نصرالله: العدو اراد سحقنا ونقول له نحن هنا باقون وأنتم الى زوال

اكد الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمة القاها خلال إفتتاح "مجمع السيدة زينب" في حارة حريك، "ضرورة التمسك بالارض والمقدسات والاستمرار في النضال والمقاومة لنصرة القضية الفلسطينية"، وقال: "ان هذه الارض التي بني عليها هذا البناء كانت تعرف بالمربع الأمني، والآن لم يعد هناك من مربع أمني، والإسرائيلي في الايام الاولى بدأ بقصف هذه المنطقة فضرب بيوت قادة "حزب الله"، مع ان هناك بيوتا لم تكن لحزب الله، لكن الإسرائيلي أراد أن يدمر الحياة والارادة في هذه المنطقة، وأراد أن يدفع الناس اثمانا باهظة لإيمانهم بهذا الخط، والرسالة الاسرائيلية كانت واضحة، فهناك أبنية قصفت اكثر من مرة، ورسالة القصف كانت سياسية ومعنوية ونفسية، وكانت هناك آمال كبيرة عند العدو نتيجة الوضع في لبنان، وكان العدو يريد أن يبقى الدمار لسنوات طويلة، وأن يجعل حكومة البلد وأهل المقاومة عاجزين عن البناء، أي أن تكون هذه الاثار طويلة، وكان الرد هو البدء بالترميم والبناء وإصلاح الاحياء".

اضاف:" عندما اتخذنا القرار ببناء هذا المجمع قررنا ان يكون الافتتاح في اختتام مشروع "وعد" لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية، خشية ان يقال إن الحزب لديه اولوية للمجمع وهو ترك منازل الناس. وخلال اسابيع قليلة ومن الممكن في شهر أيار سنقيم احتفالا كبيرا في باحة "شورى حزب الله" لنعلن للعالم ان هنا ارادة الحياة، وسيتم تسليم مفاتيح اخر المنازل التي تم اعادة بنائها".

وتابع: "هم ارادوا سحقنا وإماتة ذكرنا ومحو ذاكرتنا، ومن خلال هذا المجمع نقول لهم نحن هنا، وقد أقمنا هذا المجمع واخترنا اطلاق إسم "السيدة زينب" عليه، وهو اسم له دلالته ورمزيته وهو الثبات والتمسك والمضي بطريق الحق وتحمل المصاعب والتغلب على الشدائد والأمل بالله واليقين بالمستقبل، واسم زينب هو رمز لكل معاني الجهاد والمقاومة والتحدي والحياة والبقاء والأمل، لذلك اردنا هذا الاسم لينطق بنفس هذه الروح، فيما هم ارادوا سحقنا، ونقول لهم نحن هنا باقون وأنتم الى زوال".

واردف: "المستقبل بيننا وبين العدو حاسم انشاء الله، ونحن اليوم نطل على مناسبة كبيرة وعزيزة على الأمة العربية وهي "يوم الارض"، هو يوم من أيام فلسطين والقدس، وجرت العادة ان يخرج الفلسطينيون في القدس المحتلة او الشتات ليتظاهروا ويتضامن معهم العالم العربي والاسلامي. دلالة هذا الاحياء مهمة جدا فصحيح أنه يتم التظاهر لكن الأمر عبارة عن تمسك بالحق والقضية والمقدسات والأرض، فيما المحتلون يريدون ومن يتآمر معهم ويخادع معهم يريدون ان ننسى فلسطين وأن تصبح من الماضي والتاريخ وأن لا يذكرها أحد وأن تخرج من دائرة الاهتمام والاولويات، وبعد ذلك تنسى وييأس أهلها من استعادتها ويستسلموا بالامر الواقع ويقبلوا بالفتات، والصهاينة اليوم قالوا إن هناك نية لمصادرة مزيد من الاراضي بالضفة الغربية وطبعا هذا استهزاء بالأمة العربية والقمم العربية".

وقال: "يأتي في مقدمة العوامل التي أبقت قضية فلسطين حية المقاومة ودماء الشهداء وعذابات الاسرى ومعاناة المحاصرين والتضحيات الجسام وهذه الدماء النازفة والتي تهز الأمة، وهي من أبقت القضية حية وأفشلت مطلب المستكبرين بنسيان هذه القضية بالرغم من النفاق والتواطؤ، واليوم يعبر الفلسطينيون بهذا الاصرار، وهذه نقطة مشرقة، لأن الأهم أن يتمسك الفلسطينيون ومن ورائهم الأمة بقضيتهم، وقضية فلسطين هي برقبة الأمة وبشعوبها وجيشها، لكن مع الأسف هناك من تخلى عن هذه القضية".

