتها الامتدادية والاختراقية في الجسم العربي.. وتكمل فوق ذلك، حبّات العقد الممتد من بحر قزوين الى البحر المتوسط، ويمكن البناء عليها لتعويض شيء من الخسائر التي تتراكم في الحلقة السورية من ذلك العقد!

تلعب إيران في ساحة غيرها وتسجّل الأهداف بغضّ النظر عن الأكلاف. وأينما استطاعت ترمي شباكها ولا تخفي المرامي والأهداف: تجمّع نقاط نفوذ خارج حدودها، وتراكمها للاستخدام الخاص بمشروعها الطامح الى محاكاة مشاريع وأدوار الدول العظمى، حتى وان لم تمتلك مقومات تلك الدول… وتستطيع، على طريقة نائب الرئيس السيد محمد رضا رحيمي، ان تعلن بعد ذلك، انها ستفعل كل شيء للحفاظ على جناها الذي راكمته على مدى السنوات الماضيات من أفغانستان الى العراق وصولاً الى لبنان ومروراً على غزة!

صاحب الحكومة وولي أمرها الإيراني، يخبر اللبنانيين مباشرة ان حكومتهم تحت حمايته وباقية مهما صرخوا.. وهو في واقع الحال، ما سبق وان تبلغوه من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل مدّة وجيزة عندما أكد بدوره ذلك القرار، ووضع نقطة في آخر السطر وأقفل النقاش!

غير ان الجانب الآخر، من الصورة لا يتعلق بالسيد رحيمي ولا بالسيد نصرالله إنما بالسيد ميقاتي، الذي يصرّ على إطلاق مواقف منفوخة بطولة وأمجاداً غير مستحبة عدا عن انها ثقيلة الدم والوطأة، مثل قوله بالأمس، وهو واقف الى جانب المسؤول الإيراني "لم ولا نتلقى تعليمات أو إملاءات" علماً ان "الإملاء" الأول كان في وضعه على رأس حكومة جاءت لتنفذ قرارات سياسية وغير سياسية كبيرة وخطيرة، في سياق أجندة إيرانية ـ سورية واضحة، بعد أن وضعت خيار اللبنانيين وقرارهم الانتخابي على الرفّ، واستبدلت كل ذلك بالسلاح ولغته وقمصانه وممارساته.
يحكي المسؤول الإيراني ويدافع عن مصالح بلاده. ومثله تماماً يفعل المسؤول الحكومي اللبناني: يدافع بنفسه وبحكومته عن مصالح بلاد الضيف الزائر، ليس إلاّ!

السابق
المذهبية: زلزال المنطقة.. حقًّا
التالي
الحياة: السفير السعودي في بيروت لاحظ ان نظيره السوري أطلق اتهاماته من منبر الخارجية