ثلاثون سببا وأكثر للعنة إسرائيل

استوقفني مقال منشور في صحيفة «إسرائيل هيوم» للكاتبة الاسرائيلية ميشال طوبيا، مضمونه يقوم على إيرادها عشرة اسباب تفرض على العرب «تهنئة» الدولة العبرية بـ «استقلالها»، وجميعها اسباب واهية وتافهة تعكس فقر حال الكاتبة ودولة الابرتهايد الاسرائيلية. وهو ما دفعني لايراد ثلاثين سببا للعنة إسرائيل، واعتبار نشوئها وصمة عار في تاريخ البشرية. والاسباب هي:

اولا: اتكاء قادتها ومؤسيسها على فكرة دينية -سياسية رجعية وعنصرية مفادها»إلباس الديانة اليهودية واتباعها من مختلف القوميات والشعوب ثوب الوحدة القومية!». ثانيا: قبول قياداتها لعب دور الوكيل للامبراطوريات الاستعمارية الغربية في المراحل التاريخية المختلفة: بريطانيا قبل الحرب العالمية الثانية والولايات المتحدة بعدها لقهر الشعوب العربية وتأبيد الانقسام والتمزق في اوساط شعوبها لنهب ثرواتها ومصادرة مستقبل ابنائها في التحرر والتنمية المستدامة. ثالثا: تزوير قادتها ومنظريها للتاريخ، والادعاء بملكية الارض الفلسطينية العربية، ورفعها شعاراً كاذباً لا اساس له في الواقع «ارض بلا شعب، لشعب بلا ارض!». رابعا: المتاجرة بمحرقة يهود الشعوب الاوروبية، واستغلالها (المحرقة) ابشع استغلال، كونها استغلت الدول الاوروبية واتباع الديانة اليهودية، الذين خضعوا لابتزاز اللحظة التاريخية البشعة التي انتجتها الفاشية والنازية عشية واثناء الحرب العالمية الثانية. خامسا: نشوء إسرائيل بحد ذاتها إعادة إنتاج للكارثة الانسانية، لانها قامت على انقاض الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني. سادسا: قيام الدولة العبرية شكل اعظم نكبة للشعب العربي الفلسطيني في العام 1948، حيث تم تشريد حوالي ثمانمائة الف مواطن فلسطيني من اراضيهم وديارهم من خلال سياسة التطهير العرقي ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني. سابعا: رفضها المتواصل عبر سياسات الالتفاف والاحتيال لتطبيق قرار التقسيم الصادر عن الامم المتحدة في 29 تشرين ثاني 1947، وتحميلها العرب «المسؤولية» عن ذلك. ثامنا اعتمادها دائما وابدا خيار الحرب والعدوان ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. تاسعا ارتكابها ابشع المجازر ضد ابناء الشعب
الفلسطيني والشعوب العربية ومنها: دير ياسين وكفر قاسم وقبية.. وبحر البقر وقانا وصبرا وشاتيلا وغزة وجنين والحبل على الجرار. عاشرا: عدوان الرابع من حزيران عام 1967 واحتلالها كامل فلسطين اضافة لسيناء والجولان. حادي عشر: رفضها الانسحاب الى حدود الرابع من حزيران عام 67 وفق قرار 242 و338 وما تلاهما من قرارات للشرعية الدولية. ثاني عشر: لجوؤها لتعميق الاستيطان الاستعماري ومواصلة مشروعها الكولونيالي الاجلائي والاحلالي على حساب الاراضي والمصالح الوطنية الفلسطينية في الاراضي المحتلة عام 67. ثالث عشر: رفضها خيار السلام من حيث المبدأ وليس فقط خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران عام 67. رابع عشر: مواصلة التهويد ومصادرة الاراضي الفلسطينية في القدس وغيرها من مدن الضفة الفلسطينية، والعمل بشكل متواصل لتغيير معالم المدينة المقدسة.
خامس عشر: رفضها عودة اللاجئين الفلسطينيين على اساس قرار الشرعية الدولية194، الى ربط بين الاعتراف بالدولة الاسرائيلية وبين عودة اللاجئين الفلسطينيين.
سادس عشر: تعميق عمليات التمييز العنصري وسياسات الترانسفير ضد الفلسطينيين في داخل الداخل (الجليل والمثلث والنقب) وفي داخل الاراضي المحتلة عام 67، والاصرار على إنكار الحقوق الوطنية الفلسطينية، مقابل الاصرار على إرغام الفلسطينيين بالاعتراف ب»يهودية» الدولة الاسرائيلية. سابع عشر: رغم الادعاء بـ»الديمقراطية» إلا ان قادة الدولة الاسرائيلية يرفضون التأصيل للدولة المدنية «دولة كل مواطنيها». ثامن عشر: انتاج الاسلحة النووية والجرثومية والفسفورية واستخدامها ضد ابناء الشعب الفلسطيني، واعتبار الفلسطينيين حقل تجارب للاسلحة المحرمة دوليا.
تاسع عشر: تهديدها السلم الاقليمي والعالمي من خلال تبنيها سياسة شفا الهاوية. عشرون: رفضها الالتزام بقرارات وقوانين ومواثيق الشرعية الدولية، واعتبار نفسها دولة فوق القانون، ورفض تطبيق اتفاقيات جنيف الرابعة والثالثة ذات الصلة بالمواطنين الفلسطينيين والعرب الواقعين تحت نير الاحتلال الاسرائيلي. الحادي والعشرون اعتقال المواطنين الفلسطينيين الابرياء وحرمانهم من ابسط حقوق الانسان، ورفضها التعامل مع المناضلين كأسرى حرب. الثاني والعشرون اعتقال الاطفال والنساء واخضاعهم لابشع اساليب التعذيب. الثالث والعشرون: اعتمادها القوانين البالية والرجعية مثل قانون الاعتقال الاداري ضد المناضلين الفلسطينيين دون مبرر او اسباب وجيهة للاعتقال. الرابع والعشرون: الحصار الظالم لابناء قطاع غزة منذ ستة اعوام خلت، وابقاء مليون وستماية الف مواطن في سجن كبير دون اي سبب سوى رفض المواطنين الفلسطينيين للاحتلال والعدوان الاسرائيلي. الخامس والعشرون: نهب الثروات الطبيعية وخاصة الآبار الجوفية الفلسطينية، وحرمان الفلسطينيين منها. السادس والعشرون: تمزيق وحدة الارض والشعب الفلسطيني من خلال خلق الادوات السياسية العملية للاحتلال كروابط القرى وبعض الجماعات الاسلامية المتواطئة مع سياسة الاحتلال الاسرائيلي، وتعميق الانقسام بين جناحي الوطن إن كان من حيث شكل الهويات، واليات التعامل مع ابناء الضفة والقطاع والقدس. السابع والعشرون: سحب الهويات من المقدسيين، وانتهاج سياسة الترانسفير والابعاد واغلاق المؤسسات الوطنية في مدينة القدس، واقامة الهياكل اليهودية على حساب الاماكن المقدسة وحولها لتزوير واقع المدينة، واللجوء لعمليات التزوير والطرد من البيوت وفي الوقت نفسه إحلال قطعان المستوطنين على حسابهم وفي وسط احيائهم، لتمزيق النسيج الاجتماعي. الثامن والعشرون: حرمان الشعب الفلسطيني من استغلال ثرواته الطبيعية، والنهوض باقتصاده الوطني، والاصرار على تدمير كل عوامل النهوض للشخصية الوطنية الفلسطينية. التاسع والعشرون: حرمان الفلسطينيين من التواصل مع المتضامنين الاسرائيليين والامميين والاعتداء على كل من يقف الى جانب الشعب الفلسطيني. الثلاثون: اتهام كل من يدافع عن الحقوق الفلسطينية والعربية ب»معاداة السامية» التهمة الجاهزة والتي تعكس عنصرية مقيتة ومدمرة ورفض قبول الرأي الاخر حتى من اليهود انصار السلام والتعايش بين الشعوب.