اضاف:"نحن لسنا محتاجين لشراء سلاح ب60 مليار دولار من أميركا أو امتلاك سلاح نووي لتحرير فلسطين. فإيران وسوريا وقفتا الى جانب المقاومة وقدمتا الدعم فكان أن تحقق انتصاران مهمان، وبعد القمة العربية بيوم واحد منذ 48 إلى اليوم كل ساعة تمر وارض فلسطين تحت الاحتلال والمقدسات تنتهك سيسأل عنها الحكام في العالم العربي والاسلامي يوم القيامة وبعدهم الجيوش والشعوب لأن الأمة قادرة. والطريق واضح لكنه يحتاج الى الارادة والعزم ونعتقد ان مستقبل شعوب المنطقة هو الارادة والعزم والمقاومة وبيننا وبينهم فاصل زمني".

وفي الشأن السوري اعتبر نصرالله انه "موضوع مهم في لبنان، ومن الواضح أنه يحظى باهتمام دولي وعالمي، بالأمس كانت قمة البريكس وكانت قمة بغداد وكانت القمة في طهران مع تركيا، أي كان هناك 3 قمم وموضوع سوريا كان حاضرا في هذه القمم، وهذا طبيعي لأن ما يجري سيكون له تداعيات على أوضاع المنطقة، وأريد أن أقول بهذه اللحظة الخلاصة التالية: الوضع السوري أصبح أمرا واضحا، بعضه حسم نهائيا وبعضه تراجع الحديث عنه إلى آخر حد. التدخل العسكري الخارجي كان خطرا حقيقيا وكان سيؤدي الى تداعيات خطيرة، واليوم من الواضح ان هذا الموضوع انتهى بشكل حاسم، والأميركيون يلوحون به من بعيد، لكنهم أعجز جهة عن ذلك، فهم خرجوا مهزومين من العراق ووضعهم بافغانستان مزر… والمطلوب اليوم هو حوار بين النظام والمعارضة وهذا ما كنا نقوله وكنا نقول لكم ان القيادة السورية جاهزة للحوار. اليوم مطروح حوار بين النظام والمعارضة واجراء اصلاحات وتنفيذها وهذا ما يحل الوضع في سوريا".

وتابع:"وأي أمر آخر ليس من مصلحة سوريا وشعبها ولا من مصلحة فلسطين، وهو من باب مصلحة اسرائيل ومصلحة من يريد إدخال المنطقة بالفوضى الشاملة التي يريدها الأميركي، ويجب وقف التحريض الإعلامي بمعزل عن مدى صحته والسعي لتقريب وجهات النظر وإطلاق حوار جدي وصادق، وهذا ينقذ سوريا والمنطقة".

واشار الى ان "احتمال التدخل الخارجي انتهى، وحكاية ارسال قوات عربية انتهت. أما تسليح المعارضة في سوريا فمن الواضح مخاطره على سوريا، وليس هناك تبنٍ لخيار التسليح، وهناك دولتان او ثلاثة او اربعة تريد ذلك، لكن الجو انتهى. وإسقاط النظام بالقوة العسكرية انتهى وتراجع. من كان مخلصا عليه أن يقدم المساعدة كلٌ من موقعه، وهذا يرتب مسؤولية تاريخية بالاعتبار الديني والقومي والأخلاقي".
واردف: "من الطبيعي أن تحظى سوريا بالاهتمام الإقليمي والدولي، لكن من غير الطبيعي بل المستهجن والمستغرب تجاهل قضية البحرين، ما يجري في البحرين مأساة وطنية هناك مئات الآلاف يتظاهرون وشعب يطالب بالحل ويصر على الحل السلمي، يقتل كل يوم. والله أعلم من أين أتوا بالمرتزقة وبالغازات التي تستخدم، حتى لا يقال إنهم يطلقون الرصاص. وكل يوم يوجد قتلى بالغازات السامة التي لا تلقى على الأطفال بل على البيوت أيضاً والنساء والأطفال وهذانوع من القتل عمدا…التجاهل يزيد المظلومية لكنه لن يمس من إرادة البحرين ومن شعبها المسالم القادر على الاستمرار ونفسه طويل".  

السابق
قاووق: ربيع الأمة لا يكتمل طالما ان ربيع فلسطين لم يزهر
التالي
ريبال الأسد: بإمكان “سوريا الديمقراطية” إقامة السلام مع إسرائيل