فريد حبيب: النظام السوري خطط لاغتيال جعجع و”حزب الله” نفذ

في الوقت الذي مازالت تداعيات محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع تفرض نفسها على المشهد الداخلي, في ظل تزايد المخاوف في ان تكون هذه الحادثة مؤشراً لدخول لبنان مرحلة جديدة من عدم الاستقرار, فإن السؤال الذي يطرح: "هل فعلا ان هناك من يعمل جديا على تغيير موازين القوى بالقوة?" على حد وصف جعجع رداً على محاولة "شطبه" من المعادلة.
المعطيات المتوافرة لمرجع قيادي في "14 آذار" ترسم صورة لا تدعو الى الارتياح, حيث أكد لـ"السياسة" ان "اختيار شخصية كجعجع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان هناك قرارا كبيرا من جهات فاعلة ومؤثرة على الساحة اللبنانية لها ارتباطات اقليمية ودولية ربما بالتخلص من الرقم المسيحي الأصعب في لبنان, باعتبار ان "القوات اللبنانية" اثبتت عن مدى حضورها السياسي والشعبي في الشارع المسيحي, ما جعلها عرضة لحملات قاسية من مسيحيي "8 آذار" والمتحالفين معهم في الاوساط الاسلامية المنضوية في اطار هذا الفريق الذي بدا واضحا انه بدأ يعد العدة منذ الآن للانتخابات النيابية المقررة العام المقبل, والتي يريد ان يحصد فيها الاكثرية, خصوصا ان المجلس النيابي الجديد هو الذي سيختار رئيس الجمهورية الجديد".
واضاف المرجع القيادي ان "حلفاء سورية وايران يعتبرون جعجع عقبة أمام إمساكهم بالقرار اللبناني ومحاولتهم ضعضعة قوى "14 آذار" التي يشكل جعجع عمودها الفقري حالياً", مشيراً إلى أنه بعد ان فشلوا في ارغام جعجع على مغادرة لبنان كما فعلوا مع زعيم "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري, فإنهم ارادوا تصفيته جسدياً, علهم بذلك ينجحون في كسر شوكة المعارضة المسيحية التي تقف موقفا صلبا في مواجهة محاولات الفريق الآخر الرامية الى إلحاق لبنان بالمعسكر السوري – الايراني".
من جهته, اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فريد حبيب ان هدف محاولة اغتيال جعجع التخلص من الشخصيات الكبيرة والمؤثرة على الساحة اللبنانية والتي تقف في مواجهة مخططاتهم ومؤامراتهم, من خلال تنفيذ هذه المحاولة الدقيقة والتي اثبتت التحقيقات انه كان محضرا لها باتقان ومنذ وقت طويل.
وقال حبيب لـ"السياسة" ان "العناية الالهية وحدها التي انقذت جعجع من الموت", متهما النظام السوري بالوقوف وراء محاولة الاغتيال بمساعدة من بعض حلفائه في لبنان الذين لهم تاريخ في عدد من الاغتيالات التي حصلت في لبنان.
واضاف ان "الامور واضحة بحيث ان التقنيات التي استعملت في محاولة الاغتيال موجودة عند فريق واحد من اللبنانيين ولا حاجة للبحث عن المزيد من الادلة لادانة المتهم", في إشارة إلى "حزب الله".   

السابق
الراعي: نعمل مع سليمان لتجنب إدخال لبنان لعبة المحاور والأحلاف
التالي
جنبلاط: الوقوف مع الشعب السوري لايعني تغيير التحالفات الداخلية