وهناك في التفاصيل الف سبب وسبب كي يلعن مطلق انسان دولة إسرائيل، واعتبارها كارثة على اتباع الديانة اليهودية والشعب العربي الفلسطيني والشعوب العربية وشعوب اقليم الشرق الاوسط الكبير.
في ذكرى قيام دولة اسرائيل، ركيزة المشروع الكولونيالي الصهيوني الاجلائي والاحلالي على حساب فلسطين الارض والشعب والتاريخ والهوية، تملي الضرورة على محبي الحرية والسلام في اوساط المجتمع الاسرائيلي والطوائف اليهودية في اصقاع الارض وشعوب الارض قاطبة، اعتبار تلك الذكرى لعنة في سفر التاريخ على شعوب الارض قاطبة، وفي نفس الوقت الضغط وحث القيادات الاسرائيلية الصهيونية التوقف عن مواصلة الكارثة، واعادة انتاجها بوسائل اخرى، والاندفاع نحو خيار السلام وحل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران عام 67، لطي صفحة الارهاب المنظم والمجزرة، والتخلي عن فلسفة إله الحرب مارس، وبناء ثقافة جديدة، ثقافة جوبيتير، ثقافة الحب والسلام والتعايش والتنمية.

السابق
بيونسيه أجمل نساء العالم
التالي
مسيرة في الجليل الغربي احياء لذكرى النكبة والمطالبة بالعودة للبلدات والقرى المهجرة