بوحدة الحركة القومية والإسلامية تنتصر القضية الأحوازية

في زمن الثورات العربية, وفي ظل الواقع التغييري الشامل الذي يعيشه الشرق القديم , تظل القضية الوطنية والقومية الأحوازية إحدى أهم الملفات التي تتصدر ساحة المواجهات المستقبلية القريبة, والتي تقف اليوم شاخصة أمام لائحة الانتظار و الحسم وفي انتظار نتائج التغيير النهائية في الساحة السورية وهو تغيير سيعجل في فتح الكثير من الملفات الساخنة والحساسة التي تنتظر الحسم , ولاشك في أن الثورة الوطنية الأحوازية رغم مرارة التعتيم الإقليمي والدولي على نشاطاتها وتنكر الأنظمة العربية والخليجية لها تحديدا, وصعوبة المواجهة الميدانية مع قوات الإرهاب الإيرانية, ظلت من الشواخص الشامخة في ملفات النضال الوطنية للشعوب الحرة, وهي ثورة استمرت بوسائل وصيغ شتى منذ زمن الاحتلال الفارسي الاستيطاني المشابة تماما لحالة الاستيطان الصهيوني في فلسطين , وهي ثورة تقرير مصير حاسم لشعب عربي أصيل يئن تحت طائلة أبشع احتلال تجهيلي ولصوصي في تاريخ الشرق بأسره.
الثورة الأحوازية كانت عنوانا تاريخيا لشعب سرقت هويته الحضارية وحاول الحكام في إيران و بمختلف توجهاتهم من قومية شاهانية متطرفة , لنظام ديني عنصري يغطي عنصريته بالشعارات الدينية والطائفية القفز على الحقائق التاريخية والميدانية ومحاولة إجهاض النزعة الوطنية والتحررية الكامنة في أعماق الأجيال الأحوازية العربية التي لم تعرف أبدا مرارة النكوص والانسحاب من ساحة المواجهة والنضال , وبرغم الكثير من عوامل الاحباط و التردي و الجهل السائدة في الساحة الأحوازية بفعل واقع عقود الاحتلال والهيمنة إلا أن اليأس لم يعرف أبدا طريقه للأجيال الأحوازية الشابة التي تخوض إدارة الصراع برؤى متجددة و بأدوات ووسائل متناسبة مع روح العصر الحديث, ووفق ثوابت وطنية وقومية تحررية لا تعرف المهادنة ولا التراجع عن الحقوق التاريخية, وعن مبدأ حق تقرير المصير.
ثمة متغيرات و تفاعلات ميدانية ساخنة جرت على الساحة الداخلية الأحوازية وأنتجت قوى إسلامية قادت ورفعت بيرق الحرية والكرامة والاستقلال وهي قوى أفرزتها حالة المواجهة التاريخية المتغيرة, وعززت بالتالي كفاح الجماعات و الأحزاب القومية الأحوازية, والتي لها تاريخ حافل في مقاومة المحتل الفارسي العنصري الذي لا يتردد أو يحجم أبدا عن ضرب وتصفية و إنهاء أي صوت تحرري مهما كانت قاعدته الفكرية والايديولوجية , وأمام مستحقات وواجبات المرحلة المقبلة والتي ستشهد تصعيدا وطنيا شاملا للنضال من أجل الاستقلال ونزع زمام المبادرة من النظام الطائفي المتغطرس بحمولته العنصرية الوقحة يكون لزاما على جميع القوى الوطنية و الإسلامية الأحوازية من مختلف التوجهات التوجه الى توحيد الخطاب التحرري و تشكيل جبهة وطنية وقومية إسلامية هدفها الأساس ومحورها الرئيس صياغة خارطة طريق شاملة لوحدة وطنية ونضالية وكفاحية أحوازية تظهر للعالم وحدة الكفاح الوطني الأحوازي والإصرار على فرض أجندة الاستقلال والتحرر ومخاطبة العالم بأسره بلغة العصر, وتحفيز الداخل الوطني الأحوازي على تفعيل الصراع الوطني ومواجهة المحتل المتغطرس بكل الوسائل والأدوات التي تكفل إزاحة ظله الثقيل وتصحيح التاريخ وإبراز الهوية الوطنية والقومية الأحوازية التي ستوجه الضربة القاضية والنهائية لكل خطط الشر والتخلف التي يباشرها نظام العدوان والغطرسة والعنصرية الطائفية المقيتة في طهران.
لا بديل اليوم للتحالف الإسلامي – القومي في الساحة الأحوازية عن الولوج لمرحلة حاسمة من مراحل إدارة الصراع الوطني الشامل من أجل الأحواز الحرة العربية المستقلة التي ستعزز من عروبة الخليج العربي والتي ستطفئ نيران العدو المستعمر الحاقدة , في الوحدة الوطنية الأحوازية طريق الخلاص الحاسم والسريع. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون".   

السابق
هل إيران اليوم مثل يحتذى؟
التالي
وهم لافروف